زعم رئيس شركة صوت القاهرة إبراهيم العقباوى فى تحقيق نشرته "المصرى اليوم" أمس الخميس حول "انقراض المسلسلات الدينية"، أن السبب الرئيسى فى قلة عدد المسلسلات الدينية هو عدم وجود مؤلفين متخصصين فى هذا المجال، ويوجد حالياً محمد السيد عيد، وبهاء الدين إبراهيم فقط، وقال نحن على أتم الاستعداد لإنتاج أى أعمال تقدم لنا بمستوى جيد.
أما بخصوص مواعيد عرضها السيئة فقال "مشاهد المسلسلات الدينية مختلفة عن مشاهد مسلسلات الدراما الاجتماعية، فمتابع المسلسل الدينى يتفرغ بعد الإفطار للصلاة، وأفضل موعد بالنسبة له إما قبل الإفطار أو فى موعد السحور". وأقول إن السبب الرئيسى والحقيقى لقلة عدد المسلسلات الدينية يرجع إلى أسباب واضحة يعرفها كبار المسئولين، ويحاولون التعتيم عليها من خلال البحث عن مبررات واهية.
مصر مليئة بالمؤلفين المبدعين، والمتخصصين، وغير المتخصصين الذين يجيدون الكتابة فى هذا النوع لو خلصت النوايا، ومنهم محفوظ عبد الرحمن الذى كتب من قبل عدداً من الروائع الدينية ومنها "ساعة ولد الهدى" و"ليلة سقوط غرناطة". ومحمد جلال عبد القوى الذى كتب "موسى بن نصير" و"على باب مصر". ويسرى الجندى الذى كتب "الطارق" الذى أحدث نقلة كبيرة فى الدراما الدينية، إلى جانب عايد الرباط المتخصص فى الدراما الدينية، وقدم منها عشرات المسلسلات كان من آخرها "الليث بن سعد" و"الحسن البصرى" و "بن ماجة"، ولديه فى شركة صوت القاهرة أكثر من مشروع حبيس الأدراج رغم الموافقة الرقابية، وتقارير الامتياز التى حصلت عليها ومنها "أهل الصفة ـ أبو هريرة والذين معه" و"أبو داود" و"العشق الإلهى".
كما تقدم المؤلف محمد أبو الخير صاحب الأجزاء التسعة من "القضاء فى الإسلام" بأكثر من مشروع دينى للقطاعات الإنتاجية الحكومية ومن بينها "خالد بن الوليد"، وباقى أجزاء "المرأة فى الإسلام"، وأوصدت الأبواب فى وجهه لأسباب إنتاجية وخططية وغيرها.
ويوجد لدى عدد من المؤلفين الجدد، ومنهم أيمن سلامة مشاريع مسلسلات دينية لاقت نفس المصير، ومنها ما طلبه العقباوى شخصياً من المؤلف بدعوى إنتاج أفلام دينية، وقدم سلامة بالفعل سلسلة عبارة عن عشرة أفلام دينية عنوانها "من قصص القرآن ـ النبأ الحق".
ولدى ورثة الراحل عبد السلام أمين الذى قدم عدداً من المسلسلات الدينية المهمة، ومنها "عمر بن عبد العزيز" و"هارون الرشيد" الذى أنصف هذا الخليفة، وأعاد الكثير من الحقوق المهدرة إليه، مجموعة من الأعمال التى كان انتهى منها قبل وفاته ومنها "رابعة العدوية".
أما بخصوص أفضل عرض لهذه الأعمال فهو ليس قبل الإفطار أو فى موعد السحور كما يقول العقباوى، لأن هذه الفترة معروف أنها ميتة للغاية، وأن عشرات الأعمال التى غيرت من مفاهيم الدراما الدينية كانت تعرض بعد صلاة التراويح وحتى الحادية عشرة مساء، وأضرب مثالاً بمسلسلات "لا إله إلا الله" و"محمد رسول الله" و"الوعد الحق" و"الفرسان" و"أبو حنيفة النعمان" و"عصر الأئمة" و"عمر بن عبد العزيز" و"هارون الرشيد" وغيرها.
القائمون على ترتيب عرض المسلسلات لا يلقون بالاً، للأسف، إلا لمن يدفع أكثر فى الدنيا من أصحاب شركات الدعاية والإعلان، ومصاصى دماء المواطنين الغلابة، ويتناسون تأثير هذه الأعمال فى شهر فضيل على جمهور أصيب بأمراض عضوية، ونفسية، وعصبية، وروحانية لا قبل له بها طوال 11 شهراً من أفعال المسئولين وأقوالهم.
وهل يعقل أن ننتج لرمضان هذا العام أكثر من 50 عملاً درامياً ليس من بينها مسلسل دينى واحد، وأن يطلب "أسامة الشيخ" رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة شراء المسلسل السورى "قمر بنى هاشم" الذى يتناول قصة حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مقابل 120 ألف دولار، ليعرض على قناة الدراما لتنويع المادة الدرامية على شاشة القناة بعدما رآها تدور فى فلك واحد.
السوريون استغلوا تراجعنا ومبرراتنا الواهية، وتقدموا واحتلوا المركز الأول فى الدراما الدينية، وسنتابعهم فى رمضان من خلال "قمر بنى هاشم" إلى جانب "أبو جعفر المنصور"، وسنرفع لهم القبعة مثلما رفعناها لهم طوال الأعوام العشرة الماضية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة