هبة مندور

الحلق اللولى

الخميس، 28 أغسطس 2008 12:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وحشتنى أوى يابا, وانتى وحشتينى أكتر يا حبيبتي, عايزة أقعد معاك اتكلم أفضفض عايزة أشوفك, ما انتى عارفة يا حبيبتى إنى مش هاينفع أجيلك مش بإيدي. مش مشكلة عموماً أنا لابسة الحلق اللولى اللى جبتهولى من زمان وعمرى ما بقلعه لإنه بيحسسنى دايماً إنك معايا فى كل مكان.

ياه يا هبة إنتى لسه بتلبسى الحلق اللولي؟
أيوه لسه بلبسه بس ساعات بحس إنى مش عايزة ألبسه...
ليه, مالك يا بنتى؟
مهزومة قوى يابا, مهزومة لدرجة إنى حاسة إنى خضت آخر معركة لية فى الحياة وإن ما فيش جولات تانية علشان أحاول أقاوم وانتصر زيك.
لأ يا هبه أنا ربيتك على الصبر والمقاومة وإن الحياة عبارة عن معارك بعضها هننتصر فيها وبعضها هننهزم فيها, ومهما انهزمنا, طول ما لسه فيكى نفس وروح هيبقى فيه جولات تانية وتالتة, لازم تحاولى وأكيد هاتنتصرى فى نهاية الأمر.
مش برضه إنتى حضرتى معايا معاركى, انتصاراتى وانكساراتى وكنت بعد كل هزيمة أقوم تانى أقاوم وأصمم على الانتصار وكنت فى النهاية بنتصر.
يا هبة أوعى تنسى إنه لا يصح إلا الصحيح ولا نسيتي.
لأ مانسيتش.

بس إنت يابا غايب بقالك كتير قوى ومش عارف الدنيا جرى فيها إيه.
جرى فيها إيه يا هبة؟
مش عارفة أقولك إيه ولا إيه ..
أقولك مثلاً إنه لازم يبقى ليك ظهر علشان الحياة تمشى.
لأ يا هبة حرام تقولى كدة ربنا كبير وأكبر ظهر لأى إنسان بيحاول ويجتهد.
لأ يا بويا المسألة اختلفت دلوقتى خالص, الأفاقين والمدعين والكذابين والحرامية وقتالين القتلة هما اللى واكلينها والعة.
تتصور يابا إن صاحب العبَّارة يطلع براءة من تهمة قتل 1034 مواطناً مصرياً, تتصور يابا إن صاحب أكياس الدم الملوثة برضه يطلع براءة.
فاكر يا بويا لما كتبت مقالة عن وزير الزراعة يوسف والى وكان عنوان المقالة "متى تستقيل يا وزير الزراعة يا وزير التطبيع يا وزير الفراولة".
أيوه فاكر.

تصور بقى إن الموضوع بقى أكبر من كده, ما بقاش فيه غش فى التقاوى, لأ دى بقت مسرطنة كمان والتطبيع ما بقاش فى الزراعة بس واستيراد التقاوى الزراعية من إسرائيل زى زمان,
التطبيع بقى على أشده, تطبيع سياسى وثقافى وفكرى.
تتصور يابا إننا بنصدر الغاز الطبيعى لإسرائيل بأرخص الأسعار العالمية.
تتصور إن وزير الثقافة المصرى مستعد إنه يزور إسرائيل لو تم توليه منصب اليونسكو وقال ده من خلال حوار صحفى مع أهم جريدة إسرائيلية.
وإنتا يابا رفضت تحضر مؤتمر علمى فى القدس علشان الختم الإسرائيلى ميبقاش على جواز سفرك.

ليه يا بويا ربيتنى على أغانى فيروز وعبد الحليم حافظ؟
إنتى زعلانة منى يا هبة لما كنا بنغنى أغانى فيروز وعبد الحليم, أنا كنت حاسس إنك بتحبيها وبتغنيها من قلبك.
طيب فاكره لما كنتى عندك سبع سنين وغنيتى فى حفلة شم النسيم فى نادى أعضاء هيئة التدريس أغنية خللى السلاح صاحى إنتى غنيتيها بكل حب وحماس وكنتى مفاجأة الحفلة بأدائك وحماسك.
أيوه فاكراها كويس أوى وأقدر كمان أسمعهالك دلوقتي, بس تفتكر لو غنيتها دلوقتى هيبقى ليها أى معني.
الأغنية دى يابا لما اتعملت كانت بتتغنى للعدو الخارجى وإحنا دلوقتى والحمد لله سمن على عسل معاهم, ويبقى عيب قوى لو غنيتها دلوقتى لإنى هغنيها لابن بلدي.
أزاى ابن بلدنا يا بنتي؟

تصور يابا إن العدو الغدار بقى ابن بلدي, هو اللى يغتصب شعبها ولا ألوم الشعب اللى مغلوب على أمره ... اللى أخره بيعتصم والحكومة تديله حتة عضمة تسكتوا بيها وخلاص.
أقولك أيه ولا أيه يابا ...
أقولك إن الحكومة عملت وثيقة شرف إعلامية علشان تمنع صوت الحق يوصل للناس! قال إيه حفاظاً على الأمن القومي.
أقولك إن فى عصرنا النهاردة بيحبسوا الصحفيين وبيعتقلوا الشباب اللى بيحاول يعبَّر عن رأيه بشكل سلمى جداً لا عايز يقلب نظام الحكم ولا حاجة.
عارف يا بويا نفسى أغنى معاك أغنية إيه؟
نفسى أغنى معاك أغنية الممنوعات اللى غناها سعيد صالح فى مسرحية "كعبلون" لأحمد فؤاد نجم .

فاكرها يابا
طبعاً فاكرها يا هبه ...
ممنوع من السفر
ممنوع من الغنا
ممنوع من الكلام
ممنوع من الاشتياق
ممنوع من الاستياء
ممنوع من الابتسام
وكل يوم فى حبك تزيد الممنوعات
وكل يوم بحبك بحبك بحبك بحبك بحبك بحبك
أكتر من اللى فات
حبيبتى يا مدينة
متزوقة وحزينة
فى كل حارة حسرة
وفى كل قصر زينة
ممنوع من إنى أصبح بعشقك أو أبات
ممنوع من المناقشة ممنوع من السكات
وكل يوم فى حبك تزيد الممنوعات
وكل يوم بحبك أكتر من اللى فات

نفسى أشوفك يابا وتاخدنى فى حضنك لكن أنا عارفة إنك مش هتقدر تجيلي,
لكن أنا أوعدك يابا إنى هاحاول أقاوم اليأس.
وأوعدك إنى هاجتهد وهاخوض المعارك زيك هانتصر مهما بلغ الأمر
سلام يا أشجع رجل هزم مرة واحدة فى حياته, هزمت فى معركة بلا أى جولات كى تنتصر كعادتك فى النهاية ...
هزمت أيها العظيم فى معركة المرض الخبيث اللئيم ...
ولكنك يا أبى لم تهزم بل استسلمت لقضاء وأمر الله ...
افتقد حبك ...
حنانك ...
قوتك ...
ورجولتك ...

لكن كما قلت إنه أمر وقضاء الله.
أوعدك يابا إنى مش هاقلع الحلق اللولى أبداً. حتى لو انتابتنى نوبة من نوبات اليأس .. هافضل برضه لابساه .
سلام يا أعز وأغلى وأعظم رجل قابلته.
سلام وإلى اللقاء يا حب عمرى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة