بعد أكثر من ساعتين من اندلاع الحريق الذى شب فى مجلس الشورى، وأصيب فيه 13 شخصا باختناق، تدخلت القوات المسلحة بمشاركة مروحية واحدة فى عملية الإطفاء، لإنقاذ الموقف.
ومسحت مشاركة القوات المسلحة الوصمة التى سجلت فى جبين عمليات الإنقاذ البدائية فى مصر، حيث استخدمت تلك المروحية عبوة كبيرة من المياه كانت تصبها على المبنى، ثم تعيد الكرة بعد ملئها من مياه النيل مرة أخرى، كما تم استدعاء مجموعات إضافية من سيارات الإطفاء السريع، لاحتواء الكارثة التى تسببت أيضا فى تدمير طابقين من مبنى وزارة الرى القديم الملحق بمجلس الشورى، والذى كان يحوى متحفا لحرب أكتوبر وأرشيفا لأوراق اللجان.
كما بدأت قوات الأمن منذ قليل التعامل مع المواطنين بشراسة كبيرة أمام بوابة مجلس الشورى الرئيسى، وشوهد كل من الدكتور أحمد فتحى سرور وأحمد عز ومجموعة أخرى يدخلون المبنى المحترق مترجلين من البوابة الرئيسية، كما تسببت سيارة أمن مركزى فى تعطيل حركة سيارات الإطفاء بسبب دورانها من شارع الشيخ ريحان لمحاولة تغيير اتجاهها، مما أعاق السيارات للوصول لبوابة مجلس الشورى من شارع الريحان. هذا فى الوقت الذى منعت فيه قوات الأمن المصورين والصحفيين من التقاط أى صور فى المنطقة.
وشب الحريق الهائل عصر الثلاثاء، بدأ من أحد المبانى الإدارية فى مجلس الشورى قبل أن يمتد إلى مبانى مجلس الشعب، وتصاعدت ألسنة نيران الحريق الذى لم تعرف أسبابه بعد وأعمدة الدخان، إلى عنان سماء القاهرة، حيث شوهدت من بعض الأماكن البعيدة، وقد هرعت سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق فى محاولة للسيطرة عليه واحتوائه.
فبعد مرور الساعة الأولى من اندلاع الحريق الذى لم يذكر سببه، لم تتمكن قوات الدفاع المدنى بشكل كامل من إخماد الحريق الذى نشب فى مبنى مكون من ثلاثة طوابق داخل مجلس الشورى.
ورصد اليوم السابع محاولات قوات الدفاع المدنى، استخدام جميع أنواع السيارات البدائية والحديثة لمحاولة السيطرة على الحريق الذى وردت معلومات بأنه انتشر على سطح المبنى بالكامل، وجاء ذلك بعد أن تمت عملية الإطفاء بطرق بدائية من الأسفل للأعلى، مما ساهم فى انتشار الحريق الذى كان يحتاج لطائرة هليكوبتر لإنقاذ الموقف.
وتجمع مئات المواطنين أمام مجلس الشورى، لتصويره بالموبايل وارتفعت أصوات بعض المتواجدين من المواطنين، متمنين أن يكون هذا الحريق أثناء انعقاد جلسة البرلمان قائلين "الناس ديه مش حاسة بينا".
وقد استعانت الشرطة بسيارات الانتشار السريع التابعة لوزارة الصحة وعشرات من سيارات الإسعاف التى دخلت بسرعة إلى المبنى وخرجت دون إعلان عن كم الحالات المصابة, كما تواجدت فى منطقة الحادث عشرات الأوناش التابعة لهيئة المرور، والتى دخلت إلى المجلس لرفع السيارات الموجودة.
وقامت قوات الأمن بنشر كردون أمنى مشدد من جنود الأمن المركزى، على جانبى شارع القصر العينى وشارع الشيخ ريحانى، الموجود به الجامعة الأمريكية، لمنع تدفق المواطنين لمكان الحادث.
وتحول الأمر منذ قليل من تصاعد دخان أسود كثيف، إلى ظهور ألسنة من النيران خرجت من الشبابيك والأبواب, كما شوهد فى مكان الحادث أحد الأشخاص معلق على "ماسورة" خارج المبنى المحترق يستغيث طالباً إنقاذه. واليوم السابع سيتابع التفاصيل وسيقوم بنشرها تباعاً.
إصابة 13 شخصا باختناق فى الحادث
القوات المسلحة تتدخل لإنقاذ مجلس الشورى
الثلاثاء، 19 أغسطس 2008 07:28 م