الثانية والنصف ظهراً على كوبرى 6 أكتوبر، لم تطفئ مياه النيل شدة حرارة الشمس على رؤوس ركاب السيارات، التى اصطفت وراء بعضها لأن عربة ونش كبيرة خاصة بالشرطة تسد الطريق وعشرات من عساكر الأمن المركزى بجانبها.
أحد مستقلى السيارات، والذى انتظر ساعة ونصف أملا فى التحرك ولو قليلاً، عمرو شرف المصورالصحفى، دفعه فضوله لتصوير الاختناقات المرورية بميدان رمسيس وكوبرى 6 أكتوبر، والغضب الشديد من الجماهير لتلك الحالة المرورية السيئة التى لا يعرف أحد أى سبب لها، بينما يتلذذ عمرو شرف مصور جريدة 24 ساعة بما يلتقطه من صور حية لتلك الاختناقات، فإذا بعسكرى وأمين شرطة يحيطانه، ويقدم عليه ضابط شرطة ليسأله "انت بتعمل إيه يا أستاذ" رد عليه شرف بأننى مصور صحفى وأقوم بعملى فى تصويرالاختناقات المرورية وغضب الناس، وأظهر له هويته وكل ما يثبت أنه مصور صحفى.
الضابط أخرج موبايله الشخصى ليصور شرف، رد شرف "طالما انت هاتصورنى أنا كمان هاصورك"، وإذا بشرف يخرج الكاميرا ليأخذ صورة للضابط ليتلقى ضربة عنيفة فى كتفه فى محاولة للضابط من اختطاف الكاميرا، زادت حدة المشاجرة الكلامية وتطاول الضابط على شرف بالسب والقذف، وتعالت أصوات الجماهير التى وقفت بالساعات على الكوبرى ليهللوا ويثوروا على العساكر والضباط بالكوبرى لتلك الوقفة المرورية غير مبررة الأسباب، ويشيدوا بجرأة المصور الصحفى. على الجانب الآخر انتقل أمين الشرطة سريعاً لـ"اللواء"، وأخبره أن هناك مصورا صحفيا تعدى بالضرب والإهانة على الضبط، ليعكس ما حدث تماماً، وتفاديا لثورة الجماهير ذهب شرف مع الضابط للواء الذى وقف بجانب الضابط على أساس ما حكى له.
شرف يقول بأن "اللواء اتهمنى إننى كنت أصور موكب الرئيس، وإننى أهدد الأمن والسلامة العامة للرئيس، المفاجأة عندى أننى لم أكن أعرف أن الرئيس سيمر من هنا، ولم أتوقع أصلاً أن يمر من فوق كوبرى 6 أكتوبر فى مثل هذا الوقت من اليوم والاحتياطات الأمنية غيركافية". 10 دقائق مرت على حديث شرف مع الضابط واللواء الذى انتهى بتحويله لقسم شرطة الشرابية، ليتم التحقيق فى الأمر هناك بعيدا عن الكوبرى وموكب الرئيس، فى القسم اتضح الأمر أكثر عندما تأخر مأمور القسم، حيث كان الجميع فى تشريفة مرور الرئيس على الكوبرى متجها إلى مجلس الشورى لمتابعة الحريق.
مر الموكب بسلام، وبدأت التحقيقات فى القسم بحصر التهم الموجهة لشرف، ومنها تهمة التعدى على ضابط بالضرب والقذف وتهديد أمن وسلامة موكب الرئيس، بعدها اتصل شرف بزملائه وأبلغهم بالواقعة وبدورهم أخبروا لجنة الحريات بنقابة المحامين والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ومركز هشام مبارك للقانون، و جاءوا جميعهم لقسم الشرطه، ودار بين شرف وبين القيادات الأمنية بالقسم حديث أفهمهم فيه الوضع، وأنه لم يكن يعرف بأن مرور موكب الرئيس وراء تللك الزحمة، وأنه كان يتابع عمله فقط فى تصويرها ليس إلا، ولو أخبره أحد بأن الرئيس سيمر من هنا أو ذكر أن هناك شخصية مهمة ستمر لكنت ابتعدت تماماً وامتنعت عن التصوير لصالح الأمن العام، لكن هذا لم يحدث من قبل الضابط الذى تعامل معى بكل عنف، ولإثبات جدية كلامى أخرجت الكاميرا وحذفت كل الصور التى التقطتها على الكوبرى. وتم حل الموضوع وديا ليعود شرف لبيته ماراً فوق نفس الكبرى الذى مر عليه الرئيس، وبعد ساعات من اتهامه بتهديد السلم العام.
مواكب الكبار يدفع فاتورتها الشعب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة