رئيس الشركة الإستراتيجية للأوراق المالية

عيسى فتحى: إغلاق البورصة ليس حلا

الجمعة، 15 أغسطس 2008 12:22 ص
عيسى فتحى: إغلاق البورصة ليس حلا عيسى فتحى رئيس الشركة الإستراتيجية للأوراق المالية
حاوره محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار تسيطر على البورصة المصرية منذ عدة أسابيع، خسر على إثرها عديد من المستثمرين أكثر من 80% من أموالهم، حتى أن كثيرين منهم تظاهروا مؤخرا أمام مبنى البورصة، مطالبين بتدخل المسئولين ووقف العمل فى البورصة مدة محددة.

وعن تداعيات حالة الاضطراب التى تسيطر على البورصة، وهل يمكن فعلا وقف العمل بالبورصة؟ وما دور المحللين الماليين؟ وما تأثير الأجانب والأفراد والإشاعات على أداء البورصة؟ حول هذه الأسئلة وغيرها التقى اليوم السابع عيسى فتحى رئيس الشركة الإستراتيجية للأوراق المالية وكان هذا الحوار....

ما رأيك فى دعوة بعض المستثمرين وقف التعامل فى البورصة لفترة معينة بعد الهبوط المستمر لمؤشرها؟
لا يمكن أن يكون الحل لأزمة البورصة هو وقف التعامل فيها، لأن المستثمرين هم الذين يصنعون السوق، وطالما ارتضينا مبادئ اقتصاد السوق فلابد أن نغير فلسفة المتعاملين فيه وليس وقف السوق نفسه، فماذا يفعل وقف العمل فى السوق طالما أن المتعاملين فيه كما هم بنفس سياساتهم.

بما تفسر حالة التراجع الحالية فى البورصة؟
الأسباب كثيرة، ولكن هذه طبيعة السوق بصفة عامة وخصوصا سوق المال، فكثيرا ما يحدث مثل هذه الحالات من التراجع ولا أحد ينسى ما حدث فى عام 2006 عندما تراجع المؤشر بدرجة كبيرة، ومع ذلك عاود بعدها مباشرة الارتفاع ولم يفكر أحد فى وقف التعامل فى البورصة بسبب التراجع فالإنسان إذا كان مريضا نعالجه ولا نقتله، وإصلاح السوق هو الحل وليس وقفه.

هل الوضع الحالى للسوق يمكن أن يؤدى لخروج رؤوس الأموال منه؟
بالطبع، بل إن هناك أموالا تقدر بالمليارات، خرجت بالفعل بسبب حالة الاضطراب التى تسيطر على السوق.

هل سيؤثر ذلك على السوق؟
بالتأكيد سيؤثر على السوق، وأرى أن السيولة المالية فى السوق عبارة عن ثلاثة أنواع، النوع الأول: السيولة العاملة وهى الموجودة بالفعل فى السوق، والنوع الثانى: سيولة موجودة ولكنها خائفة من التعامل بسبب حالة عدم التوازن، والنوع الثالث: السيولة المتربصة وهى التى تنتظر الفرصة لتقتحم السوق وهى أيضا التى تصنع السوق وليست فى مصر فقط، ولكنها موجودة فى العالم كله وصاحبة التأثير الأكبر فى أسواق المال.

المستثمرون الأفراد أكثر الفئات المتعاملة فى البورصة خسارة فى الأيام السابقة، كما أنهم دائما فى موضع اتهام.. لماذا؟
أولا لابد أن نعرف أنه لا يجب أن نقلل من قيمة الأفراد فى البورصة، فأنا أعرف أفرادا يستثمرون برأس مال يتعدى نصف مليار جنيه أى أكبر من بعض المؤسسات، كما أن العبرة بالتأثير فى السوق وليس بحجم المستثمر، فهناك فرد يستثمر بـ100 مليون جنيه ويحسن التعامل مع السوق أكثر من مؤسسة ضخمة.

إذن لماذا يوجه الاتهام لهم دائما؟
معظم هؤلاء الأفراد يتعاملون بعشوائية مع السوق وبطريقة غير محسوبة، ويريدون دائما المكسب الكبير والسريع، وعندما يبدأ السهم الذى يتعامل عليه فى الخسارة، فإنه لا يبادر بالبيع بأقل الخسائر، وينتظر طمعا فى المكسب فتزداد خسارته.

فى هذه الحالة ما الذى يجب عليه أن يفعله؟
السوق فى يد المتعاملين فيه، ولكنهم هم الذين يتسرعون فى البيع، لمجرد ظهور شائعة بأن سهما معينا سوف ينخفض مع أنهم إذا امتنعوا عن البيع فلن تنخفض قيمة السهم بهذه الصورة.

يقال إن هناك "لوبى" من المستثمرين الكبار، يعمل على استدراج الأفراد من غير ذوى الخبرة طمعا فى المكسب السهل على حسابهم؟
هذا هو منطق السوق دائما، الكبار يحاولون المكسب على حساب الصغار، وهذا الأمر أكثر وضوحا فى أسواق المال، على الفرد أن يحدد هدفه وعندما يتحقق الهدف الربحى المنشود يبيع فورا ولا ينتظر الزيادة، وحتى لو خسر السهم الذى يتعامل عليه يبيع بأقرب الخسائر ولا ينتظر خسارة أكبر.

وماذا عن الأجانب هل لهم تأثير قوى فى البورصة؟
الأجانب يتمتعون بميزات كثيرة بخلاف المصريين لأنهم دائما يضعون لأنفسهم سياسات وأهداف يلتزمون بها، مهما كانت حالة السوق، كما يتحركون دائما مع منطق السوق حتى إنهم عندما يخسرون فإنهم يخسرون أقل الخسائر التى لا تقضى على استثماراتهم، وأنا شخصيا لا أرى أن هناك مؤامرة من الأجانب على السوق كما يشاع، ولكن لديهم اتزانا وسياسات وقواعد يعملون بها وخبرة طويلة فى السوق وأهدافا محددة يسعون لتحقيقها وهذا سر نجاحهم.

ما رأيك فى اتهام المحللين بأنهم السبب فى حالة الفوضى بالبورصة؟
المشكلة فى المحلل الفنى أنه يقول ما يراه ويقدم نقاطا معينة للتحليل، ولكنه لا يقدم أسبابا لما يقول، فيتهافت الناس على هذه النقاط ولا يشعرون أنهم بذلك يثبتون كلامه حتى لو كان خطأ، وهنا تحدث البلبلة التى يكون نتيجتها الخسارة الكبيرة ويخلقون بذلك سوقا سيئة رغم أن المحلل نفسه لم يخلقها.

هناك من يطالب بخروج الشركات المدرجة فى بورصات عالمية من جدول البورصة المصرية ما رأيك؟
أنا أؤيد هذا الطلب جدا وهو إجراء مشروع وصحيح، لأن المستثمرين دائما يتأثرون بالبورصات العالمية خصوصا بورصة لندن ومدرج بها العديد من الشركات الكبرى المدرجة أيضا فى مؤشر البورصة المصرية الرئيسى، مثل أوراسكوم تيلكوم القابضة أو أوراسكوم للإنشاء والصناعة وغيرها، كما أن الشائعات التى تحيط بالعديد من الشركات الكبرى تؤثر أيضا على أسهمها، مثل ما يحدث الآن مع مجموعة "طلعت مصطفى" التى تتراجع قيمة أسهمها كل يوم.

لو طلبت منك تحديد نقاط تساعد على استقرار السوق ماذا تقول؟
هناك فعلا نقاط يجب أن يضعها الجميع فى الحسبان حتى يستقر السوق، أولها ألا نستسلم لنقاط التحليل الفنى غير المدعمة بأسباب لأن المحلل لا يخلق السوق بل يقول ما يراه فقط، ثانيا أن يكون هناك نظام فى التعامل يحدد نسبة المكسب والخسارة ونحدد الأهداف التى نسعى إليها من المكسب ونبيع عندما نصل إلى هذا الهدف مباشرة ولا ننتظر المزيد، وإذا حدثت الخسارة نسارع بالبيع بأقل الخسائر، كما يجب أن ننتقى الأسهم ولا نتعامل مع السوق بعشوائية، وبذلك يمكن أن نتفادى الخسارة حتى إن لم يتحقق المكسب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة