محمد يوسف رئيس تحرير جريدة الرأى، التى تصدر عن دار الشعب، تركة ثقيلة يحملها المجلس الأعلى للصحافة ومجلس الشورى مالك المؤسسات الصحفية المسماه بالقومية. دار الشعب وجريدة الرأى تمر بأزمة عاصفة بعد رفض العمال والصحفيين أن يتقاضوا رواتبهم من المجلس الأعلى للصحافة أول كل شهر دون عمل يقومون به، وقام 1300 من العاملين بالدار بالاعتصام وتقديم قائمة طلبات لصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، تقضى بتطوير المؤسسة التى ينتمون لها حتى يجدوا عملا فعليا لهم بدلا من إعانة المجلس الأعلى للصحافة لهم أول كل شهر..
اليوم السابع أجرى هذا الحوار مع الكاتب الصحفى محمد يوسف، رئيس تحرير جريدة الرأى الصادرة عن دار الشعب، لتتعرف عن قرب على المشكلات التى تعانى منها المؤسسة، وسبب اعتصام العاملين بها..
نريد أن نتعرف على أصل المشكلة التى تعانى منها واحدة من أقدم دور مؤسسات الجنوب الصحفية ؟
فى الحقيقة المؤسسة تعانى من مشكلتين أساسيتين هما: الإدارة والتشغيل.
هل ثمة قصور تراه فى الإدارة أو التشغيل ؟
معظم الوظائف الموجودة بالدار ليس لها اختصاصات، بالإضافة إلى أن الإدارة طيلة الفترة السابقة لم تأخذ بأسلوب الثواب والعقاب.
وهل أحدث ذلك الأمر انتكاسات ؟
أوجد هذا الأسلوب حالة من الفوضى داخل الدار كما أفقد الإدارة هيبتها.
هل العمال على حق فى اعتصامهم ؟
العمال لهم حقوق متأخرة نتيجة انخفاض مستوى التشغيل فى المؤسسة، فمثلا كان لدينا تعاقد مبرم مع وزارة التربية والتعليم بقيمة 23 مليون جنيه، من أجل طبع مناهج وزارة التربية والتعليم، وعقب تغيير المناهج وتخفيضها تقلص هذا التعاقد ليصل إلى حوالى 4 ملايين جنيه فقط.
هل العمال مسئولون عن ذلك ؟
العمال ليس لهم أى ذنب، فكل ما يطلبونه هو تشغيلهم، وللعلم فمنذ عام 1982 لم يتم إدخال أى تجديدات على الماكينات بالمؤسسة، ويرجع ذلك إلى وجود فجوة بين المصروفات والإيرادات.
هل ثمة أزمات أخرى متواجدة بالدار ؟
الأزمة الأخرى بالمؤسسة تتمثل فى حجم التشغيل، فقد أصبح قليلا جدا، والشغل التجارى انعدم، لدرجة أن العملاء لا يقومون بإسناد أية تعاقدات للمؤسسة.
لماذا لا يوجد تعاقدات كما ترددون ؟
الأمر يرجع إلى عدم توافر سيولة مالية لشراء المواد الخام التى يتم استخدامها فى العمل بالمطابع، مما جعل العملاء يهربون.
وماذا عن دور العنصر البشرى فى تلك الأزمات ؟
لدينا نقص فى بعض الكوادر البشرية فى المؤسسة، فنحن لدينا أربعة قطاعات مثل النشر والتوزيع، ولدينا سمعة عالمية، ولكن نحتاج رفع كفاءة العاملين لدينا لنواكب التطور الحاصل فى السوق ونستطيع أن ننافس.
تحدثت عن رفع الكفاءة فكيف ترى ذلك ؟
أنا أقصد ترتيب البيت، ويكون ذلك عن طريق إعطاء دورات تدريبية للعاملين والإداريين، فإنقاذ هذه المؤسسة يتحقق عن طريق إدارة ناجحة.
وماذا عن الجريدة التى تتولون إدارتها والتى تشهد أزمات عديدة ؟
الأزمة بالجريدة أزمة سيولة مادية، و طلبت سابقا من مجلس الإدارة إنشاء إدارة للإعلانات لتكون موردا للجريدة، ولم ينفذ ما طلبت من قبل المؤسسة، بالإضافة إلى أن المطبوع قليل لا يحقق الانتشار المطلوب، وأخيرا الأجهزة التقنية التى يتم بمقتضاها صدور الجريدة متخلفة جدا.
كيف ترون الحل ؟
مشاكل المؤسسة حلها يحتاج إلى إرادة حقيقية، لأنها ليست صعبة، فهى تحتاج فقط إلى ترتيب وإدارة متفهمة للمشاكل وتعمل على حلها بأبسط الطرق، لأن جميع احتياجات العاملين احتياجات مشروعة، وإذا كان مجلس الشورى يدعم المؤسسة عند الأزمات لصرف المرتبات فمن باب أولى أن يتم ضخ مبلغ مالى يتم به إجراء صيانة للماكينات الموجودة وتحديثها وشراء خامات جديدة، ثم بعد ذلك يتم محاسبة المؤسسة، لكن الدعم المخصص شهريا للمرتبات لا يحل مشاكل.
محمد يوسف رئيس تحرير جريدة الرأى - تصوير عصام الشامى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة