سعيد الشحات يكتب: مطلوب اعتذار "إخوانى" لعبد الناصر

السبت، 30 أغسطس 2008 07:25 م
سعيد الشحات يكتب: مطلوب اعتذار "إخوانى"  لعبد الناصر اعتراف الإخوان أخيراً بحادث المنشية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وأخيراً.. يعترف "الإخوان المسلمين" بارتكابهم حادث محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1954 فى ميدان المنشية بالإسكندرية، الاعتراف جاء على لسان المؤرخ الإسلامى أحمد رائف فى حوار له مع سمير العركى، أحد قيادات الجماعة الإسلامية، وتم نشره على موقع الجماعة على الإنترنت، ونقلت جريدة الدستور مقتطفات منه فى عدد الثلاثاء الماضى، وأهمية الاعتراف أنه يأتى من رجل كان عضوا قياديا فى الإخوان فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، وتعرض للاعتقال والسجن وقتئذ، كما أنه كتب من قبل فصلا كاملا عن حادث المنشية فى كتابه "سراديب الشيطان"، قال فيه إن الحادث مفبرك وليس حقيقيا، أما فى أقواله الجديدة يؤكد رائف أن حادث المنشية كان حقيقيا، وأن محمود عبد اللطيف الذى أطلق الرصاص على عبد الناصر أثناء إلقاء خطابه تلقى بالفعل مسدس"البرتا" من هنداوى دوير عضو الجماعة، وأن يوم تنفيذ الحادث وصلت المعلومات الخاصة بمخطط الاغتيال إلى العديد من قيادات الإخوان وحاولوا وقف المخطط، لكنهم فشلوا.

وأهمية هذا الاعتراف والتصحيح أنه يأتى بعد سنوات بدأت منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى، شهدت فيها أعنف حملات الهجوم ضد جمال عبد الناصر، وهى الحملات التى اختلط فيها الجد بالهزل، والتزوير بالحقيقة، وقادها تحالف ضم أطيافا سياسية واقتصادية مختلفة تختلف جذريا مشروع جمال عبد الناصر، وظلت جماعة الإخوان هى الطيف الأكبر فى هذا التحالف، ولم تترك شاردة أو واردة فعلها جمال عبد الناصر إلا واعتبرتها خطأ ما بعده خطأ، وكارثة ما بعدها كارثة، هاجمت السد العالى ورأت فيه مشروعا فاشلا، وهاجمت تأميم قناة السويس واعتبرته كارثة، وجعل الإخوان حادث المنشية رأس الحربة فى حملتهم، واعتبروه "تمثيلية" هزلية فعلها عبد الناصر ليتخلص منهم، ولم يتوقف تكذيبهم والأدق تضليلهم عند هذا الحد، بل استثمروه فى اختراع أكاذيب كالتى ذكرتها زينب الغزالى، بأن جمال عبد الناصر كان يشرف بل ويشاهد بنفسه عملية تعذيبها فى السجن، ودفع الإخوان بهذه الأكاذيب بشكل منظم عبر أدواتهم الإعلامية والمنافذ الأخرى التى كانت مفتوحة خصيصا للنيل من جمال عبد الناصر ومن تجربته التحررية، وتم إنفاق ملايين الدولارات على هذه الحملات، واستغل الإخوان خطابهم الدينى لدغدغة المشاعر، وانتزاع الدموع، لتمرير الأكاذيب التى على شاكلة حادث المنشية، وذلك دون اعتبار للضحايا، والضحايا هنا هم كل الذين تتسمم أفكارهم بتزوير التاريخ وتزييف الحقائق.

والمفارقة أن اعتراف أحمد رائف يأتى بعد أسابيع مما قاله ناجح إبراهيم القيادى بالجماعة الإسلامية، إنه تأكد خلال فترة سجنه، ومن خلال حوارات مع مصادر معنية أن الإخوان ارتكبوا حادث المنشية بالفعل، فهل تأتى هذه الاعترافات كنوع من التطهر قبل لقاء رب كريم، أم أنها تعبر عن فشل المشروعات السياسية التى اتخذت من الإسلام ستارا وفى الخفاء كانت تمارس أكاذيب تؤدى إلى غسل الأدمغة وتزعزع الثقة فى المستقبل. القضية يجب التوقف عندها بتأمل، فالجماعة التى أطلقت الأكاذيب، وشككت فى الحادث هى نفسها التى تدعو الناس إلى التمسك بصحيح الدين، وهى التى كسبت الانتخابات بشعار"الإسلام هو الحل"، وهى التى تدعو الناس إلى الصدق والأخلاق فى التعاملات، والسؤال: فى أية خانة نضع إعطاءها البراءة لنفسها فى حادث المنشية واتهامها لعبد الناصر بأنه هو الذى دبره؟، وكيف يمكن استعادة الذين صدقوا الإخوان فى نفيهم، وأسسوا نظرتهم للماضى والمستقبل وفقا لذلك، القضية بحق ليست بسيطة، وعبد الناصر لم يكن ضحيتها فقط وإنما مصر كلها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة