طوابير وصراعات وإغماءات وشروط تعجيزية..

"هجوم" على شقق مشروع الإسكان القومى

الأحد، 24 أغسطس 2008 08:41 م
"هجوم" على  شقق مشروع الإسكان القومى أزمات أزمات.. كل شئ فى مصر أصبح أزمة!!
كتبت ميريت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت أولى أيام حجز شقق فى مدينة 6 أكتوبر ضمن مشروع الإسكان القومى، هجوماً من المواطنين بلغ المئات، أمام بنك الإسكان والتعمير فرع البحر الأعظم، تسبب فى تعطيل حركة المرور.

فقد تدافع الرجال والنساء على الشباك الرئيسى بواجهة بواجهة البنك، فى حين أن الشباك الجانبي للبنك هو الوحيد المفتوح للتعاملات مع المواطنين، وكان حجمه لا يتناسب على الإطلاق مع الأعداد الموجودة.

وتطبيقا لمبدأ "الحكومة بتقولك اتصرف".. تسلق الشباب المواسير وأكتاف بعضهم البعض ليصلوا لشبابيك الموظفين فى الدور الثاني حتى يقبلوا طلباتهم، وبالفعل كانت تلك الطريقة الوحيدة ليحصلوا على الفرصة فى دخول القرعةعلى 5 آلاف وحدة سكنية فى مدينة 6 أكتوبر ضمن المشروع. المثير أن عدد كبير منهم حضر منذ السادسة صباحا على أمل الحصول على شقة أيا كانت مواصفاتها.

وقالت جيهان فرج الله "أول ما جينا صدمنا بلوحة الشروط المكتوبة هنا.. فى الجرايد كتبوا أن المرتب لازم يكون اقل من 1000 جنيه، ولما جينا لقينا أن كمان فى حد أدنى لمرتب المتقدم للحصول على الطلب وهو 640 جنيه".

وهنا تدخل محمد أسامه أحد الشباب الذى جاء فى السابعة صباحا ليضمن تقديم طلبه، "بالذمة فى شاب لسه متعين فى الحكومة ومرتبه 640 جنيه!!"، ووصف محمد محمود الذى جاء مع خطيبته حسناء حسن تلك الشروط بالتعجيزية وقال"أنا والدى يعمل فى الحكومة منذ 28 سنه ومرتبه 450 جنيه فما بالك بقى باللي لسه معينين".

ووسط طابور السيدات، انطلقت صرخات تعلن عن وقوع حالة الإغماء كانت الثالثة، وذلك نتيجة الحر والشمس والتزاحم وعدم التنظيم كلها عوامل تضافرت ضد المواطنين البسطاء الذين يحلم كل منهم باختياره ضمن القرعة، فهذة السيدة المسنة بالرغم من إغماءها رفضت ان تترك مكانها في الطابور لتحجز لإبنها شقة وعلى لسانها جملة واحدة "لازم أحجز له.. لازم".

كريم سيد محمود موظف (يسكن في إمبابة) خرج بعد معاناة من "الطابق البشرى الثانى" الذى كونه الناس ليصل لشباك الموظفين وقدم الطلب ودفع الـ5 الاف جنيه وحصل على الإيصال، قال "بيقولوا لو ما خدتش الشقة فى القرعه هيرجعوا الفلوس بعد ما يخصموا منها مصاريف ادارية".

وعندما سألته اذا كانت الشقة ومواصفاتها تستاهل كل هذا، رد قائلاً "طب يعنى نعمل ما هو مفيش غير كده البلد كلها مفيهاش شقق واحنا منقدرش نتحمل اسعار الشقق الموجودة فغصب عننا نستحمل".

فى حين جلس محمد جمال حسين يبكى بعد أن أعطى مبلغ الخمسه الاف جنيه لأحد الموظفين بالبنك واختفى الموظف بعدها، حتى تدخل أحد الضباط الذى حاول تهدئة الموقف ودخل البنك ليبحث عن الموظف الذى أخذ بيانات محمد جمال ونقوده ليقدم له الايصال.

تأتى الـ5 الاف وحدة سكنية التى تم الاعلان عنها ضمن المرحلة الثالثة فى المشروع القومي للإسكان، الذى تساءل الموجودين عن المراحل السابقة وأين ذهبت وحداتها، وتضمنت شروط التقدم للحصول على شقة ألا يقل سن المتقدم عن 20 سنه، وألا يزيد عن 50 سنه. على أن يدفع المواطن 5 الاف جنيه كمقدم حجز ثم يدفع قسط شهريا قيمته 160 جنيه، وتزداد سنويا بنسبة 7.5% لمدة عشرين عاما.

وجه آخر للمأساة، عبرت عنه سيدة كبيرة السن حاولت بصعوبة ان تخترق برأسها عبر البشر أمامها وهى جالسة على سور السلم لتتأكد ما إذا كان قد تم فتح شباك البنك أم لا. فالحاجة فهيمة جاءت فى الثامنة صباحا لتصرف معاشها، قالت "أنا عاملة عملية فى رجلى وتعبانة والبنك دوخنى انا كنت الاول بصرف معاشى من البدرشين لكن بقالى 3 شهور بقبض من هنا".

المفارقة الأخيرة تمثلت فى شخص استوقفني ليخبرني بمشكلته مع البنك "المفترض أن يكون لي أولوية لتقديم أوراقي فأنا عميل بالبنك، وما علي الموظفين إلا أن يأخذوا بياناتي ويسحبوا المبلغ المطلوب من حسابي ليكتمل تقديم الطلب".

وأخيراً.. يبدو أن كل شئ فى هذا البلد أصبح بالطوابير، لكنها لم تصل بعد على مرحلة طوابير العيش وما يحدث فيها من قتل وخناقات، وذلك لسبب بسيط أنها تأتى كل كام سنة مرة!!!

شاهد الصور












مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة