تتواصل معاناة 160 مصريا عالقين على بوابة معبر رفح البرى فى قطاع غزة للشهر السابع على التوالى، بعد أن عانوا من الحصار، ليتقاسموا خلالها كسرة الخبز وجرعة الماء، وأبصارهم متجهة نحو بوابة معبر رفح الذى بات يمثل لهم الخلاص.
حالة من اليأس والإحباط والتجاهل يعيشها نحو 160 مواطنا مصريا عالقين فى رفح الفلسطينية، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، كل ذنبهم أنهم مرتبطون بعلاقات قرابة ونسب مع مواطنين فلسطينيين فى قطاع غزة.
هؤلاء المصريون فرقتهم الحدود والسنوات الطويلة من العزلة عن أقاربهم، ولما حانت لهم الفرصة بلم الشمل والفرحة بالتلاقى جاءوا إلى غزة عند فتح الحدود المصرية الفلسطينية فى شهر يناير الماضى. لكن استمرار فتح الحدود لم يدم طويلاً، وتدفق الناس عبر الحدود من كلا الجانبين وتواصلوا معاً، حيث تم إغلاق الحدود من السلطات المصرية، وبعدها عاد الغالبية العظمى من الناس إلى بلده سواء فى مصر أو قطاع غزة.
جاءنى صوت سيدة مصرية من العريش تقيم على البوابة ساعدنى يقول " يااااه يا بنى لسه فاكرين تتصلوا بينا وتوصلوا صوتنا للمسئولين لعلهم يفتحون رفح"، وذلك بعدما اتصل بها ابن اختها ينتظر عبورها من العريش ويدعى محمد حسن الرميلى. وأضافت السيدة أن حالة من اليأس والإحباط والتجاهل نعيشها 160 مواطنا مصريا عالقين فى رفح.. "كل ذنبنا أننا مرتبطون بعلاقات قرابة ونسب مع مواطنين فلسطينيين فى قطاع غزة". وتقول "كنت عند بنتى ازورها وعند العودة أغلق المعبر وفشلنا فى العبور خلال المرات القليلة التى فتح فيها".
تحدثنا مع شاب آخر يدعى محمود السيد من رفح المصرية، قال متعجبا "دخلت إلى قطاع غزة لحضور فرح فتاة مصرية قريبتى على شاب فلسطينى.. حضرنا الفرح وانتظرنا لنشهد السابع وهو يوم احتفال الأقارب بالعروسين وبعدها سلمنا على الأقارب وعدنا إلى المعبر الذى أغلق أبوابه أمام بنى وطنه"، اعتبرنا الأمر عارضا، لكن طال تعرضنا "لمذلة الانتظار يوماً بعد يوم.. سبعة أشهر دون أن نجد ردا على أصواتنا التى بحت من الصراخ أمام وسائل الإعلام مطالبة الحكومة المصرية إن تسمح بعودتنا إلى مصر.. تم حرماننا من أدنى حقوق البشر.. انتظرنا أمام المعبر لعدة أشهر أملاً فى العودة وانتظرنا دون غذاء أو ماء ولا كهرباء فى عز الحر، وصرنا نحصل على مساعدات من دول عربية آخرها الإمارات مثلنا مثل الشعب المحاصر".
مسئول بمعبر رفح قال لليوم السابع إن العالقين يتحملون المسئولية لأن المعبر فتح 4 مرات وأعلنا عن فتحه وطالبنا بتجميع المصريين بغزة، لكن للأسف ظن البعض أن المعبر مفتوح دائما، والنتيجة هى استمرارهم أمام البوابة لحين صدور تعليمات بإدخالهم وستكون قريبا وأضاف أنه لا يتحمل مسئولية إدخالهم حاليا.
من جانبه قال فايز أبو حرب عضو مجلس الشعب "أنا أوعدك أن أجعل المشكلة على أعلى مستوى ولا أرضى أن يعانى أبناء مصر من الحصار بسبب المعبر.. وسأتحدث مع المحافظ والأجهزة الأمنية بهذا الشأن.. ولن يهدا لى بال حتى ندخل أبناءنا.
أما اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء قال فى تصريحات لليوم السابع "إنه على علم بالمشكلة.. وعلى الرغم من تحمل المصريين لهذا المصير بسبب تباطؤهم فى العودة والاستقرار عند أقاربهم.. إلا أننا بالفعل سنحل هذه المشكلة قريبا"، واعداً بأن تحل المشكلة فى أسرع وقت ممكن. ترى هل يمكن تنفيذ هذا الوعد .. أم سيظل الأمر كونه تصريحات رسمية لوسائل الإعلام؟!!
استمرار معاناة 160 مصريا عالقا على بوابة منفذ رفح منذ 7 أشهر
حماس تدعو العالقين لدخول مصر عبر الأنفاق السرية
الخميس، 28 أغسطس 2008 10:45 م