زيارة رايس ..إدارة بوش تلعب فى الوقت الضائع

الإثنين، 25 أغسطس 2008 01:00 م
زيارة رايس  ..إدارة بوش تلعب فى الوقت الضائع زيارة رايس لن تفسر عن نتائج ملموسة
كتب أحمد عليبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سياق لعبة الزمن الضائع لعهد إدارة بوش، تزور وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس المنطقة حاملة فى جعبتها اقترحات، تثمل وديعة جديدة على قائمة الودائع السالفة، مضمونها التوصل إلى اتفاق إطار جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول العملية السلمية، سيتم عرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها القادمة، وكوثيقة محتملة القبول لدى الإدارة الأمريكية القادمة.

التعقيدات التى تحيط بالزيارة، هى غياب الراهن على أية أطروحات تتقدم بها إدارات تعد نفسها للرحيل، سواء بالنسبة للجانب الإسرائيلى الذى من المحتمل أن يدخل فى انتخابات مبكرة، نظراً لحالة الحصار القضائى التى تلاحق رئيس الحكومة إيهود أولمرت، واقتراب رحيل إدراة بوش.

عن مشروع الاتفاق الفلسطينى الإسرائيلى الذى تحمله رايس، يقول الدكتور عماد جاد الخبير فى الشئون الإسرائيلية بمركز دراسات الأهرام: "من الصعب أن يكون هناك اتفاق فى ظل الظروف الراهنة لدى كل الأطراف، ولو تم ذلك فمن المؤكد أنه سيكون اتفاقا هشا، فأولمرت لديه خط أحمر فى التفاصيل، وفيما يتعلق بحدود الدولة، وكذلك أبو مازن، لديه نفس الخط الأحمر، وأى تجاوز لهذه الخطوط الحمراء من قبل أى طرف معناه سقوطه، لكن من الممكن أن يكون هناك اتفاق تفاهم مضمونه التأكيد على التفاهمات السابقة، مثل وثيقة أبو مازن - بيلين، ولكن فى نهاية المطاف لن يكون هناك اتفاق حل نهائى، لأن الظروف غير ناضجة لذلك، ومن الصعب تحقيق أى إنجاز على صعيد التسوية.

شون ماكومارك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، وهو يعلن عن زيارة رايس قال، إنها تأتى فى إطار المساعى الحالية لإقامة سلام إيجابى ودائم فى المنطقة والتقدم نحو تحقيق الهدف المشترك بالتوصل لاتفاق سلام فى 2008. وهو ما رفضه عماد جاد مستنكرا: ليس لدى أى من الأطراف المفاوضة أوراق فى يده يمكن الرهان عليها؟، وبالتالى فالزيارة التى تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية هى زيارة علاقات عامة لا أكثر ولا أقل، هى تريد تقديم رؤية لإدارة أمريكية مقبلة، وأبو مازن وأولمرت يران التأكيد على أنهما قدما مساعيهما الممكنة ولم يرفضا الرعاية الأمريكية للقضية.

وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تتوقع من جانبها انتفاضة فلسطينية جديدة، قد لا تندلع إذا مارس المجتمع الدولى ضغوطا كثيرة على الجانبين، لدفعهما للتوصل إلى اتفاق بنهاية العام. وهى التصريحات التى رد عليها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بأن الأمريكيين لن يضغطوا على الأطراف المعنية لتجاوز ما هى مستعدة لقبوله.

وصف عماد جاد تصريحات ليفنى والخارجية الأمريكية، بأنها مؤشر على أن الأطراف المشاركة فى المفاوضات لن يخوضوا فى تفاصيل القضية، مما سيجعل أى اتفاق غير قابل للصمود، ومعرض للانهيار الذاتى، مضيفا: يجب أن نتذكر أن أهم الاتفاقيات التى دخلت فى عمق التفاصيل كانت فى عهد الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، وأهمها كان فى نهاية عهده، وعلى الرغم من ذلك لم تصمد هذه الاتفاقيات، والموقف يكرر نفسه الآن، ومن ثم فلا جديد يمكنه إحداث اختراق فى قضية الصراع وتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

تزامناً مع زيارة رايس، يجرى حوار الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، وسط أجواء غير مطمئنة، لا تنذر بتحقيق نجاحات فى المستقبل القريب، مما يعنى إخفاق الداخل الفلسطينى فى التوافق على رؤية موحدة تجاه الاتفاقيات، وهناك رسائل مباشرة وغير مباشرة توجهها حماس لأبو مازن بعدم الخضوع لاتفاق ملزم لا ترضى عنه الفصائل الفلسطينية، وهو ما يعتبره عماد جاد تأكيدا على سياسة غياب اوراق التفاوض، مضيفا: البيت الفلسطينى منقسم على نفسه، وهناك غياب للرؤى، حتى حماس نفسها، لم يعد لديها سوى عرض الهدنة ليس لأشهر، ولكن لسنوات طويلة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة