4 من كبار المسئولين مطالبون بالاستقالة فى الأسبوع نفسه. 4مسئولين ارتبط كل اسم منهم بكارثة...اعتدنا فيما مضى أن يرتكب وزير أو مسئول ما كارثة بين الحين للآخر وتعلو الأصوات مطالبة باستقالته، لكن هذا الأسبوع شهد الكثير من الأحداث، التى أدت إلى المطالبة باستقالة 4 من كبار المسئولين بعد المصائب الأربع التى شهدتها مصر خلال الأسبوع الماضى.
اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية أبرز من احتلوا مكانة متقدمة فى قائمة الإقالة، بعد الفشل الذى أثبته فى مواجهة الحريق الضخم الذى تعرض له مجلس الشورى يوم الثلاثاء الماضى.
الحريق أثبت فشل إدارة الدفاع المدنى فى مواجهة الحرائق، فقد عجزت 80 سيارة إطفاء عن السيطرة عليه لمدة 11 ساعة متواصلة، وأظهر رجاله من قوات الدفاع المدنى فوضوية وعجزا لا يتسنى إلا لجهاز مريض تحكمه العشوائية، وجاء تدخل الجيش ليحفظ بعضا من ماء وجه الدولة الذى أريق على يد الداخلية، كما اتضح أن عمليات التفتيش والمراقبة الدورية لأمن المنشآت ليست كما ينبغى، إضافة إلى أننا نعانى من نقص فى حنفيات الحريق فى الشوارع، كما أن الدور الذى برز لرجال الداخلية فى الحريق كان التعدى على الصحفيين ووسائل الإعلام والبحث عن مبررات مسبقة لأسباب الحريق، دون الحديث عن أسباب التقصير المهين لرجال الدفاع المدنى فى مواجهة الحريق.
وزير التربية والتعليم الدكتور يسرى الجمل هو الآخر كان من أبرز المطالبين بالاستقالة هذا الأسبوع، كما أنه من أكثر الوزراء الذين كثرت المطالب بإقالتهم خلال هذا العام، خاصة بعد فضيحة تسريب امتحانات الثانوية العامة وحالات الغش الجماعى التى تم ضبطها فى العديد من المحافظات، وصولاً لأزمة الكادر مع المعلمين خلال الأسبوع الماضى، الذى وصل الأمر لدرجة أن المعلمين احتشدوا من مختلف المحافظات أمام مبنى نقابتهم العامة وهتفوا "يا وزير يا وزير ريحنا واستقيل"، بعد رفضهم اختبارات الكادر التى وصفوها بـ"التعجيزية " فكان رد الجمل أن الاختبارات للتسكين وليست للترقية، واكتفى بهذا دون أن يوضح سبب رسوب معظم المتقدمين لاختبارات الكادر.
أمين أباظة وزير الزراعة ارتبط اسمه هذا الأسبوع بكارثة محصول القطن، الذى انخفضت المساحات المزروعة منه إلى 300 ألف فدان، بعد أن كانت 900 ألف فدان العام الماضى، وسط توقعات أن تحتاج مصر لأول مرة إلى استيراد أنواع أخرى أقل جودة وسعرا من القطن، لإنقاذ صناعة الغزل والنسيج التى تعانى من مشاكل كبيرة مؤخرا. كما أنه ألغى النظام الذى اعتاد عليه مزارعو القطن، حيث تتفق معهم الوزارة على شراء المحصول بعد جنيه وتحديد سعره، ولم يحدث الاتصال بين الوزارة ومزارعى القطن هذا العام ولم يجد المزارعون من يشترى القطن منهم. فبعد أن كانت الوزارة توفر للمزارع كمية من الأسمدة المدعمة حسب مساحة حيازته الزراعية، رفع الدعم عن السماد ليصل سعره إلى 200 جنيه للشكارة، فى حين أن سعر قنطار القطن 180 جنيها. الوزارة كان يجب عليها التعامل باهتمام كبير مع شكاوى المزارعين المتكررة والجلوس معهم ومحاولة حل مشكلاتهم.
حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة، أثبت فشله فى إدارة البعثة الأولمبية المصرية لبكين التى تم إنفاق 60 مليون جنيه عليها، وكان الظهور المصرى فى الأولمبياد مخزيا، حيث لم نستطع الحصول إلا على ميدالية برونزية بصعوبة، فى حين منيت باقى البعثة بسقوط مدوٍ، وعلى رأسها حامل علم مصر فى الأولمبياد المصارع كرم جابر المثير للمشاكل ، وكانت آخر الفضائح المشاجرة التى نشبت بين صقر وحسن مصطفى رئيس اتحاد كرة اليد بعد الهزائم المتتالية لمنتخب اليد فى الأولمبياد.
ولا ندرى، لماذا تتمسك الحكومة بهؤلاء المسئولين رغم فشلهم؟
السبب كما يراه الدكتور عمرو الشوبكى الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يكمن فى الطريقة التى يتم بها اختيار الوزراء، وهى التعيين من قبل مؤسسة الرئاسة، وأن من يختارهم ليس لديه رؤية ولا خبرة سياسية، فاختيار الوزراء والمسئولين فى مصر يتم بالدرجة الأولى من خلال الأجهزة الأمنية التى تكتب تقارير عن نشاط هؤلاء وحياتهم ودرجة ولائهم للنظام الحاكم، ومدى استعدادهم لطاعة كل الأوامر التى يكلفون بها.
يقول الشوبكى، إن الهدف من تعيين المسئولين فى مصر أصبح هو إطاعة الأوامر وليس خدمة المواطنين ولو كان هذا الهدف الأساسى، لكان تم عزلهم أو كانوا شعروا بالتقصير فى أداء وظائفهم واستقالوا، لكنهم فى الحقيقة لم يقصروا فى أداء الأدوار التى تم تعيينهم من أجلها، وهى إطاعة الأوامر، فهم ما داموا ملتزمين بذلك، فلا سبب ليقدموا استقالتهم أو لتتم إقالتهم.
"الوضع فى الحزب لم يتم فحصه بشكل جيد"، كما يصفه الدكتور عبد المنعم سعيد وهو يعنى بذلك بعدم وجود وجهة نظر تؤيد أو ترفض سياسات هؤلاء الوزراء، ويفترض فى مثل هذه الكوارث الكبرى- كما يقول سعيد- أن يعاد النظر فى السياسات التى يقوم بها هؤلاء الأشخاص، وليس أن يعاد النظر فى الأشخاص فقط كما يحدث لدينا فى مصر.
استبعد سعيد أن تشهد هذه الفترة ضغوطاً على هؤلاء لإجبارهم على الاستقالة، ولكن من المتوقع أن يشهد المؤتمر القادم للحزب الوطنى إعادة النظر فى السياسات الحاكمة لأغلب هذه الوزارات.
لمعلوماتك:
- 9 سنوات هى الفترة التى قضاها حبيب العادلى وزيرا للداخلية ليصبح اطول وزراء الداخلية بقاء فى تاريخ مصر.
- ازمة كادر المعلمين بدأت منذ عام 2007 بعد ان طالب المعلمون بتطبيق كادر خاص عليهم تنفيذا لبرنامج الرئيس لكن حتى الان لم تستجيب الوزارة لمطالبهم.
-الاولمبياد يقام كل 4 سنوات فى بلد مختلف وقد حققت مصر خلال اولمبياد اثينا 2004 حصدت مصر فيه 5 ميداليات ذهبية وفضية و3 برونزية.
4 من كبار المسئولين مطالبون بالاستقالة فى أسبوع واحد
العادلى والجمل وأباظة وصقر.. استقيلوا يرحمكم الله
السبت، 30 أغسطس 2008 11:12 ص
وزراء مطلوبون للاستقالة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة