اعترف صناع الجلود فى مصر، بأن صناعتهم لن تنهض إلا بتعاون العلم مع الحرفيين الماهرين فى هذا المجال، لكسر حاجز الـ 80 مليون حذاء، هى حجم صناعة هذا القطاع سنويا فى مصر.
ولأن هذا القطاع يمثل الآن أهم القطاعات الصناعية على خريطة التصدير فى مصر، وجد المهتمون به ضرورة النهوض بالصناعات الجلدية ودباغتها، فى ظل تزايد الطلب على المصنوعات الجلدية المصرية، وارتفاع قدرتها التنافسية، مؤكدين أن هذا المجال مازال يحتاج نقلات نوعية فى ظل معاناته من مشاكل هيكلية.
هذا ما أكده الدكتور هانى بركات- رئيس قطاع التنمية التكنولوجية بوزارة التجارة والصناعة - خلال الندوة التى نظمتها غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات المصرية أخيرا، بعنوان "نحو استراتيجية تصنيع بديلة ومعتمدة على الذات"، برئاسة يحيى زلط رئيس غرفة صناعة الجلود، وبمشاركة غرفة الصناعات الهندسية وجامعة حلوان ممثلة فى كلية هندسة المطرية.
حضر الندوة ممثلون عن الهيئات والقطاعات الحكومية المعنية، مثل نبيل فريد حسانين رئيس غرفة الصناعات الهندسية، خالد عبد العظيم المدير التنفيذى لشراكة الجلود مع مشروع إصلاح التعليم الفنى والتدريب المهنى ومقرر الندوة الدكتور هانى بركات، الدكتور محسن النشار عميد كلية هندسة المطرية، والدكتور سعيد فرغلى رئيس مركز التنمية التكنولوجية بجامعة حلوان..
أكد نبيل فريد حسانين، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، أن وزارة التجارة والصناعة لا تتأخر فى تقديم الدعم والمساعدة للنهوض بالصناعة المحلية بكافة السبل الممكنة، كما أن غرفة الصناعات الهندسية ستعمل خلال الفترة المقبلة كعنصر مساعد منفذ لإنتاج الماكينات ومعدات الإنتاج، خاصة أن صادرات الصناعات الهندسية وصلت أخيرا إلى 13 مليار جنيه، والتى تعد أكبر قطاع مصدر فى مصر بالوقت الراهن.
من جهته، صرح يحيى زلط - رئيس غرفة صناعة الجلود، أننا نتبنى استراتيجية تصنيع محلى لمعدات الإنتاج تعتمد على الذات، مؤكداً أنه آن الأوان لتتلاحم أيدى الصناع مع العلماء، حيث أثبتت التجارب أن الصناعة لن تتقدم بعيداً عن العلماء وهم بدورهم لن تتحول أفكارهم إلى حقائق بعيداً عن الصناعة، وذلك لأننا فى حاجة إلى زيادة حجم إنتاج الصناعات الجلدية، خاصة أن الإنتاج المحلى بصناعة الأحذية يصل إلى حوالى 80 مليون حذاء سنوياً.
من جهة أخرى، قال خالد عبد العظيم، المدير التنفيذى لشراكة الجلود مع مشروع إصلاح التعليم الفنى والتدريب المهنى ومقرر الندوة، إن التنمية الشاملة لقطاع صناعة الجلود ترتكز على شقين، الأول هو التنمية التكنولوجية والثانى هو التنمية البشرية، مع التأكيد على أهمية البحث العلمى ممثلاً فى جامعة حلوان التى ستتعاون مع الاتحاد خلال الفترة المقبلة، وبدعم من وزارة التجارة والصناعة ومركز تحديث الصناعة.
وأكد الدكتور هانى بركات- رئيس قطاع التنمية التكنولوجية بوزارة التجارة والصناعة - أن الوزارة تعاونت خلال الفترة الأخيرة مع غرفة صناعة الجلود لوضع استراتيجية تطوير ترتكز على عدة محاور، أهمها التركيز على إنتاج صناعات ذات جودة عالية، وبالتالى الحصول على شهادات الجودة التى دائما تكون نقطة قوة فى يد الصانع، خاصة أنها تفتح له أسواقا جديدة فى مختلف دول العالم.
أضاف بركات، أنه لابد من التركيز على محور التنمية البشرية، "فالعامل المصرى
والكثافة البشرية هى أهم عناصر قوة الصناعة المصرية، لكنها مازالت تحتاج للتنمية، رغم أن وزارة التجارة والصناعة تقدم دعمها المباشر لهذا القطاع، حيث قدمت الأرض بسعر مدعم لمشروع المدينة الصناعية المتخصصة التى تضم 150 مصنعاً آليا متطوراً لصناعة الأحذية والمنتجات الجلدية فى مدينتى العاشر من رمضان والإسكندرية على مساحة 200 ألف متر.
تبدأ هذه المدينة إنتاجها خلال العام المقبل لتلبية احتياجات المستهلكين بالسوق المحلية بمنتجات جيدة ومطابقة لمواصفات الجودة العالمية وقادرة على منافسة مثيلاتها المستوردة، بما يعمق ثقافة الاعتماد على الذات كبديل للاستيراد، وذلك من خلال استخدام الخامات والأفكار الوطنية.
أشار بركات إلى أنه تم رصد 10 ملايين جنيه لإنشاء مركز التكنولوجيا داخل المدينة الصناعية، ولأول مرة فى مصر سيتم إنشاء مركز اختبارات لمنتجات الجلود سيكون بمثابة صمام أمان ضد المنتجات الرديئة التى تأتى من الخارج، وسيختبر أيضا جودة المنتجات المحلية.
وقال الدكتور محسن النشار عميد كلية هندسة المطرية، إن التنمية الصناعية تمر بعدة مراحل، أهمها القدرة الذاتية على التصنيع المحلى للمعدات وآلات الإنتاج.
أما الدكتور سعيد فرغلى رئيس مركز التنمية التكنولوجية بجامعة حلوان، فنفى أن تكون هناك مغالاة فى أجور الباحثين الذين يتعاونون مع الصناع فى مجال دباغة الجلود وصناعتها، ونحن مستعدون للإشراف على أول 5 ماكينات دون مقابل، مشيراً إلى نجاح برنامج بدأ منذ 10 سنوات تخصص فى إنتاج 60 ماكينة مصرية، موجود منها أعداد كبيرة فى خطوط إنتاج العديد من المصانع، إضافة إلى نجاح إنتاج خطى إنتاج كاملين بفكر وطنى.
يذكر أن غرفة صناعة الجلود أنشئت فى عام 1958، بموجب القرار الجمهورى رقم 453 الخاص بإنشاء الغرف الصناعية، وتضم حاليا شعبتى الأحذية والمصنوعات الجلدية.
رغم معاناته من "مشاكل هيكلية"
الحذاء المصرى.. قفزة فوق خط الـ 80 مليون زوج
السبت، 23 أغسطس 2008 11:38 ص
صناع الجلود اتفقوا على ضرورة تطوير هذا القطاع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة