أشرف الليثى يكتب من البرازيل:

خطة "رشيد" للتعاون مع بلاد السامبا

الخميس، 21 أغسطس 2008 03:16 م
خطة "رشيد" للتعاون مع بلاد السامبا الانفتاح على البرازيل تأخر كثيراً

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استغرقت زيارة الوفد الاقتصادى المصرى برئاسة المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة للبرازيل، 144 ساعة منها نحو 40 ساعة طيران، الزيارة هى الأولى التى يقوم بها وفد مصرى رفيع المستوى إلى هذا البلد القابع فى قارة أمريكا الجنوبية، والذى باعدت المسافات بينه وبين اهتمامات المصريين، فى الوقت الذى تسعى كافة دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية لخطب وده، لأهميته الكبيرة على المستوى العالمى سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية.

بدأ المهندس رشيد زيارته للبرازيل على رأس وفد اقتصادى كبير، ضم 20 رجل أعمال يمثلون قطاعات صناعة السيارات والأدوية والصناعات الغذائية، وشركات استيراد اللحوم والآلات والمعدات الكهربائية والكابلات والحديد والصلب، بالإضافة إلى مسئولى ست وزارات رئيسية، ووصف رشيد الزيارة بأنها تأتى فى إطار توجهات الحكومة المصرية لتوسيع علاقاتها مع مختلف التجمعات الإقليمية والدول المحورية فى شتى أنحاء العالم، لفتح آفاق ومجالات جديدة للتعاون مع هذه الدول فى التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا والاستفادة من خبرات هذه الدول فى عمليات التنمية الشاملة، فضلاً عن تنسيق المواقف السياسية بما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية.

وقال الوزير إن زيارته للبرازيل تأتى استكمالا لسياسة التواصل وزيادة فرص التعاون الاقتصادى مع الدول المحورية الواعدة فى جنوب شرق آسيا وأوروبا الشرقية وجنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية، مشيراً إلى أن الزيارة تستهدف تأمين احتياجات مصر من اللحوم والسلع الرئيسية وفتح آفاق جديدة للتعاون مع البرازيل فى صناعات السيارات والصناعات المغذية لها، وكذلك فى الصناعات الغذائية والطاقة الجديدة والمتجددة وصناعة مواد البناء وجذب الشركات البرازيلية الكبرى، لإقامة مشروعات متكاملة للتنمية الزراعية والتصنيع الغذائى والثروة الحيوانية.

وفى مدينة ساو باولو البرازيلية أعدت غرفة التجارة العربية البرازيلية مؤتمراً ضخماً دعت إليه ممثلى المائتى شركة الأكبر فى البرازيل، والتى تعمل فى مجالات مختلفة، حيث عرض وزير التجارة المصرى خلاله فرص الاستثمار المتاحة فى مصر ومجالات التعاون التى من الممكن أن تنشأ بينها وبين الشركات المصرية، وفى ختام تلك الاجتماعات أعلنت عشر شركات برازيلية بالفعل عن رغبتها للعمل والاستثمار فى مصر، منها شركة ساديا أكبر شركة فى العالم لإنتاج وتصدير الدواجن وشركة برديجاسو، وهى من أكبر الشركات فى أمريكا اللاتينية للصناعات الغذائية خاصة منتجات الألبان ومجموعة شركات مارى فريج للصناعات الغذائية، وهى رابع شركة فى العالم لإنتاج اللحوم والتى قررت إقامة مشروع فى مصر لتوفير اللحوم الحية وشركة ويج، وهى من أكبر شركات العالم فى صناعات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية ومعدات نقل وتوزيع الطاقة، بالإضافة إلى فتح مجال التعاون لإنشاء شركات مشتركة بهدف التصدير للدول العربية والأفريقية وسبل زيادة الصادرات المصرية للسوق البرازيلية والتعاون فى المجالات الزراعية المختلفة واستصلاح الأراضى.

وبعد زيارة مدينة ساو باولو كانت الرحلة إلى مدينة برازيليا العاصمة السياسية للبرازيل، تلك المدينة التى تم تدشينها عام 1960 وأصبحت الآن من أجمل بلدان العالم لما تتمتع به من طبيعة جذابة، وعلى مدى يومين تم عقد لقاءات رسمية مع وزراء الزراعة والتجارة والصناعة والنقل والطاقة والخارجية علاوة على عدد من أصحاب الشركات الكبرى، تم خلالها الاتفاق على قيام البرازيل بتأمين احتياجات مصر من السلع الأساسية، خاصة اللحوم الحية والمجمدة والدواجن والزيوت والسكر، بالإضافة إلى توفير خامات الحديد وقطع الغيار.

ويعتبر لقاء الوزير رشيد مع إديسون لوبوا وزير الطاقة والتعدين البرازيلى من اللقاءات الهامة، حيث بحث معه سبل التعاون بين البلدين فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والوضع الحالى لسوق الطاقة العالمى.

أكد رشيد على إمكانية الاستفادة من التقدم البرازيلى فى مجالات الطاقة، حيث تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة فى توفير 45% من حاجتها من الطاقة وتعتبر من الدول الرائدة فى مجال استخراج والتنقيب عن البترول فى المياه العميقة، وتعتبر البرازيل الدولة الرائدة فى العالم فى مجال إنتاج الوقود الحيوى وتمتلك التكنولوجيا الأكثر تطوراً لإنتاجه.

بحث رشيد مع ميجيل جورج وزير التنمية والصناعة والتجارة البرازيلى سبل التعاون فى مجالات الصناعة وتنمية التبادل التجارى بين البلدين.
وقال رشيد إن هناك العديد من المجالات التى يمكن أن يتم التعاون فيها مع الجانب البرازيلى، خاصة فى مجالات صناعة السيارات ومكوناتها للاستفادة من الخبرات البرازيلية فى تطوير صناعة السيارات فى مصر.

وبصفة عامة عبر الوزراء البرازيليون عن رغبة حكومة بلادهم فى زيادة مجالات التعاون مع مصر فى كافة المجالات، وذلك فى إطار توجه البرازيل للانفتاح على العالم العربى وتوثيق العلاقات مع دوله وأهمها مصر، وأكد رشيد من جانبه أن البرازيل تمثل أهمية إستراتيجية كبيرة لمصر، خاصة من حيث تأمين احتياجات البلاد من اللحوم والدواجن وبعض السلع الغذائية الرئيسية كالسكر والذرة، حيث إن البرازيل أكبر الدول مساحة وأكثرها سكاناً فى أمريكا الجنوبية وخامس أكبر دولة فى العالم، من حيث المساحة كما أنها ذات اقتصاد قوى إذ تصنف العاشرة فى قائمة الدول حسب دخلها السنوى، وينمو الاقتصاد البرازيلى نمواً مطرداً وناتجها القومى الإجمالى يفوق الناتج القومى الإجمالى لأى دولة فى أمريكا اللاتينية.

وكان من أهم ملفات المفاوضات مع المسئولين البرازيلين إمكانية الوصول إلى اتفاق تجارة تفصيلى بين مصر وتجمع "الميركوسور"، والذى يضم فى عضويته كل من البرازيل والأرجنتين وأرجواى وبارجواى، وتسعى فنزويلا إلى الانضمام إليه أيضاً، وهو من شأنه توفير مزايا تفضيلية للسلع المصرية عند دخولها إلى تلك الأسواق يكون بمثابة اتفاق التجارة الحرة، الذى حاولت مصر توقيعه مع الولايات المتحدة من قبل.

وفى ختام زيارته وصل الوفد المصرى مدينة ميناس جيرايس بعد رحلة استغرقت بالطائرة نحو ساعة ونصف الساعة، وعقد المهندس رشيد اجتماعاً هاماً مع اسيشو نيفيس داكونها محافظ ولاية ميناس جيرايس، والذى يعتبر من أقوى المرشحين على منصب الرئاسة فى الانتخابات القادمة فى البرازيل، وتم مناقشة سبل زيادة العلاقات التجارية والاقتصادية بين الولاية ومصر والتعاون بين الشركات المصرية وشركات ميناس جيرايس فى شتى المجالات.

ويمكن القول إنه بعد زيارة وزير التجارة والصناعه المصرى للبرازيل لم تعد البرازيل بعيدة عن الأجندة السياسية أو الاقتصادية لمصر، وبالتالى لم تعد مصر بعيدة عن الاهتمامات البرازيلية ولا عن الشركات هناك، خاصة فى ظل التطور الكبير الذى تشهده تلك الدولة الواعدة فى سماء الاقتصاد العالمى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة