سكوبى فى القليوبية: أحترم القضاء المصرى

أكدت السفيرة الأمريكية بالقاهرة، أنها تحترم القضاء المصرى، مشيرة إلى أنه قضاء يتمتع باستقلالية، لكن البعض فسر تعليقها على بعض الأحكام بشكل خاطئ، مشيرة إلى أنها كانت تريد فقط التأكيد على حرية الرأى والتعبير، رغم أن هذا الرأى لن يغير فى الأمر شيئا، كما عبرت عن حزنها، لتفسير البعض تصريحها على أنه انتقاد للقضاء.

قالت سكوبى، خلال الزيارة التى قامت بها لمحافظة القليوبية الاثنين، إن كل رؤساء أمريكا دون استثناء يعملون على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان فى العالم، وأضافت: "هو نهج واضح وتقليد، نحن فخورون به جميعاً، ولا يعنى ذلك تدخلاً فى الشئون الداخلية للدول".

وأوضحت أن أمريكا لا تتدخل إطلاقاً فى الشأن الداخلى لمصر, وتعتز الإدارة الأمريكية بعلاقاتها الجيدة مع مصر، باعتبارها دولة محورية فى المنطقة، مؤكدة أهمية مواصلة الحوار بين الحكومتين المصرية والأمريكية، وكذا على مستوى الشعبين.

أشارت السفيرة الأمريكية إلى أن، الحكومة المصرية لديها أجندة إصلاحات على كافة المستويات، وأمريكا ستعمل على مساعدة المصريين لتحقيق هذه الأجندة، بدون تحديد أولويات، وأكدت أن خفض المعونات الأمريكية لمصر دليل نجاح على الاقتصاد المصرى فى تلبية متطلبات التنمية، وهذا لا يعنى تجاهل هذه المعونات وإنما تنميتها عن طريق المشروعات المشتركة بين الجانبين، وصرف هذه المعونات يعتمد على الأولويات التى تحددها الحكومتان المصرية والأمريكية دون شروط، لأننا نهدف فى النهاية إلى إحداث تنمية داخل الشعب المصرى الذى نحترمه كثيراً، شعباً وحكومة.

وأكدت سكوبى، أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى وجود حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مشيرةً إلى أهمية رغبة الجانبين فى تحقيق السلام، وقالت أن أى رئيس أمريكى سوف يصل للبيت الأبيض فى يناير المقبل سيعمل على استكمال مسيرة السلام فى الشرق الأوسط.

كانت زيارة السفيرة الأمريكية للقليوبية، لتفقد عدد من المشروعات الاستثمارية والصحية بقليوب وشبرا الخيمة بتمويل من المعونة الأمريكية، ورافقها خلال الزيارة المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية واللواء عبد الرحمن شديد أمين عام الحزب الوطنى ومحمد الفيومى رئيس المجلس الشعبى للمحافظة، والقيادات الشعبية.

قال عدلى حسين محافظ القليوبية للسفيرة خلال الاجتماع، إننا فى مصر نقدر الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى، لكننا لا نريدها أن تكون إمبراطورية تطبق الظلم على بعد الدول، وقال "إننى أحمل السفيرة رسالة من مواطن مصرى للإدارة الأمريكية، بأنكم جربتم الظلم كثيراً، فجربوا العدل ولو مرة واحدة وستجدون الشعب المصرى يحمل لكم حباً لا حدود له".

وأوضح حسين أن الإدارة الأمريكية تنفق أموالاً تصل إلى نحو 2 مليار دولار يومياً، من أجل تثبيت سياسة ظالمة، ولو أنها أنفقت هذه الأموال على تنمية الشعوب، لكانت كل هذه الشعوب وراء أمريكا.

أشار أن، التدخل أو التعليق على أحكام القضاء وتسيس حقوق الإنسان أمر مرفوض، وهو ما حدث مع حكم القضاء على المعارض المصرى أيمن نور فى قضية تزوير، ثم الحكم الأخير ضد سعد الدين إبراهيم، وقد سبق أن حكم علية بالإدانة، ثم حصل على البراءة، وأضاف موجها كلامه لسكوبى: "أنتم أدنتم حكم الإدانة، وأشدتم بالبراءة، ولا أعتقد أنكم ترغبون فى أن يكون هناك رأى سلبى للقضاء المصرى ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وأنا أقول هذا الكلام بصفتى قاضياً، عمل فى القضاء أكثر من 33 عاماً، لذلك أرجو أن تحملى رسالة للإدارة الأمريكية، مفادها: ابتعدوا عن القضاء المصرى، لأن القضاء المصرى شامخ ولا تعليق على أحكامه".

وعلقت السفيرة الأمريكية على كلام المحافظ قائلة، إنها تتفق معه فى بعض الأشياء وتختلف معه فى أشياء أخرى، من باب حرية الرأى والتعبير، مؤكدة أهمية العلاقات المصرية الأمريكية، وأنها علاقة شراكة قائمة على تبادل المصالح لصالح الشعبين، مشيرة أن هناك تعاونا فى دعم المشروعات، لكنه سينقل تدريجياً وهذا يوضح النمو الاقتصادى المصرى.

وكررت تأكيدها بعدم التدخل فى الشئون الداخلية لمصر، وأضافت: "نحن نعمل على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وهذا نهج واضح، وقد سمعنا كثيراً عن أحاديث حول الإصلاح الاقتصادى والتعليم والتنمية ولم نتحدث فيها، لأن هذه قضاياكم أنتم، لكننا نتحدث فى مسائل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهناك أجنده إصلاح مصرية، نحن كأمريكيين سنساعد هذه الأجندة.