رفضت روسيا مشروع قرار جديدا فى مجلس الأمن الدولى حول جورجيا، قدمته فرنسا بداعى أنه لا يشير بالتحديد إلى النقاط الست الواردة فى خطة السلام، التى وافقت عليها موسكو وتبيليسى. وقال السفير الروسى فى الأمم المتحدة فيتالى تشوركين خلال اجتماع مجلس الأمن، إن "الاتحاد الروسى لن يكون بوسعه تأييد مشروع القرار الذى قدمته فرنسا اليوم".
كما أوضح أنه بنظر موسكو فإن الإشارة العلنية فى النص للنقاط الست الواردة فى اتفاق السلام أمر لا بد منه. وبالنسبة للحالة هذه فإن مشروع القرار الفرنسى لا يشير إلا إلى نقطتين من هذه النقاط تتعلقان بانسحاب القوات الروسية من جهة والجورجية من جهة أخرى. ولم يقل تشوركين ما إذا كان سيستعمل حق النقض على النص فى حال طرح على التصويت، مع تحذيره من أن طرحه على التصويت سيكون "مضيعة للوقت".
وبعد أن وصف مشروع القرار الجديد بأنه "غريب جدا"، انتقد السفير الروسى أيضا مشروع القرار، كونه يتعارض مع روح اتفاق السلام بكونه ينص على الانسحاب "الفورى" للقوات الروسية. وحسب تشوركين، فإن الاتفاق ينص أولا على "انسحاب القوات الجورجية إلى المواقع التى كانت تشغلها، ثم الانسحاب التدريجى للقوات الروسية من الأراضى الجورجية مترافقا مع اتخاذها إجراءات أمنية إضافية" فى أوسيتيا الجنوبية بانتظار وضع آلية دولية.
وأوضح أن النص الفرنسى "عمل على قلب هذا التسلسل" كما "خان خطة النقاط الست". كما أخذ تشوركين على الفرنسيين أيضا أنهم أضافوا إلى النص "عنصرا سياسيا يتعلق باحترام وحدة أراضى جورجيا" الأمر الذى لا تريده موسكو معتبرا أنه يجب "النظر إلى الواقع على الأرض".
وتؤكد موسكو أن الأراضى الانفصالية فى أوسيتيا الجنوبية، وأبخازيا أعلنت بوضوح رفضها للاستمرار فى جورجيا. وينص مشروع القرار على "الاحترام الكامل والفورى لاتفاق وقف إطلاق النار الذى وقعته الأطراف"، وكذلك على "الانسحاب الفورى للقوات الروسية إلى خلف الخطوط التى كانت تتمركز عليها قبل اندلاع الأعمال الحربية وعودة القوات الجورجية إلى مواقع تمركزها الاعتيادية".
وعرضت فرنسا مشروع القرار هذا "باسم الدول الأوروبية وبدعم الولايات المتحدة"، حسب ما قال دبلوماسى غربى. وتنص خطة السلام أيضا على عدم اللجوء إلى القوة ووقف الأعمال العدائية بشكل نهائى، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بحرية. وكذلك بدء محادثات دولية حول وسائل إحلال الأمن والاستقرار فى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
وكانت صيغة أولى من هذه الخطة تنص على "بدء محادثات دولية حول الوضع المستقبلى، ووسائل إحلال الأمن والاستقرار الدائمين فى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية". وأسقطت عبارات "الوضع المستقبلى" و"الدائمين" من الخطة بطلب من جورجيا وبموافقة روسيا. ومن ناحيته، قال مساعد سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة جان بيار لاكروا "يجب أن تحترم التعهدات وأن تطبق وهذا ما سوف نتكلم به".
وبعد أن أشار إلى المعارضة الروسية، أضاف لاكروا "سنرى بالتأكيد ماذا سيجرى خلال الأيام المقبلة، آن الأوان كى تسحب روسيا قواتها". أما مساعد السفير الأمريكى اليخاندرو وولف قال "نظرا إلى استمرار الهجوم العسكرى من قبل روسيا ومناوراتها الدبلوماسية التسويفية، نحن ندعم مشروع القرار الذى قدمه الوفد الفرنسى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة