قال ناشر رواية مثيرة للجدل عن حياة السيدة عائشة، يوم الثلاثاء، إن الرواية سحبت من المكتبات فى صربيا لتفادى أى صراع مع الأقلية المسلمة فى البلاد. وظهرت رواية "جوهرة المدينة المنورة"، أول الأعمال الروائية للصحفية الأمريكية شيرى جونز، فى المكتبات فى صربيا فى أول أغسطس، قبل أسبوع من إلغاء دار راندوم هاوس للنشر بدء توزيعها فى الولايات المتحدة، الذى كان مقررا فى الثانى عشر من الشهر. وقال الكسندر ياسيتش مدير دار "بيوبوك" الصربية للنشر "توجد سوق دائما فى صربيا للروايات التاريخية. لم أكن أعتقد أنها إهانة لأى أحد."
وطالبت الطائفة المسلمة يوم الأحد بحظر بيع الرواية بعد أسبوعين من وصولها إلى المكتبات فى صربيا التى كانت قد باعت منها بالفعل 600 نسخة بحلول ذلك الوقت. لكن دار بيوبوك للنشر وافقت على وقف توزيع النسخ الباقية من طبعتها الأولى، ويبلغ عددها 400 نسخة.
وقال ياسيتش "صربيا هى البلد الوحيد الذى بيع فيه الكتاب بالفعل"، مضيفا أن هدفه من نشر الرواية هو مجرد تحقيق ربح مالى وليس توجيه بيان سياسى. وقالت الطائفة المسلمة فى صربيا إن الرواية وخاصة التفاصيل التى تصف العلاقات بين النبى محمد وزوجته عائشة تؤذى مشاعر المسلمين. وتحكى الرواية حياة السيدة عائشة منذ خطبتها إلى النبى حتى وفاته.
وقال محمد يوسف سباهيتش إمام صربيا وثانى أكبر رجال الدين المسلمين فى البلاد "الحياة الخاصة أمر يجب أن نحتفظ به لأنفسنا وينبغى ألا يتحدث عنه أحد." وأعاد الجدل إلى الأذهان وقائع سابقة لتصوير الإسلام فى صورة سلبية. ففى عام 2006 نشرت صحيفة دنمركية رسوما مثيرة للجدل يصور أحدها النبى محمد مرتديا عمامة تشبه القنبلة. وأثارت الرسوم احتجاجات فى أنحاء العالم لاقى خلالها ما لا يقل عن 50 شخصا حتفهم، وهوجمت سفارات دنمركية. وفى صربيا طائفة مسلمة قوامها 550 ألف فرد يعيش معظمهم فى منطقة الحدود بالقرب من البوسنة والجبل الأسود.
وكانت الكراهية للمسلمين سببا محوريا لحرب البوسنة بين عامى 1992 و1995 وكثيرا ما تتوتر العلاقات بين المسلمين فى المنطقة والصرب المسيحيين الأرثوذكس. والبوسنة نفسها منقسمة إلى نصفين، أحدهما يغلب الصرب على سكانه والآخر معظم سكانه مسلمون وكروات. وقال الإمام يوسف سباهيتش "الإهانات للمشاعر الدينية أدت إلى حروب فى هذه المنطقة، لو كنا تمكنا من تفاديها من قبل لكنا شهدنا حروبا أقل."