تقدمت روسيا بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولى، بشأن وقف القتال وحل النزاع الجورجى الأوسيتى الجنوبى، بعد فشل المجلس فى إصدار قرار فى هذا الصدد فى 3 محاولات متتالية أمريكية وبريطانية وفرنسية.
وأكد فيتالى تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن مشروع القرار الجديد يكرر بالحرف الواحد الخطة التى أعلنها الرئيسان الروسى ديمترى ميدفيديف والفرنسى نيكولا ساركوزى. مشيراً إلى أنه لم تجر أية مناقشات فى المجلس بعد طرح مشروع القرار الروسى، بل إن عدداً من أعضاء المجلس قد قابل المبادرة الروسية بالاستحسان.
وأوضح أن الجانب الروسى لم يحدد بعد موعداً للتصويت على مشروع القرار، مشيراً إلى أنه لا يرى دافعاً للاستعجال، كما أنه سينتظر ردود الفعل الإضافية فى مجلس الأمن، والتعليمات من موسكو.
ويعكس مشروع القرار الروسى النقاط الست وهى عدم اللجوء إلى استخدام القوة، والإنهاء التام لكافة العمليات الحربية، والسماح الحر بوصول المساعدات الإنسانية، وعودة القوات المسلحة الجورجية إلى أماكن مرابطتها الدائمة السابقة لبدء العمليات الحربية، كما تقوم القوات الروسية لحفظ السلام باتخاذ التدابير الإضافية للأمن، وبدء المناقشة الدولية لمسائل وضع أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا مستقبلاً وضمان أمنهما.
وفى تبليسى، شكك الرئيس الجورجى ميخائيل ساكاشفيلى فى نوايا روسيا حيال سحب قواتها من بلاده، وقال إنه يعتقد أن موسكو لن تفى بوعدها بمغادرة معظم أراضى جورجيا فى غضون الأيام القليلة المقبلة.
وقال ساكاشفيلى "إنه ليس بوسع الجورجيين عمل الكثير حيال الأمر، سوى اللجوء إلى خيار المقاومة السلبية".
وأضاف أنه إذا ما توسعت رقعة "الاحتلال الروسى" لبلاده فإن الجورجيين قد يبدأون بالاحتجاجات و"المقاومة السلمية" فى المناطق المحتلة. مشيرا إلى مظاهرة صغيرة كانت قد شهدتها بلدة إيجويتى الثلاثاء الماضى، احتجاجا على الوجود الروسى فى جورجيا.
وأوضح الرئيس الجورجى أن الجيش الروسى بدأ بالفعل بتخفيف تواجد قواته فى بعض المدن والبلدات التى يحتلها، إلا أنه بدأ فى الوقت ذاته بالسيطرة على بعض مناطق البلاد التى كانت جزءا من الاتحاد السوفيتى السابق.
وقال ساكشفيلى "ما نشهده الآن هو إعادة تجمع ونشر للقوات، وهو أيضا نوع من حملة الخداع، وكأنهم يقولون: فلتنظروا إلينا، فها نحن مغادرون". وأضاف قائلاً "إن الروس يضحكون على العالم".
وبشأن حاجة بلاده إلى دعم حلفائها ودول العالم الأخرى، قال الرئيس الجورجى "نحن ما زلنا نتوقع المزيد من المجتمع الدولى، وما زلنا نعتقد أن هذا ليس كل شىء، بل هذه هى مجرد البداية".