صلاح السعدنى: الفن يجمع ما تفرقه السياسة

الثلاثاء، 12 أغسطس 2008 11:46 م
صلاح السعدنى: الفن يجمع ما تفرقه السياسة السعدنى عمدة الدراما المصرية
حاوره رضا صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يواصل الفنان صلاح السعدنى تصوير دوره فى مسلسل "عدى النهار" من تأليف محمد صفاء عامر وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، ويجسد فيه شخصية ضابط من الضباط الأحرار، وأحد قيادات ثورة 23 يوليو 1952، ويقدم المسلسل بانوراما متكاملة للمجتمع المصرى قبل نكسة 1967. اليوم السابع التقى بالسعدنى الملقب بـ"عمدة" الدراما المصرية، وكان الحوار التالى...

فى بداية الحوار سألناه عن المسلسل الجديد فقال:
تحمست جداً لمسلسل "عدى النهار" بمجرد أن قرأت السيناريو، بل إننى وقعت عقد بطولته قبل أن انتهى من قراءته، لأنه كما يقولون فى المثل الشعبى "الجواب يبان من عنوانه"، فالمسلسل يستعرض فترة شائكة ومهمة من تاريخ مصر الحديث، ودورى الذى أقدمه دور مهم وأنا مقتنع به، أجسد فيه شخصية رجل عسكرى شديد الجدية، تحاول أميرة سابقة أن توقعه فى غرامها والدور خصب جداً من الناحية الدرامية، فضلاً عن حماستى للعمل مع مخرج أثق فيه وأعرف أنه لا يغامر باسمه، وهو صديقى إسماعيل عبد الحافظ الذى سبق أن قدمت معه أجمل أعمالى، سواء "ليالى الحلمية" أو "للثروة حسابات أخرى" آخر مسلسل جمع بيننا، وكذلك المؤلف محمد صفاء عامر الذى تعاونت معه العام الماضى فى مسلسل "نقطة نظام" وحقق رد فعل نقدى وجماهيرى كبير جداً، وهو مؤلف لديه قدرة هائلة على رسم شخصياته.

ولكن أليس هناك تشابه بين "عدى النهار" و"نقطة نظام" مسلسلك السابق، الذى ناقش قضية قتل الأسرى المصريين على أيدى الإسرائيليين، من حيث الفترة التى تدور فيها أحداث المسلسلين؟
لا يوجد تشابه بين المسلسلين، خصوصا أن مؤلفاً واحداً كتب الاثنين وسيكون حريصاً على ألا يكرر نفسه، كما أن هناك اختلافاً كلياً وجزئيا بين الخطوط الدرامية لكلا المسلسلين، فلكل منهما قصة مختلفة تماما، وكذلك دورى فى المسلسلين مختلف تماماً، قد يكونان متقاطعين زمنيا وهذا لا يعيب أى منهما.

لماذا تبدو السياسة ملمحا بارزا لأعمالك التليفزيونية فى الفترة الأخيرة؟
أولاً السياسة هى كل حياتنا، بل هى الماء الذى نشربه والهواء الذى نتنفسه، وأنا لا أدعى أننى سياسى ولكننى فنان مهموم بقضايا وطنه، ويحزننى جداً أى تراجع على أى مستوى، لذا أثور على أى خطأ دون أن أخشى فى الله لومة لائم، وهذا ينعكس بوضوح فى اختياراتى لأعمالى، وبالنسبة لمسلسل "عدى النهار" فهو ليس مسلسلاً سياسياً بالمعنى الحرفى للكلمة، ولكنه يقدم وصفاً كاملاً لكل مظاهر حياة المصريين ومشاكلهم فى فترة النكسة، وهو يحمل رسالة تنويرية، خصوصاً للشباب الذين لم يعاصروا هذه الفترة، حيث يرصد شرائح اجتماعية مختلفة فى مصر، ويلقى الضوء على نماذج للباشاوات فى هذه الفترة وتوجهاتهم السياسية ونظرتهم للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. ويستعرض أيضاً، نماذج من ضباط الصف الثانى للثورة.

هل هناك جزء ثان لهذا المسلسل؟
سيكون هناك جزء ثان للمسلسل يستعرض اختلاف حياة المصريين بعد النكسة وقبل انتصار أكتوبر عام 1973. ولكن هذا يتوقف على نجاح الجزء الأول واستقبال الجمهور له، فهذا سيشجعنا أكثر.

كيف تختار أدوارك؟
أهم شىء أحرص عليه قبل اختيارى للعمل، يتمثل فى اقتناعى بفكرة العمل التى يجب أن تمس المجتمع ومشكلاته، وتكون من صميم الشخصيات الموجودة فى الحياة، فلا يمكن أن أوافق على عمل يتحدث عن فكرة غير مطابقة للواقع المجتمعى المصرى، ولا تلمس المواطن البسيط، فأنا أحب أن أقدم كل شرائح المجتمع وكل النفوس، ولا أحب أن أكرر نفسى، فعندما أقدم الشرير يجب أن أقدم الطيب المتسامح، ودائما أختار العمل الذى يحمل رسالة لها علاقة بالواقع المعاصر، وفى الوقت نفسه لا يفتقد لعناصر التسلية والمتعة التى تجذب المشاهد والمعلن وتحقق الفائدة للجميع.

يبدو أن شهر رمضان صار يمثل لك أهمية كبيرة؟
رمضان قبل أى شىء يمثل لى على المستوى الدينى شهراً للرحمة والعبادة، وعلى المستوى الاجتماعى شهراً للتواصل الأكبر مع العائلة، وفى هذا العام قطعت شوطا كبيراً من تصوير المسلسل الذى سيكون جاهزاً للعرض قبل رمضان، مما يتيح لى فرصة التفرغ للعبادة وللعائلة ومتابعة الأعمال الدرامية التى تعرضها الفضائيات المختلفة، وزيارة أقاربى وأصدقائى القدامى.

ماذا يمثل لك رمضان على المستوى الفنى؟
على المستوى الفنى يربطنى بهذا الشهر خيط روحى قوى، خاصة أن أول مسلسل شاركت فيه كان فى بدايات التليفزيون سنة1960، وكان مسلسلاً رمضانياً عرض فى الشهر الكريم، فعلاقتى برمضان علاقة تاريخية قديمة، وبعد ذلك توالت أدوارى التى حققت نجاحات فى هذا الشهر وتوجت بشخصية العمدة سليمان غانم فى ليالى الحلمية، وغيرها من الشخصيات التى صارت شخصيات رمضانية محورية مثل حسن النعمانى فى مسلسل أرابيسك، وهكذا توثقت علاقتى برمضان على المستوى الفنى.

هل هذا ما شجعك للتخطيط لعرض مسلسلاتك فى رمضان؟
أنا لا أخطط للعرض فى رمضان أو فى أى توقيت آخر، ولكن المنتجين هم الذين يختارون موعد العرض وإذا صادف رمضان فهو "خير وبركة"، وأنا لى رأى خاص فى مسألة العرض فى رمضان، لأن المسلسل الجيد لو عرض فى الشهر المبارك فإنه يجمع الناس حوله، لكن لو كان هذا المسلسل ضعيفاً فإنه سينافسه مسلسل أقوى وسيجذب المشاهدين ويعلو عليه، وهناك مسلسلات جيدة عرضت فى شهر رمضان المبارك، ولكنها لم تحقق نجاحاً بسبب تزامنها مع عرض مسلسلات جماهيريتها أعلى، وعلى سبيل المثال، الجزء الأول من مسلسل "ليالى الحلمية" لم يعرض فى شهر رمضان، ومع ذلك جذب الناس من حوله، فعرض الجزء الثانى منه فى شهر رمضان المبارك.

ما تعليقك على الجدل الذى دار مؤخراً حول عمل الفنانين العرب فى مصر؟
جدل لا معنى له، فلا يوجد ما يسمى بفنان سورى وآخر مصرى وثالث تونسى، بل هناك مبدعون عرب، وإذا كنا قد فشلنا فى تحقيق وحدة عربية فى أى مجال، فالفن هو العنصر الوحيد الذى جمع بيننا كعرب، وتواجد الفنانين العرب فى مصر يؤكد أننا كفنانين يمكن أن ننجح فيما عجزت عنه السياسة، والساحة فى حاجة إلى مزيد من المبدعين العرب القادرين على إثراء الفن، وأرى أن الساحة تستوعب مئات المبدعين فى ظل زيادة عدد القنوات التليفزيونية العارضة لتلك الأعمال. ومصر تفتح دائماً أبوابها للفنانين العرب، لأننا أمة واحدة نمتلك ثقافة وقيماً وعادات وتقاليد مشتركة، وفى مسلسلى الجديد توجد فنانتان عربيتان هما اللبنانيتان رزان مغربى ونيكول سابا، كما كانت معى الفنانة السورية سوزان نجم الدين فى مسلسل "نقطة نظام" العام الماضى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة