النجم هو المستفيد الوحيد..

خلاف شركات الإنتاج يؤدى لانهيار "السينما"

الجمعة، 29 أغسطس 2008 04:42 م
خلاف شركات الإنتاج يؤدى لانهيار "السينما" أجر كريم عبد العزيز وصل لـ 6 ملايين فى فيلمه المقبل
كتبت نسمة صادق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دق ناقوس الخطر..ومازال صناع السينما المصرية ينظرون تحت أقدامهم..متناسين أن هناك دخلاء على الصناعة جاءوا من دول الخليج ليتفحلون فى السوق ويسحبون البساط من تحت أقدام شركات الإنتاج المصرية، باستقطاب النجوم ودفع أرقام خيالية لهم.

ووسط ذلك، تنشغل أكبر شركتى إنتاج وتوزيع فى مصر بحروب وصراعات جانبية، لن تخدم صناعة السينما فى شىء، حيث يدور الصراع بين الشركة العربية للإنتاج والتوزيع تحت رئاسة إسعاد يونس، والأخوة المتحدين لهشام عبد الخالق وطارق عبد الله ومحمد حسن رمزى، من أجل خطف النجوم، ويمنع كل منهما الآخر من عرض أفلامه فى دور العرض التى يمتلكها، متبعين مبدأ "اللى تغلب به العب به"، متناسين مصلحة السينما المصرية التى ستواجه فى الشهور المقبلة صراع البقاء للأقوى، بعد دخول رؤوس الأموال الخليجية بقوة، وبخطط مدروسة.

الوحيد المستفيد من هذا الصراع بين أكبر شركتى إنتاج مصريتين هو الممثل فقط، فمؤخرا تعاقد الاتحاد الثلاثى مع كريم عبد العزيز، الذى كان فرس الرهان الرابح فى السنوات الماضية للشركة العربية، ودفعوا له مليون جنيه زيادة عن أجره، الذى كان متفقاً عليه مع الشركة العربية- أى أنه حصل على 6 ملايين جنيه مصرى.

تكمن مكاسب كريم عبد العزيز فى حصوله على أجر عالى، وضمانه تقديم عمل بتكلفة إنتاجية ضخمة، كالتى يتم تخصيصها لأحمد السقا المتعاقد مع نفس الشركة.. ولكن هل سأل الأخوة المتحدين أنفسهم هل أفلام السقا ذات الميزانية الباهظة تغطى تكاليفها ؟ طبعاً لا ..بدليل أن فيلم "الجزيرة" لأحمد السقا الذى تعدت تكلفته الـ19 مليون جنيه لم يحصد إلا 13 مليون جنيه فقط من دور العرض..وها هو "الديلر"قد تعدت هو الآخر تكلفته الإنتاجية بسبب المخرج أحمد نادر جلال الـ 18 مليون جنيه، ويتنقل فريق العمل من تركيا إلى أوكرانيا دون حساب..ولا أحد يعلم ماذا ستكون إيرادات الفيلم!

فماذا سيستفيد الاتحاد الثلاثى من كريم عبد العزيز؟ لا شىء..فيبقى الممثل هو الرابح الوحيد فى ماراثون مزايدة الأسعار فى شركات الإنتاج، وهو ما يؤدى إلى انهيار صناعة السينما. وهناك نقطة أهم لا يبالى بها التكتلان، وربما لم تمرق أمام عيونهم..وهى شركة "جودنيوز" التى يساهم فيها بعض رجال الأعمال العرب، حيث تستقطب النجوم الشباب الآن كدماء جديدة فى السينما والكبار أيضاً وتقدرهم بملايين الجنيهات، مثلما فعل مؤخراً عماد الدين أديب الذى تعاقد مع محمد عادل إمام مقابل مليون جنيه لبطولة فيلم"تحت الحزام"، وأيضا اللمبى أو"محمد سعد" الذى تعاقد مع جودنيوز أيضا مقابل 15 مليون جنيه لإنتاج فيلمه القادم، بالرغم أن فيلمه الأخير مع أحمد السبكى وتوزيع الشركة العربية، لم يحصد إيرادات.

وأثير مؤخراً أن جودنيوز بدأت مشروع إنشاء دور عرض خاصة بها لتنافس التكتلين وما يمتلكان من دور عرض..فماذا سيكون مصير التكتلين فى هذا الاجتياح الذى تبرر به جودنيوز بأن أفلامها تخرج للعالمية وتدخل للبلد العملة الصعبة؟ اللافت للنظر أن شركات الإنتاج المصرية كثيرا ما تتخبط، ويبدو الأمر كأنهم لا يدرسون السوق جيدا ويتعاملون معه كهواه، رغم الخبرة الكبيرة للشركتين مع السوق المصرى، وذلك يؤدى لفشل الشركة والنجم أيضا، وأبرز مثال على ذلك مصير هيثم أحمد زكى بعد فيلم"حليم"مع جودنيوز و"البلياتشو"مع إسعاد يونس.

حيث كان هيثم طوق النجاة لجودنيوز للخروج من مأزق وفاة أحمد زكى أثناء تصوير الفيلم، وعندما أخذته الشركة العربية فى فيلم "البلياتشو" ولم يلقى إعجاب الجماهير..جلس هيثم على"دكة الاحتياط"، ولم تهتم به بعد ذلك الشركتان، فأصبح الثلاثة خاسرين، الشركة والممثل والجمهور.

بعد أن اقتصر الموسم السينمائى هذا العام على 11 أسبوعاً فقط.. وتنافست فيه شركات الإنتاج على طرح أفلامها مدة أطول..وبالرغم من ذلك لم تحصل شركات الإنتاج على إيرادات مجزية، ووصلت خسائر موسم الصيف إلى أكثر من 60 مليون جنيه.. إن على هذه الشركات التوقف قليلاً للنظر فى ملفاتها...وإعادة ترتيب خططها للموسم القادم، الذى لن يقتصر إلا على 9 أسابيع فقط، وربما أقل، لتعود مجدداً أفلام موسم الإجازات والأعياد التى كانت قد انقرضت منذ أعوام، بسبب اجتياح فكرة الموسم الصيفى.

.. هل يمكن أن يتحد التكتلان ويقفا سوياً أمام طيار رؤوس الأموال الخليجية والدخلاء على الصناعة ممن يهدفون للاستفادة بتلميع أسمائهم فى مجال البيزنس الخاص بهم؟ سؤال مطروح ويحتاج إجابة فى الفترة القادمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة