وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الاثنين، إلى تل أبيب فى زيارة تهدف للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش، بالرغم من تعثر المفاوضات حتى الآن.
وحطت طائرة رايس فى مطار بن جوريون فى تل أبيب، وتوجهت بعد ذلك إلى القدس لإجراء محادثات مع رئيس الوفد الفلسطينى المفاوض أحمد قريع، قبل أن تعود إلى تل أبيب للقاء وزير الدفاع إيهود باراك.
ومن المقرر أن تلتقى الثلاثاء رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت فى القدس، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فى رام الله فى الضفة الغربية.
وكانت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية قد ذكرت الاثنين، أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس سوف تسعى خلال زيارتها لإسرائيل والأراضى الفلسطينية إلى تحديد ما إذا كان من الممكن تقديم اتفاق إسرائيلى- فلسطينى إلى العالم أو حتى وثيقة جزئية لاتفاق قبل انتهاء العام الحالى.
وقالت الصحيفة، إن تسعة أشهر قد مرت منذ مؤتمر أنابوليس الذى عقد بناءً على توصية من رايس، وتعهد فيه المشاركون ببذل كل جهد للتوصل إلى تسوية بحلول نهاية عام 2008 وأية محاولة للوفاء بذلك التعهد سوف يتم القيام بها فى ظل احتدام الأزمة السياسية فى إسرائيل.
وتساءلت الصحيفة، عما إذا كان التوصل إلى تسوية أمر ممكن، وقالت إن ثمة اختلافات خطيرة فى القيادة الإسرائيلية بشأن الإجابة على ذلك، وإنه قبل تبديد الخلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سوف يتعين على رايس أن تمهد الطريق للتوفيق بين وجهات النظر المتناقضة لمضيفيها فى القدس.
فيما يعتقد رئيس الوزراء إيهود أولمرت، أنه من الممكن والضرورى التوصل إلى "اتفاق مهم" حاليا وهو اتفاق سوف يمتد تنفيذه على مدى عقد، وسوف يعين حدود دولة فلسطينية مستقبلية والترتيبات الأمنية ويحل مشكلة اللاجئين.
وأشارت الصحيفة، إلى أن أولمرت يعتقد أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يرغب أيضا فى التوصل إلى اتفاق كهذا، وكذلك الأمريكيون وأن إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش حريصة على تحقيق بعض الإنجازات الدبلوماسية قبل انتهاء فترة ولاية مخيبة للآمال، وأن المرشحين اللذين يأملان فى خلافته - جون ماكين وباراك أوباما - أبلغا أولمرت، أنهما سيشعران بسرور إذا ما رفع بوش عبء التفاوض بشأن السلام الإسرائيلى الفلسطينى عن عاتقهما.
وعلى صعيد المحادثات، أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس الاثنين، أنه لن يوقع اتفاق سلام مع إسرائيل لا يتضمن تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين.
وقال عباس فى المقاطعة، المقر الرئاسى فى رام الله، عند استقباله مجموعة من 198 معتقلاً فلسطينياً، أفرجت عنهم إسرائيل الاثنين "لا شك إننا طلاب سلام، ونسعى إلى تحقيق ثوابتنا الوطنية جميعاً، ولكن نقول لن يكون هناك سلام بدون تحرير جميع الأسرى".
أضاف أن الفرحة بإطلاق سراح هؤلاء الأسرى لم تكتمل، لوجود 11 ألف أسير فى السجون الإسرائيلية، ولن يهدأ لنا بال إلا إذا حرروا جميعاً من سجون إسرائيل.
يذكر أن الإفراج عن المعتقلين قبل ساعات من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل والأراضى الفلسطينية، لإجراء محادثات تتمحور حوله مفاوضات السلام الصعبة الجارية حالياً.
