ضعف العلاقات بين مصر وإيران ينفى تهمة التآمر

إيران و"الجزيرة".. حسبة رمادية لكراهية السادات

السبت، 02 أغسطس 2008 02:59 م
 إيران و"الجزيرة".. حسبة رمادية لكراهية السادات "إعدام فرعون" غير كاف لصنع أزمة بين مصر وإيران
كتب عمرو جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الاستهداف".. كلمة صائبة لوصف المعالجة الإعلامية لقناة الجزيرة فى كل ما يخص مصر. والاتهام الأخير للقناة بأنها المسئول الأساسى عن إنتاج فيلم "إعدام فرعون" المسىء للسادات، جاء ليؤكد هذا الوصف، والدليل الأكبر على ذلك يتمثل فى سحبها الفيلم من على موقعها الإلكترونى، ثم التزامها الصمت تجاه الأزمة، وتهرب مسئوليها من الرد على الاتهامات الموجهة للقناة بخصوص الفيلم.

السؤال المطروح: لماذا كل هذا الاستهداف من قناة الجزيرة لمصر، وما الدافع وراؤه، وهل تريد قطر أن تستخدم "الجزيرة" كوسيلة وأد لأية علاقات وشيكة بين مصر وإيران؟.

حسين عبد الغنى مدير مكتب الجزيرة فى مصر، كان أول الذين تهربوا من التعليق على الاتهامات، وهو الأمر الذى تكرر مع الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس تحرير "مختارات إيرانية" الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية، الذى رفض التعليق نهائياً على هذه الاتهامات، إضافة إلى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين، كان أيضاً أحد الذين لم تواتهم الشجاعة للتعليق على الأمر، بحجة عدم إلمامه بالقضية.

"هى مضروبة لوحدها".. هكذا تحدث الدكتور وحيد عبد المجيد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، نافياً صحة ما يقال حول وقوف قطر وراء هذا الفيلم لضرب العلاقة بين مصر وإيران، كما نفى أن تكون هناك دوافع سياسية لقطر وراء إنتاج "الجزيرة" هذا الفيلم.

وركز الدكتور وحيد عبد المجيد على أنه لا علاقة بين مصر وإيران من أساسه حتى تضرب، وبالتالى لا يوجد مبرر لضربها، "أما كون الجزيرة هى التى أنتجت الفيلم، فالسبب فى ذلك أنه ضد السادات وليس من الصواب أن نسند كل ما تفعله الجزيرة لدولة قطر، وهذا أمر لابد أن يكون مفهوماً دون الاستناد إلى نظرية المؤامرة كالعادة".

عبد المجيد نفى أيضاً وجود دوافع وراء إنتاج الفيلم، لأنه موجه ضد السادات فقط، مضيفاً: أنا شخصياً لا أرى أية مشكلة فى أن تنتج أية جهة أو أى فرد فيلما ضد السادات أو عبد الناصر أو مبارك أو حتى ضد الخمينى.

عبد المجيد يرى أن السادات ليس إلهاً وأن أى فيلم يعبر عن وجهة نظر يتبناها البعض، ويرفضها البعض الآخر، "وهذا جزء من حرية التعبير عن الرأى، فالتعبير عن الرأى ليس بالأقلام فقط بل قد يكون بالأفلام، ويجب أن أشير إلى أن الضجة المثارة حول الفيلم مفتعلة، ولابد من التعود على اختلاف الآراء سواء تعلقت بالرؤساء أو بالخفراء".

"معالجة أخرى للفيلم الإيرانى"، هكذا وصفها د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس الذى قال، إن جزءا من الفيلم مأخوذ من قناة الجزيرة، والمستفز فى الموضوع هو التعليقات الإيرانية.

وأشار عبد المؤمن إلى أن الفيلم جاء بمناسبة الاحتفال السنوى بذكرى ثورة الخمينى، حيث إن الإيرانيين يعتبرون خالد الإسلامبولى أحد شهداء الثورة، وبالتالى يكون السادات فى نظرهم من أعداء الثورة.

فى الحقيقة – والكلام مازال لعبد المؤمن – جاء الفيلم "بالونة" اختبار للموقف المصرى، لبيان مدى العلاقة بين الشعب والنخبة الحاكمة فى مصر، لكن رد الفعل أثبت أن الموقف حول الرئيس السادات موحد، ويضيف: الذى لا نعرفه عن إيران أنها تستطيع أن تدور 180 درجة فى مواقفها، وهذا واضح من علاقتها بأمريكا ودول كثيرة أخرى، فى حين أننا أكثر أصولية فى مواقفنا من إيران.

ويرى عبد المؤمن أن وصف ما فعلته قناة الجزيرة بأنه يهدف إلى إفساد العلاقة بين مصر وإيران، يعتبر تطرفاً فى التحليل، لأن موقفها عقلانى جداً، ومع غوغائية رد الفعل، يمكن أن نتهم أبرياء، ونحن نعتقد أن بعض المؤسسات كان ردها عاطفيا.

أما فيما يخص اتهام قطر بأنها تحاول تعميق الفجوة بين مصر وإيران، فإن ذلك غير صحيح - كما يرى عبد المؤمن - لأن قطر من مصلحتها ألا يتعمق الخلاف، حيث تتبنى مصر موقفاً خليجياً عربياً واضحاً.

د. عمرو الشوبكى الخبير بمركز الأهرام الاستراتيجى، بدا متفهماً لطبيعة دور قناة الجزيرة التى وصفها بأن لديها روح المغامرة، "ولذا أرى أن هذا الفيلم لا يمثل أزمة، كما أن قناة الجزيرة سقفها محدود، فيما يتعلق بالنظام السياسى القطرى والخطوط الحمراء التى لا يجب أن تتخطاها، إلى جانب أن دولة قطر لا توجد لديها طموحات سياسية معقدة".

ويرى الشوبكى أن هذا الفيلم لا يغضب أحدا، لأنه ليس تجاه دولة مصر فى الأساس، ولم يتم إنتاجه من قبل النظام الإيرانى بالتحديد، أى أنه موقف غير رسمى، ويوجد العديد من الأفلام التى تنتج ضد العرب والإسلام، ومع ذلك أؤكد أن منطق الفيلم غير مقبول، والموضوع فى النهاية لا يستحق كل هذه الأزمة.

الكاتب الصحفى نبيل زكى قال، إنه فى حالة ثبوت إنتاج قناة الجزيرة هذا الفيلم، فهذا نابع من كراهيتها وعدائها للسادات، مثلها مثل الكثير من البلدان العربية، وعلى الرغم من ذلك شكك زكى فى وجود دوافع من وراء ما فعلته الجزيرة من إخفاء علاقتها بالفيلم، لأن الأمر لن يقتصر على اتهامها بإفساد ما بين مصر وإيران فقط، لكنه سيدخل فى نطاق تمجيد أسلوب الاغتيالات، وهو خطأ فادح.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة