استقبل آلاف الفلسطينيين فى مرفأ صغير للصيادين الفلسطينيين على شاطئ مدينة غزة، مركبين يقلان 44 ناشطا مؤيدا للفلسطينيين، بعدما سمحت لهما إسرائيل بالدخول، رغم حصارها المشدد على القطاع الخاضع لسيطرة حماس، وما إن رسا المركبان فى ميناء الصيادين الصغير على شاطئ غزة حتى تعالت هتافات مئات الفلسطينيين الذين كانوا فى استقبال المتضامنين على المركبين الذين بدا عليهم التعب. وبينما نزل عشرات الصبية سباحة لاستقبال المتضامنين، انطلق عشرات الشبان والصبية وبينهم عدد من رجال الدفاع المدنى بقوارب الصيد، وهم يرفعون أعلاما فلسطينية وأحاطوا بالمركبين وصعد عدد منهم إليهما يصافحون المتضامنين.
كان بين المستقبلين مئات النساء والأطفال، الذين ردد بعضهم هتافات تدعو لإنهاء الحصار منها "لا للحصار لا للاحتلال"، وقالت امرأة ألمانية على متن المركب الذى رفع أعلام دول عدة ولافتة كبيرة باللغة الإنجليزية تدعو إلى "إنهاء الاحتلال"، إنها سعيدة بوصولها إلى شاطىء غزة، وأضافت المرأة التى بدا عليها الإرهاق: "جئنا إلى غزة، رغم الرحلة الشاقة من أجل مساعدة الفلسطينيين لإنهاء الحصار الظالم". وأعرب صحفى عربى رافق المتضامنين عن سعادته بوصوله إلى غزة، قائلا: "رحلة جميلة وممتعة، أهالى غزة طيبون".
وأجرى الرئيس محمود عباس اتصالا هاتفيا بـ "هويدا عراف" رئيسة لجنة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطينى والموجودة على متن أحد المركبين، بحسب بيان بثته وكالة وفا الرسمية، جاء فيه أن الرئيس أبو مازن "شكر رئيسة لجنة التضامن وفريقها وثمن غاليا ما بذلوه من جهود لكسر الحصار عن أبناء الشعب الفلسطينى فى القطاع، وعبر عن أمله فى أن تكون هذه الخطوة بداية حقيقية لتحرك دولى وإنسانى جدى نحو فك الحصار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى فى غزة".
وقال إياد السراج رئيس اللجنة الدولية لمواجهة الحصار لوكالة الأنباء الفرنسية، "هذا الانتصار الأكبر لكسر الحصار الخانق. هذه بداية حقيقية لتحرك عربى ودولى ليأتى مزيد من السفن إلى غزة لكسر الحصار". وشدد إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة والقيادى البارز فى حماس على ضرورة إنهاء الحصار وفتح معبر رفح الحدودى مع مصر.
واعتبر أبو بكر نوفل العضو البارز فى حركة حماس والذى كان بين المستقبلين أن الرحلة "رسالة قوية للشعوب العربية وللزعماء العرب المتخاذلين، تقول: "كفاكم صمتا وجبنا وخوفا من الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلى".
ونقل اثنان من بين الناشطين بسبب الإعياء فى سيارة إسعاف فلسطينية إلى مستشفى الشفاء بغزة، لتلقى الفحوص والعلاجات بعدما نزلا إلى الشاطئ ، ووفرت وزارة الداخلية التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة فى غزة الحراسة والحماية للمركبين بعد وصولهما وأثناء خروج المتضامنين للتجول فى غزة، وذكر إسلام شهوان المتحدث فى الوزارة: "وفرنا 500 شرطى لحراسة الناشطين الدوليين المتضامنين مع شعبنا وسنوفر الحماية اللازمة لتحركاتهم فى غزة".
كان المركبان أبحرا الجمعة من قبرص وعلى متنهما ناشطون من 14 دولة منها إسرائيل، على أمل تسليط الضوء على الحصار المفروض على قطاع غزة الخاضع منذ يونيو 2007 لسيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس.
ووصل الناشطون إلى محطتهم النهائية بعد انطلاقهم من اليونان وتوقفهم فى رودس وكريت وقبرص، حيث رسا المركبان قبيل الساعة الثانية عشرة و18 دقيقة، وكانت إسرائيل حذرت سابقا الناشطين من دخول المياه الإقليمية للقطاع، لكنها سمحت لهم لاحقا بالمرور، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية أفيف شيرون لوكالة الأنباء الفرنسية: "يريدون استفزازنا فى البحر، لكنهم لن يحققوا مبتغاهم، نعلم من هم ركاب المركبين وما يحملان، لذلك لا نرى أية مشكلة فى تركهما يدخلان القطاع".
وأضاف شيرون:"لن يحصل أى احتكاك بين البحرية الإسرائيلية والمركبين". ووجه طاقما المركبين السبت رسالة تقول، إن أنظمة الاتصال الهاتفى لديهما تعرضت للتشويش، وكانوا يخشون منذ بدء الرحلة أن تحاول إسرائيل اعتراضهما.
وكانت إسرائيل حذرت الناشطين الذين انطلقوا من جزيرة كريت فى 13 أغسطس، من الاقتراب من قطاع غزة، ووجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية رسالة مفتوحة إلى المشاركين فى الرحلة تقول "نفترض حسن نواياكم، لكن نتيجة تحرككم ستعنى فى الواقع إنكم تدعمون نظام مجموعة إرهابية فى غزة"، فى إشارة إلى حماس.
وأعلنت "حركة غزة حرة" فى بيان، أنه لإبطال أية ذريعة أمنية من إسرائيل، خضع مركبانا لتفتيش وتدقيق السلطات القبرصية، للتأكد من خلوهما من الأسلحة أو من المواد المهربة أياً كانت.
ويرفع المركبان "حرية" و"غزة حرة" علم اليونان ويحملان 200 قطعة من الأطراف الصناعية وخمسة آلاف بالون للأطفال، وينتمى الناشطون المؤيدون للفلسطينيين وغالبيتهم من الأمريكيين والبريطانيين إلى 14 دولة، وبينهم طلاب وقانونيون وأطباء وصحفيون، وسيمضون يومين فى قطاع غزة. ومن بين الناشطين لورن بوث شقيقة زوجة رئيس الوزراء السابق تونى بلير، موفد اللجنة الرباعية الحالى إلى الشرق الأوسط.
وكانت منظمات غير حكومية أوردت تقارير فى مارس الماضى، تفيد أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة الذى يضم 1.5 مليون شخص، هو الأسوأ منذ احتلال إسرائيل للقطاع عام 1967.
الفلسطينيون استقبلوا مركبى كسر الحصار فى البحر
"غزة الحرة" على شواطئ غزة المحاصرة
الأحد، 24 أغسطس 2008 02:27 م
مئات النساء والأطفال طالبوا بإنهاء الحصار
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة