دمج المدارس بالمنصورة .. فشل جديد للتعليم

الأربعاء، 27 أغسطس 2008 11:07 ص
دمج المدارس بالمنصورة .. فشل جديد للتعليم د. يسرى الجمل وزير التربية والتعليم
كتب وليد شاهين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عمليات المخاض للتعليم الحكومى تبدع يوميا فى ابتكار الجديد من قرارات وزراء التعليم تباعاً، متتالية ومتسارعة وغير مدروسة، حتى أصبح التعليم الحكومى حالة من الدعم الطبقى الرخيص، فمن يريد أن يعلم أبناءه تعليماً مميزاً، فعليه أن يضرب فى الأرض حتى يستطيع أن يعلم أبناءه فى مدارس اللغات، على اختلاف أشكالها، سواءً كانت "إنجليزية، أو فرنسية، أو إيطالية، وألمانية " وغيرها.

قدمت وزارة التربية والتعليم منذ فترة هذه الخدمة لأبنائها، فى صورة مدارس لغات تجريبية حكومية، لكى تتيح الفرصة لمن يريد هذا النوع من التعليم، أن يتحمل أعباء مصاريف مدارس اللغات الخاصة. فشل الوزارات فى تقديم الخدمات التعليمية المميزة على المستوى اللائق، يؤكد أن هناك العديد من الأمور تحتاج إلى انتفاضة شعبية وإعلامية. ففى مصر عدد من المدارس التجريبية للغات، لكنها تعانى مشاكل مزمنة تؤرق العملية التعليمية فى هذه المدارس.

مدرسة اللغات الفرنسية التجريبية بالمنصورة، إحدى مدارس اللغات الفرنسية التجريبية الحكومية التابعة مباشرةً لوزارة التربية والتعليم، هى نموذج لهذه الفوضى التنظيمية، على الرغم من كونها المدرسة الوحيدة من نوعها فى الدلتا، وتقدم خدماتها التعليمية لأبناء عدة محافظات، حيث لا يوجد سوى سبع مدارس تجريبية حكومية تدرس اللغة الفرنسية كلغة أولى على مستوى الجمهورية، موزعة على "المنصورة، الإسماعيلية، السويس، الجيزة، أسيوط، الأقصر، أسوان"، وهى مدارس تم إنشاؤها من خلال منح مباشرة من المركز الثقافى الفرنسى التابع للسفارة الفرنسية فى القاهرة. والدراسة فى هذه المدرسة تبدأ من رياض الأطفال حتى نهاية المرحلة الثانوية، كما أن بها تعليماً متميزاً من خلال طرق التعليم بها، ومدرسيها المدربين فى فرنسا على أحدث الأساليب التربوية كطرحٍ جديد لشكل المدرس المؤهل تأهيلاً نموذجياً، لمواكبة التطور التعليمى خلال المرحلة القادمة، كما يوجد بالمدرسة خبير فرنسى يتابع العملية التعليمية.

فاطمة موسى، مديرة مدرسة اللغات الفرنسية التجريبية بالمنصورة والحاصلة على دراسات عليا فى جامعة السوربون بفرنسا، توجهت إلى جميع الهيئات المعنية، بداية من طرق أبواب الوزير، ووكيل وزارته، ووصولاً إلى محافظ الدقهلية لحل مشكلة المدرسة، والتى بدأت بعد إنشائها بثلاث سنوات فقط، حيث أكدت فاطمة موسى أن مدرستها تعانى من أزمة خطيرة، بسبب استمرار وجود مدرسة لغات إنجليزى تجريبية وتشاركها مبانيها وفصولها، ومعاملها منذ قرابة ثمانى سنوات. وتشير فاطمة موسى إلى أن المدرسة المستضافة لم يصدر قرار بإنشائها، رغم وجود مدرسة أخرى لغات إنجليزى بنفس المدينة (المنصورة)، فى حين أن أعداد الفصول تزداد عام بعد عام.

فاطمة موسى "ملّت" حسب قولها من الوعود الغرارة كل عام لحل مشكلة مدرستها، وإنشاء مكان آخر لمدرسة اللغات الإنجليزية، لكنها كانت وعودا عقيمة لا ثمر لها، إلا معاناة طلاب ومدرسى المدرستين. وأبدت فاطمة موسى استياءها الشديد تجاه تفاقم الوضع فى المدرسة التى تحوى طلاب وكوادر مدرستين من أهم مدارس التعليم التجريبى الحكومى فى الدلتا بأسرها، حيث قالت فاطمة موسى، إن الأمر يزداد سوءاًً يوماً بعد يوم بعدما تم تحويل حجرة الاقتصاد المنزلى، والمجالات، والمعامل بالمدرسة إلى فصول، وتم نقل حجرة المدرسين لتشغل ممرات المدرسة، مما جعل العملية التعليمية لا تسير فى طريقها الصحيح، والذى خططت له إدارة المدرسة.

ويؤكد العديد من أولياء الأمور، وأيضاً المتابعون لهذه المشكلة التى تنتشر فى العديد من المدارس الحكومية، أن التعليم المتميز الذى كان الصفة السائدة والأساسية لمدارس اللغات التجريبية يتلاشى، خاصةً فى ظل ما يحدث فى مدرسة اللغات الفرنسية بالمنصورة. وتعود فاطمة موسى لتؤكد، أن مبانى المدرسة أصبحت مهددة مع تزايد هذه الأعداد، وهذا الصخب والضجيج، الذى أصبح أمراً اعتيادياً وبصفة يومية دون توقف، مع ضيق فناء المدرسة الذى ضاق زرعا بتلك الأعداد الهائلة من الطلاب.

ووجهت فاطمة موسى مديرة مدرسة اللغات الفرنسية، ومدرسو المدرستين، بجانب أولياء الأمور، دعوة عاجلة إلى كل من يهمه أمر التعليم فى مصر لسرعة حل مشاكل هذه المدرسة الفريدة من نوعها فى الدلتا، وباقى المدارس التجريبية الأخرى على مستوى الجمهورية قبل بداية العام الدراسى الجديد، ودعمها مادياً لمواكبة إصلاح النظام التعليمى التربوى فى مصر، وتطبيق الجودة كما يجب، وذلك تحقيقاً للتقدم المنشود، والذى على أساسة سافر أغلب هؤلاء النخبة من المدرسين إلى فرنسا، ليحملوا معهم تقدماً لبلادهم اقتداءً بمن سبقهم إلى تلك البلاد. الأمر لا يقتصر على حال هذه المدرسة فقط، فحالات دمج المدارس أصبحت سمة أساسية فى العديد من مدارس الجمهورية، وليس هناك فرق فى هذا الأمر بين المدارس التجريبية، والمدارس العادية، والقاسم المشترك بينها هو أنها مدارس حكومية.

مديرية التربية والتعليم فى الدقهلية تغمرها شلالات الشكاوى من أولياء الأمور، ومدرسى المدارس. والأزمة التعليمية فى الدقهلية التى تحتفظ بحظ وفير فى كعكة أوائل الثانوية العامة كل عام، تتفاقم يوما بعد يوم، فعلى بعد عدة كيلو مترات من مدرسة المنصورة للغات الفرنسية التجريبية، بالتحديد فى قرية بساط التابعة لإدارة طلخا التعليمية، يعانى أهالى المنطقة من دمج ثلاث مدارس فى مبنى مدرسة واحدة، حتى أصبح أولياء الأمور يعانون من ضعف دور المدرسة، بل تلاشى دورها تماماً، وتوالت برقيات الشكوى تمطر إدارة طلخا التعليمية لحل تلك المشاكل المتلاحقة، لكن الإدارة لم تحرك ساكناً،"ويبدو أن وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية الأستاذ دسوقى سلامة، وأيضاً مدير إدارة طلخا التعليمية لديهما عمل آخر غير الشأن التعليمى"، حسب قول أولياء الأمور الذين أعجزهم مر الشكوى.

لمعلوماتك:
بدأ التفكير فى إنشاء المدارس التجريبية منذ عام‏1985‏، وكان الهدف منها توفير الفرصة لأبناء العاملين فى القطاع الحكومى لإلحاق أبنائهم بمدارس اللغات التجريبية الموازية للمدارس الخاصة لغات والتوسع فى دراسة لغات أجنبية، بجانب المناهج الرسمية المقررة تلبية لاحتياجات قطاع عريض من المواطنين‏.‏





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة