المثقف المهزوم فى فيلم "التجلى الأخير"

الأربعاء، 27 أغسطس 2008 04:59 م
المثقف المهزوم فى فيلم "التجلى الأخير" أزمة المثقف العربى لا يمكن اختزالها فى فيلم واحد
دمشق (أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أراد المخرج السورى هيثم حقى أن يقدم صورة عن "جيلنا المكسور والخائف، الجيل المهزوم" فى فيلمه الجديد "التجلى الأخير لغيلان الدمشق"، الذى أطلق فى عرض خاص يوم الخميس الفائت.
ويقول حقى لوكالة فرانس برس "أردت أن أدين جيلنا المكسور والخائف المهزوم حتى فى خياله، والمتذبذب بين السلطة والمعارضة". ويستعير المخرج السورى شخصية المفكر الإسلامى التنويرى غيلان بن مسلم الدمشقى، الذى استعان به الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز فى إصلاحاته السياسية والاقتصادية، فباع ممتلكات بنى أمية فى بيت المال. ولاحقا أثار سلوكه وأفكاره حنق الخليفة هشام بن عبد الملك الذى صلبه على أحد أبواب دمشق، بعد أن قطع رجليه ويديه ولسانه.

يلعب البطولة المطلقة للفيلم الممثل السورى فارس الحلو، الذى يقول "نحن بحاجة لهذا النوع (من الأفلام) والتأكيد على الشخصيات التنويرية لمواجهة هذه الهجمات الأصولية المتطرفة، ولتوضيح أصولها السياسية وظهورها"، إذ يستعرض الفيلم أيضاً شخصيات مثل ابن رشد والحلاج وعبد الرحمن الكواكبى.

ويجسد الممثل السورى فى شكل بارع شخصية معقدة لمثقف معاصر يتخبط فى حالة خوف مرضى من كل ما يحيط به، فيبدو عاجزاً عن الإقدام على أى فعل والاكتفاء بالتخيل وتقمص شخصيات تاريخية متناقضة بين الجلاد والضحية، لينتصر لقضاياه ورغباته فى نفس الوقت. وإلى جانب الأداء اللافت والمؤثر لفارس الحلو، الذى استطاع إيصال حالة الرعب التى تعيشها شخصيته، بكل تعقيداتها، لم يقدم الإخراج ما يلفت الانتباه على صعيد الصورة واللغة البصرية. وكان عرض "التجلى الأخير لغيلان الدمشقآ" تأجل عدة مرات لمشاكل مع صالة العرض التى كان مقرراً إطلاقه فيها، ونفى مخرجه أن يكون تعرض لأى منع من الرقابة، ووجه فى العرض الافتتاحى الخاص الشكر لمؤسسة السينما الحكومية التى قدمت صالتها "الكندى" لإطلاق الفيلم.

وإلى جانب فارس الحلو هناك مجموعة من الممثلين المعروفين مثل باسم ياخور وقيس الشيخ نجيب ورامى حنا وغيرهم، إضافة إلى الممثلة الصاعدة كندا علوش.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة