ألقى خبر نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الأربعاء عن استثمار رجل الأعمال نجيب ساويرس فى إسرائيل، بظلاله على الوضع الاقتصادى فى البلاد، مما يتوقع معه إثارة جدل حاد بشأن إشكالية الاستثمار المصرى الإسرائيلى خلال الفترة المقبلة، مما أثار جدلا واسعا بين مجتمع رجال الأعمال بين مؤيد ومعارض لشرعية الاستثمار مع إسرائيل.
"هى الدنيا ضاقت.. مفيش إلا هما"، بهذه العبارة بدأ محمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب، استنكاره للخبر الإسرائيلى عن رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس، مؤكدا أنه شخصيا يرفض التعامل نهائيا معهم، وحتى إن كان ذلك سيجلب للبلد العديد من الاستثمارات.
وأضاف أبو العينين أن مثل هذه التعاملات تسىء إلى أى رجل أعمال مصرى لأن الفكرة السائدة والمترسخة فى عقول المصريين، أن إسرائيل هى العدو الأول، وأن أى تعامل معها يضع صاحبه فى نفس التصنيف. وشدد على أن تعامل الحكومات مع بعضها يختلف عن تعامل رجال الأعمال، فليس من الضرورى أن يتبنى رجل الأعمال نفس وجة نظر الحكومة.
من جهته، دافع معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى عن موقف أى مستثمر مصرى يعمل مع إسرائيل، قائلا إن العمل مع إسرائيل لم يعد أزمة بعد التطبيع بين الدولتين، وبعد إبرام اتفاقية الكويز التى فتحت الباب للتعاون المصرى الإسرائيلى.
وأكد معتز أن هناك 10 آلاف رجل أعمال مصرى يعملون مع إسرائيليين، وبينهم مشروعات فى صلب الاقتصاد المصرى، مبررا التعامل مع إسرائيل كونه ضرورة اقتصادية، خاصة أن نصف البضائع الزراعية مصدرها إسرائيلى، مما يعنى أن السوق المصرى فى احتياج للتعاون مع تل أبيب.
وأشار إلى أن منع التعامل المصرى الإسرائيلى لابد أن يكون قرارا من الحكومة المصرية، ومادمت سمحت بالتعامل من البداية فلا يوجد أى ضرورة لمنع التعامل معهم، وأنه من أول المستعدين للتعامل مع الاقتصاد الإسرائيلى إذا كان ذلك سيأتى من ورائه الخير للبلد أو للاقتصاد.
وعكس موقف رسلان، رفض مصطفى السلاب وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب، مجرد التسليم بصدق هذا الخبر، وقال إنها مجرد شائعات يهودية مغرضة لتلويث سمعة رجال الأعمال المصريين، خاصة مع رجل اقتصاد وطنى يحب مصر، مثل ساويرس الذى لا يتوانى فى أى مناسبة عن رفع المعاناة عن المصريين، ويحقق مبدأ التكافؤ والتوازن بين المسحيين والمسلمين داخل شركاته و خارجها.
وأكد السلاب، "إننا نصدق ساويرس وهو يبكى حينما يتذكر هزيمة مصر فى 67، ونتأكد من إخلاصه حينما يبتهج، وهو يذكر انتصار مصر فى 73، مما يؤكد وطنية هذا الرجل الأمر الذى لا يتخيل معه أحد أن بإمكانه التعامل معهم بكل سهولة ودعمه لأحزابهم، فلا يمكن أن يكون نفس الإنسان بهذه الازدواجية.
أضاف السلاب، أن معظم رجال الأعمال يفرقون جيدا بين سياسة الدولة والعمل لأن الاقتصاد لا يجب أن يبنى على بيع القضايا الوطنية، حتى ولو كانت هناك اتفاقيات للتطبيع، أو حتى المشاركة معهم، "فلابد أن يضع رجل الأعمال فى اعتباره أنه مصرى فى المقام الأول وأن لديه شعورا بالرفض تجاه التعامل معهم، فكيف نقبل من يستحل لنفسه إثارة حالة من القلق داخل الدول العربية، ومن يشعر بالرضا نتيجة احتلال الجولان".
قضية جدلية تفتح النقاش بين مؤيد ومعارض
استثمار ساويرس داخل إسرائيل يثير جدلا بين الاقتصاديين
الأربعاء، 20 أغسطس 2008 11:00 م