بالرغم من وقوعه فى الشارع الأكثر أمنا وانتشارا أمنيا بمصر، والتصاقه بمبنى رئاسة الوزراء وقربه من السفارة الأمريكية ووزارة الداخلية، فإن كل ذلك لم يشفع لمجلس الشورى كى يتخلص من الحريق الذى نشب به، بل وقع أسيرا للنيران عشرات الساعات، ليكون من أعرق المجالس النيابية "سابقا".. العثور على جثة الشهيد فؤاد منصور فى اليوم السادس للحريق، تزامن مع تصريحات الدكتور صفوت الشريف باستبعاد أن يكون هناك عمل جنائى وراء الحريق، لينفى ما ورد بتقرير جريدة التايمز البريطانية من أن الحريق بفعل فاعل، وأن هناك أوجهاً خفية للمؤامرة.
"الكابوس المحزن" كانت أبلغ تعليقات "الشريف" الذى جلس على كرسى رئاسة المجلس لسنوات خمس، الشريف أكد استبعاد شبهة العمل الجنائى المدبر، مشيرا إلى أن من يريد أن يفعل هذا لا يصعد فوق السطح ويقوم بإحراق حجرة، بل يقوم بإشعال النار من أسفل ليحترق المبنى كله فى دقائق، ليناقض بذلك كلام محسن راضى عضو مجلس الشعب، من أن الحريق المتعمد هو أسهل الطرق للتخلص من وثائق وملفات مهمة.
راضى فى تعليقه على تقرير جريدة التايمز البريطانية، فيما أشارت إليه من أن مهندسين داخل المبنى تم منعهم من الوصول للطابق الثالث من قبل رجال أمن الدولة لتؤكد أن هناك شيئا ما بالدور الثالث يريد الأمن إخفاءه، سواء من أخبار وتفاصيل عما يخص تقارير ومذكرات لرجال الأعمال الأقرب إلى النظام، راضى نظر للتآمر من جهة أخرى، ليس أن المتآمر هو صانع الحريق، لكن من تعامل مع الحريق، وأضاف أن المتورط فى المؤامرة هو من ظهر أمامنا حاملا خرطوم يسرب مياه ليقل الضغط فلا تصل المياه لأعلى المبنى، كما اتهم النائب الإخوانى وزير الداخلية بالتآمر واستغرب من عدم تقديم استقالته، فهو لا يملك أى قدرة فى التعامل مع الأزمات والكوارث.
محمد عبد القادر المحرر البرلمانى بإحدى الصحف المصرية الذى تعرض للضرب من قبل رجال الأمن، ومنعه من الدخول لمبنى المجلس لتغطية الحريق بحجة الخوف عليه، أكد لليوم السابع أن التعمد الواضح من الأمن لمنعه دخول المجلس بالرغم من دخول أحمد عز قبله بدقائق أثار عنده الشكوك، حول أن هناك شيئا غير طبيعى يريد الأمن أن يخفيه قد يعرفه هو من العمال والموظفين بالمجلس ممن يعرفهم جيدا، أو يرى شيئا فى غرف وقاعات وطرقات المجلس التى طالما تجول فيها، لكنه استغرب من عدم وجود أى موظف أو عامل رأى النار فى بداية اشتعالها وأبلغ الآخرين بها، فى محاوله لإخمادها قبل تفاقمها.
تقرير التايمز الذى ذكر أن هناك مستفيدا وراء الحريق، استند لكلام اللواء فؤاد علام رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق الذى نفى لليوم السابع كل ما ذكرته الجريدة، موضحا أن كل ذلك كذب وافتراء عليه وأن مراسل جريدة التايمز فى مصر لم يكلمه من الأساس. أقوال سعد عبود عضو مجلس الشعب بورود معلومات إليه من مصدر خاص بسحب عربتى مطافئ من المجلس قبل الحريق بأسبوع، تزيد تصاعد أسهم وجود مؤامرة، بالإضافة لما تبين من أن أمن الدولة يقوم بتحقيقات سريه مع العاملين بمجلس الشورى، إلا أن عبود أكد أنه لم يتحقق بعد من تلك المعلومة، وأضاف أن ما يتم الآن هو البحث عن الحقيقة فى مستودعها لحريق مبهم المعالم، فالجهات الأمنية تناقضت مع مستشارى الإطفاء فى تصريحاتها بأن الماس الكهربائى كان سببا للحريق، فى حين استخدام المياه بكمية كبيرة أضاع معالم وأسباب الحريق.
رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب اللواء فاروق طه إسماعيل، أجزم بأن الحريق ما هو إلا إهمال لا يمت بصله لأى وجه من أوجه المؤامرة، وأن ما خلاف ذلك هو ادعاءات كاذبة. تضارب فى القرارات وتعارض فى التصريحات وتعامل سئ مع أزمة كان فيها سيارتا إطفاء بمجمع بالتحرير، و54 سيارة من الحماية المدنية و4 سيارات من حلوان و8 من الجيزة و3 من القليوبية، وسيارات أخرى من القوات المسلحة وطائرتان مروحيتان، لم ينجح كل هذا بشكل سليم من إخماد حريق لساعات طويلة، ليلتهم الجزء الأكبر من الموروث الثقافى للأمة وذاكرة تاريخية كانت الأعرق لدينا.
مازال الغموض يحيط بأسباب حريق مبنى الشورى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة