طالبت بعض الأصوات بضرورة تخلى أحزاب المعارضة عن الدعم الذى تتلقاه من الدولة، والذى يبلغ 100 ألف جنيه، لمدة عام، للمساهمة فى إعادة بناء مبنى مجلس الشورى المحترق، الذى قدرت خسائره بـ150 مليون جنيه، خاصة أن هناك قاعة فى المجلس تسمى قاعة المعارضة.
اعترض على الفكرة قادة الأحزاب، مؤكدين أن الأمر غير مقبول شكلاً ومضموناً، خاصة أنهم ينادون بزيادة هذا الدعم، باعتباره غير كاف لتمويل أنشطة أحزابهم. وأشاروا إلى أن إعادة بناء مجلس الشورى أو ترميمه أمر يدخل ضمن اختصاص الدولة ورجال الأعمال الموجودين بالحكومة، وعبروا عن ذلك بقولهم "كيف نساهم فى بناء مبنى أخرج العديد من القوانين أضعفتنا فى الشارع المصرى؟".
كشف محمد سرحان، نائب رئيس حزب الوفد وعضو مجلس الشورى، عن عدم تلقى الحزب أى دعم من الدولة، وقال "إنه حتى ولو كان الوفد يتلقى دعما فإنه لن يتم التنازل عنه"، لأن مجلس الشورى – على حد قوله ـ مؤسسة من مؤسسات الدولة، والحكومة مسئولة عن أى بناء أو ترميم أو تصليح فيه.
أما ممدوح قناوى، رئيس الحزب الدستورى وعضو مجلس الشورى، فقال إن الحريق أظهر فشل الحكومة فى إدارة الأزمات، وبالتالى عليها تحمل تبعات هذا الأمر، بما فيها تحمل خسائر المجلس جراء الحريق الذى نشب فيه. وأضاف قناوى أن مجلس الشورى أخرج العديد من القوانين "الظالمة" والمقيدة للحريات، ولا يجوز بأى حال من الأحول أن تساهم أحزاب المعارضة فى ترميمه بعد كم القوانين "الإقصائية" التى أضعفتها فى الشارع المصرى، وقال "ما حدث عقاب من الله بسبب التشريعات غير العادلة".
من جانبه أبدى البدرى فرغلى، عضو المكتب السياسى لحزب التجمع، دهشته واستغرابه من الفكرة، وتساءل "أين هو الدعم حتى نتنازل عنه؟ "وهل هذا المبلغ التافه الذى يدفعونه يصلح لترميم سور؟"، مؤكدا أنه لولا التبرعات التى يتلقاها التجمع من أبناء الحزب لماتت كل أنشطته.
وقال أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصرى، إن رجال الأعمال الموجودين بالحزب الوطنى وبالحكومة قادرين بأموالهم على فعل كل شىء، ولا داعى لطرح مثل تلك الأفكار التى لا تغنى من جوع.
وانتقد الدكتور رفعت العجرودى، رئيس حزب الوفاق القومى، الفكرة، مشيراً إلى أن جميع الأموال التى تتلقاها الأحزاب من الدولة، والتى لا تصل إلى 2 مليون جنيه، لا تكفى لصنع بوابة مجلس الشورى التى تكلفت من قبل 5 ملايين جنيه، وقال ساخراً "هل الكحكة فى يد اليتيم عجبة".
واتفق معه أحمد الجبيلى، رئيس حزب الشعب، ووصف مسألة الدعم بالشىء الوهمى الذى "تخترعه" الحكومة، حتى يقال إن هناك أحزابا، فى حين أن النظام يفعل كل شىء للقضاء على المعارضة.
لمعلوماتك..
◄ 21: عدد الأحزاب السياسية فى مصر
◄ 1907: أسس مصطفى كامل الحزب الوطنى الديمقراطى كأول حزب سياسى فى مصر
المعارضة ترفض المساهمة فى ترميم مجلس الشورى - تصوير سامى وهيب
كتبت نسمة عبد القادر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
