خرجت أزمة مسلسل "أسمهان" من ساحات القضاء نهائيا، بعد أن رفض القضاء المصرى دعوتين قضائيتين رفعهما الأمير فيصل الأطرش ابن شقيقة المطربة الراحل أسمهان، طالب فيهما بمنع عرض المسلسل، بعد أن أجازت محكمة النقض السورية تصويره.
خروج المسلسل من ساحات القضاء، لا يعنى انتهاء أزماته، بل ربما يكون ذلك بداية لسلسلة أخرى من المشاكل والاعتراضات بعد العرض، لأن المسلسل يتعرض لأمور غاية فى الخصوصية والخطورة فى حياة أسمهان، حيث أكدت مصادر من داخل العمل أن بعض الأحداث التى يتناولها المسلسل تتعرض بشكل صريح لـ"شرف وسمعة" المطربة، من خلال بعض المشاهد والأحداث التى تظهر المطربة صاحبة علاقات حميمية متعددة، مستنداً إلى ما ذكرته بعض الصحف المصرية عنها فى هذا الوقت من مقالات وأخبار، منها مانشيت بعنوان "الوصول إلى القمة عن طريق الفراش".
كما يتهم المسلسل أسمهان بإقامة علاقة غير شرعية مع حسنين باشا رئيس الديوان الملكى على سبيل التسلية، وفى أحد المشاهد تقول لصديقتها عندما دعاها حسنين فى قصره: "عايز يتسلى وأدينى أنا كمان بتسلى" حسبما ورد فى نص حوار المسلسل.
ولم يكتف المسلسل بهذا فقط، بل يشير إلى أن أسمهان كانت عميلة للمخابرات البريطانية وفكرت فى مساعدتهم على دخول سوريا ـ وطنها ـ عن طريق جبل الدروز، وكانت تقترب من حسنين باشا بسبب علاقته مع المخابرات الألمانية فى زمن الحرب العالمية الثانية، ثم عادت وعملت مع المخابرات الفرنسية وتحولت إلى عميل مزدوج، إضافة إلى إدمانها المخدارت والخمر والقمار، كما يظهر المسلسل أن شقيقها فريد الأطرش كان على علم بجميع نزواتها ولم يقم بأى رد فعل، أما شقيقها الآخر فؤاد الأطرش فيتهمه العمل بأنه كان "بلطجيا" يعيش من كسبها ويوسعها ضربا.
ورغم أن ممدوح الأطرش ابن شقيقة أسمهان كان أحد المؤيدين للمسلسل، وشارك فى كتابة القصة مع قمر الزمان علوش، إلا أنه فى النهاية انقلب على أسرة العمل، واتهم المنتجين إسماعيل كتكت وفراس إبراهيم بالإخلال بالاتفاق المبرم معه، والذى ينص على أن يكون المشرف الفنى على تصويره. وبعد أن أبدى اعتراضه على شكل المشاهد الأولى من المسلسل، قام المخرج نبيل المالح والسيناريست بسيونى عثمان بتهميشه تماماً وإبعاده عن مواقع التصوير، مما دفع ممدوح إلى اللجوء إلى الصحافة قائلاً "وعدنى إسماعيل كتكت ألا يصور أى مشهد دون حضورى وهذا ما لم يحدث، ولذلك لا أثق فى النتيجة النهائية التى سيظهر عليها المسلسل".
من جانبه عقب إسماعيل كتكت المنتج المنفذ والمشرف العام على المسلسل على كلام ممدوح الأطرش قائلا "مع احترامى الشديد لممدوح، إلا أننى لم أبرم أى اتفاق معه للإشراف على تصوير المسلسل، وكل شخص أعلم بعمله". وعن قرار وزير الإعلام السورى يقول كتكت إنه "لم يمنع المسلسل بل قدم توصية للتليفزيون السورى بعدم عرضه إلا بعد اطلاع ورثة أسمهان عليه، كما أن قرار الإيقاف غير قانونى، إضافة إلى أنه لا يملك أى صلاحية من الأساس لرفض أو إجازة المسلسل، لأنه إنتاج مصرى يحمل الجنسية المصرية ويعرض على قناة "روتانا الخليجية" وبذلك لا يملك فعل أى شئ".
ويضيف كتكت أن التصوير لم يبدأ فى سوريا إلا بعد الحصول على حكم قضائى يحمى التصوير من تعرض أى شخص له، إضافة إلى أن القضاء المصرى رفض دعوى الأمير فيصل الأطرش الذى ادعى أنه ممثل لورثة أسمهان، وطالب بإيقاف المسلسل.
ويناقش المسلسل العلاقات الخاصة بأسمهان، ويتهمها بخيانة وطنها، هذا ما اعترف به كتكت قائلا "إذا كانت هذه الأحداث حقيقية فلا توجد مشكلة، ونحن نقدم عملا دراميا وقصة تاريخية، بمعنى أنه من الجائز أن ترد بالمسلسل شخصيات خيالية، وبناء على ذلك فأنا غير مطالب بتقديم أى دلائل على أحداث المسلسل"، ويوضح كتكت أنه إذا كانت هناك مسئولية من ناحية الأحداث فهى تعود إلى قصة "أسمهان لعبة الحب والمخابرات"، من تأليف سعيد أبو العنين الصادرة عن دار "أخبار اليوم" والتى قمنا بشرائها كمصدر للمسلسل، وليس كل ما ورد بسيناريو المسلسل تم تصويره، لأنه كانت هناك بعض الأحداث أكثر صدمة من تلك التى تم تصويرها، إضافة إلى أن حياة أسمهان أيا كانت ملك للناس الذين صنعوا اسمها ونجوميتها.
لمعلوماتك..
•القانون 174 لعام 2002 ينص على أن الشخصيات العامة لا ورثة لها على الإطلاق
•20 مليون جنيه ميزانية المسلسل