وصل القاهرة الأحد وفد حركة الجهاد الإسلامى برئاسة الدكتور رمضان شلح الأمين العام للحركة، ويضم وفد الجهاد، إضافة إلى أمين عام الحركة، نائبه زياد النخالة "أبو طارق" من الخارج، ومن قيادات الداخل الدكتور جميل يوسف والأستاذ إبراهيم النجار والدكتور محمد الهندى والشيخ نافذ عزام. التقى اليوم السابع مع نائب الأمين العام للجهاد الإسلامى زياد النخالة فور وصوله القاهرة، فى الحوار التالى ...
ما تفاصيل برنامج الحوار الوطنى الذى أتى وفد الجهاد الإسلامى للقاهرة للتباحث حوله؟
وجهت القاهرة دعوة رسمية منذ أيام إلى حركة الجهاد الإسلامى لبدء حوارات ثنائية مع المسئولين المصريين تتركز حول إيجاد سبل للمأزق الفلسطينى وحالة الانقسام التى انعكست على مجمل الحياة الفلسطينية، فى تحرك قد يمهد لعقد الحوار الوطنى الشامل بعد شهر رمضان المبارك، وهذه الدعوة المصرية وجهت حتى الآن إلى كل من حركة الجهاد الإسلامى، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فى حين أنها لم توجه حتى الآن إلى حركتى فتح وحماس.
ما مدى التفاؤل بأن تنجح حوارات القاهرة فى لم الشمل الفلسطينى؟
الخلاف كبير جدا وجوهرى بين حماس وفتح، وأتوقع ألا تتنازل حماس عما حققته فى غزة، وهو الأمر الذى يقلق فتح وتضعه عقبة أمام أى حوارات مع حماس، وفى المقابل أرى أن فتح لا تريد إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية الآن، وهى كلها عقبات أراها كبيرة ولن يكون من السهل تجاوزها، لذا أبدى تشاؤمى إزاء نجاح حوارات القاهرة.
ألا تعتقد أن الخلاف الفلسطينى هو الخطر الأكبر على قضية الشعب الفلسطينى التى تتمثل فى تحرير أرضه؟
الشعب الفلسطينى الذى صنع المعجزات يستحق منا كفصائل أن نحفظ كرامته ونحمى طموحاته، ولا تأخذنا العزة بالإثم لنوغل أكثر فى الأخطاء ونوغل أكثر فى الدم ونبحث عن كل الوسائل والسبل من أجل إعادة الوحدة له ونعيد ترتيب أولوياتنا، بحيث يبقى تحرير الأسرى فى رأس سلم أولوياتنا وليس السلطة، ونحن من جانبنا فى "الجهاد الإسلامى" سنبذل كل ما بوسعنا، من أجل الخروج بأفضل الحلول لهذه المشكلة التاريخية التى يعانى منها الشعب الفلسطينى.
ما اقتراحاتك فى هذا الصدد؟
أدعو لإيجاد صيغة فلسطينية مشتركة تحفظ استراتيجية المقاومة وتعيد لها الاعتبار وأرفض تحول خطاب المقاومة لخطاب اصطلح عليه فى النظام العربى بـ"خطاب الممانعة"، نحن كنا ومازلنا نطالب أن تبقى المقاومة فاعلة ويجب أن تبقى على سلم أوليات الشعب الفلسطينى وفصائله، لأنه بالتجربة كل المفاوضات والمحادثات لم تعط نتيجة إيجابية والمقاومة وحدها هى التى حررت غزة وأجبرت العدو لأن يطلب تهدئة فى حدودها.
ما الموقف الآن من التهدئة بين فتح وحماس؟
أخشى أن تخرج غزة من دائرة الصراع .. فرغم أن التهدئة لم تحقق الحد الأدنى من الأهداف التى طرحت من أجلها مازلنا نراوح فى المربع الأول من المطالبة بزيادة كمية البضائع والدواء والمواد التى تدخل عبر المعابر ونطالب بفتح معبر رفح الممر الحيوى والمهم والوحيد بالنسبة للشعب الفلسطينى.
وهذا يعنى أننا نطالب دون أن نملك أوراق ضغط غير موجودة لدينا مما أبقى اتفاق التهدئة أمنيا، وهذا يعنى فقط وقف إطلاق نار متبادل محدود فى قطاع غزة رغم أننا سعينا وكان موقفنا واضحا أن تكون التهدئة شاملة غزة والضفة الغربية.
وكيف نفعل التهدئة بحيث تكون شاملة كما تقول؟
أطالب بمواجهة الحقيقة وتقييم الاتفاق عبر اجتماعات فصائلية متواصلة، للخروج بنتيجة إيجابية تشعر الشعب الفلسطينى بأننا حريصون على مصالحه وعلى معنوياته ومقاومته التى حققت انجازات كبرى فى تاريخه.
ما الذى يعوق تفعيل التهدئة الشاملة؟
سياسة سلطة رام الله من خلال تعاونها الأمنى مع أجهزة الأمن الإسرائيلية تشكل خطرا حقيقيا على الساحة الفلسطينية، هذه السياسة الجوفاء تعزز حالة الانقسام القائمة على الساحة الفلسطينية وتفقد القوى السياسية الثقة بالسلطة.
استمرار المفاوضات من جانب منظمة التحرير بهذا الشكل هل سيؤدى إلى نتيجة؟
استمرار المفاوضات بهذه الطريقة يمثل خطأ سياسيا يلحق ضررا بالقضية الفلسطينية، وبالتالى فإن طريقة الحديث والأسلوب تختلف من شخص لآخر، ولكننا أوضحنا للأخ "أبو مازن" وجهة نظرنا فى الأداء التفاوضى مع العدو الإسرائيلى، وأخذنا عليه الاستمرار فى المفاوضات بدون أى نتيجة تذكر لصالح الشعب الفلسطينى، واعتبرنا هذه المفاوضات مضيعة للوقت، ويجب البحث عن طرق ووسائل جديدة للتعامل مع إسرائيل.
لنبدأ من نقاط الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية ونحددها أولاً كمدخل مقترح للحوار؟
رغم اختلافنا كثيرا داخل الساحة الفلسطينية، إلا أننا متفقون على نقطة جوهرية وهى ضرورة الحوار الوطنى الفلسطينى وضرورة الخروج من حالة الانقسام التى تعيشها الساحة الفلسطينية، لكن بالتأكيد أن لكل طرف وجهة نظر حول كيف يمكن الخروج من هذه الحالة.
الرئيس أبو مازن لديه وجه نظر وقد طرح اقتراحا مفاده، أنه نسق مع المصريين وطلب منهم دعوة كل الفصائل الفلسطينية لحوار كامل حول الوضع الفلسطيني، وأكد رفضه لأن يكون الحوار ثنائيا بين فتح وحماس وأكد على وجوب أن تكون كل الفصائل الفلسطينية حاضرة لهذا الحوار.
موقف بناء من الرئيس أبو مازن، كيف تتعاونون معه؟
حركة الجهاد الإسلامى بعيدة كل البعد عن الرئيس أبو مازن فى السياسة الاستراتيجية ورؤيته لإدارة الصراع مع العدو، ونحن نرى أن أبو مازن يسير فى اتجاه ونحن نسير فى اتجاه آخر، ونعتقد فى "الجهاد الإسلامى" أنه إذا بقيت الأمور على ما هى عليه وظل أبو مازن على هذا المنهج السياسى فى إدارة الصراع مع إسرائيل، فإن نقاط اللقاء معه معدومة ولا يمكن أن نلتقى وإياه.
لماذا تؤيدون الحوار إذن طالما لا توجد نقاط التقاء مع الرئيس أبو مازن؟
الحوار الشامل سوف يبحث فى وضع حل لحالة الانقسام القائمة فى الساحة الفلسطينية ونحن بعيدون عن أبو مازن من ناحية الرؤية السياسية تجاه إسرائيل والصراع مع العدو الصهيونى، لكن فيما يتعلق بلملمة الوضع الفلسطينى ورأب الصدع فنحن بالتأكيد سنكون ضمن القوى الفلسطينية التى تناقش هذا الملف لأننا جزء من الشعب الفلسطينى، والخلاف الفلسطينى ـ الفلسطينى ينعكس علينا أيضا لكوننا جزءا من الشعب الفلسطينى، ونحن معنيون بالتالى بأن يكون هناك حوار فلسطينى يصل إلى نتيجة تضع حدا للصراع القائم الآن بين فتح وحماس.
ما مدى خلافكم فى الجهاد الإسلامى مع حماس، وإلى أى حد سيؤثر على الحوار الفلسطينى –الفلسطينى؟
خلافنا مع حماس خلاف تكتيكى، إن جاز التعبير، وهو خلاف يومى ميدانى يتعلق بالاحتكاكات التى يمكن أن يخطئ فيها شخص من عندنا أو شخص من عندهم، والمسألة تأتى فى إطار الخلافات الطبيعية فى المجتمع، لكن أحيانا تنشب بعض المشاكل الميدانية يتم احتواؤها ووضع حلول معقولة لها، وبالنسبة للإخوة فى حماس فنحن نرى أنهم حلفاء استراتيجيون لنا فى الرؤيا السياسية ونقف وإياهم على قاعدة الإسلام، بالرغم من بعض المشاكل أحيانا، حيث لا تخلو الساحة الفلسطينية من المشاكل الحزبية والثانوية البسيطة التى يقع فيها الأفراد، سواء أفرادنا أو أفراد حماس.
ماذا يمثل وصول سفينتى كسر الحصار إلى ميناء غزة المحاصرة بالنسبة لحكومة حماس المقالة؟
أبناء غزة مع كل الجهود الإنسانية التى تسعى لكسر الحصار الظالم الذى يواجه أبناءها، وقد اطلع الوفد على المعاناة التى يعيشها أبناء القطاع، ونأمل أن يبادر الإخوة العرب ليحذوا حذو الناشطين الدوليين، بل والإسرائيليين الذى تحدوا إسرائيل وواصلوا مشروعهم الإنسانى الكبير.
نائب الأمين العام للجهاد الإسلامى
زياد النخالة: أشك فى نجاح حوارات القاهرة
الإثنين، 25 أغسطس 2008 11:53 ص
زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة