أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس فى حديث لها الأربعاء، مع قناة (إيه.بى.سى) الإخبارية، أن إقليمى أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين هما أجزاء لا تتجزأ من الأراضى الجورجية ويقعان داخل حدودها المعترف بها دولياً، موضحة أن أى اتفاق أو أى نتيجة نهائية ستعترف بسلامة ووحدة أراضى جورجيا.
وأضافت رايس أنه إذا أرادت روسيا أن تبقى قواتها فى أوسيتيا أو أبخازيا، فإننا سنعتبر ذلك بمثابة انتهاك لسيادة الأراضى الجورجية، كما طالبت بالتمييز بين القوات المقاتلة الروسية التى دخلت الإقليمين بعد السادس من أغسطس الجارى وبين قوات حفظ السلام الروسية والجورجية التى كانت متواجدة قبل ذلك فى إطار منظمة الأمن والتعاون الأوروبى.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، إنه ينبغى رحيل القوات القتالية التى دخلت بعد 6 أغسطس إلى مواقعها التى كانت عليها قبل ذلك، وإنه يمكن بعد ذلك تقرير ما يمكن عمله للحفاظ على السلام فى أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كجزء من اتفاق عالمى، إلا أن وحدة وسلامة أراضى جورجيا يجب أن تصان، كما على ضرورة احترام الحكومة الجورجية المنتخبة وأن أى تسوية بشأن أوسيتيا وأبخازيا يجب أن تتم على أساس أنهما جزء من جورجيا.
وحذرت رايس من أن روسيا بتصرفها هذا تقوض سمعتها العالمية، وأن أمامها فرصة لتدارك موقفها والتصرف بمعايير القرن الحادى والعشرين. وأوضحت "إننا لسنا فى عام 1968 حينما لم يكن الاتحاد السوفييتى يأبه بعلاقاته العالمية، وما إذا كان ذلك سيؤثر على اندماجه فى النظام العالمى وأن يصبح جزءاً من أوروبا المزدهرة".
ومن جانبه أصدر برلمان جمهورية أوسيتيا الشمالية، نداء دعا فيه القيادة الروسية والمجتمع الدولى بأسره، للاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية.
قالت رئيسة برلمان جمهورية أوسيتيا الشمالية لاريسا خابيتسوفا، فى جلسة البرلمان الطارئة التى عقدت الليلة الماضية بمشاركة وفود برلمان أوسيتيا الجنوبية ومجلسى الفيدرالية والدوما للبرلمان الفيدرالى الروسى وعدد من المنظمات الاجتماعية والجمعيات الثقافية القومية، "ستكون كل الضحايا التى قدمناها عديمة المعنى فيما لو لم يعترف باستقلال أوسيتيا الجنوبية, والأمر الرئيسى هو أن موقف الرأى العام من هذه المسألة يختلف عنه قبل عام, وأعتقد أن زملاءنا فى مجلسى الدوما والفيدرالية سوف يؤيدوننا".
ذكرت وكالة نوفوستى الروسية، أنه تقرر أيضاً تشكيل لجنة برلمانية لجمع الحقائق حول أعمال الإبادة الجماعية التى ارتكبها العسكريون الجورجيون بحق الشعب الأوسيتى، وتضم اللجنة ممثلين عن جميع الكتل الموجودة فى برلمان جمهورية أوسيتيا الشمالية، وترأسها نائب رئيس البرلمان ستانيسلاف كيسايف.
من جانبه أعلن مساعد رئيس هيئة أركان الجيوش الروسية الجنرال أناتولى نوجوفيتسين الأربعاء، أن القوات الجورجية باشرت الانسحاب من منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية الجورجية الموالية لروسيا، إنما ليس بشكل كثيف.
أضاف نوجوفستين أنه ثمة مخاوف بشأن حشد القوات الجورجية قرب المنطقة الأمنية الفاصلة بين أوسيتيا الجنوبية وباقى الأراضى الجورجية.
وأعلن أمين عام مجلس الأمن الجورجى ألكسندر لومايا، أن 50 دبابة ومدرعة روسية دخلت مدينة جورى الجورجية، لكن الجنود لا يحتلون مبان، فيما نفت هيئة أركان قوات حفظ السلام الروسية هذه المعلومات.