الارتفاع فى الأسعار خلال رمضان أمر طبيعى اعتادت عليه الأسرة المصرية، ولكن ارتفاع الأسعار هذا العام تجاوز الخيال حسبما وصف مواطنو مصر الذين ذهبوا للأسواق بحثاً عن أسعار فى متناول أيديهم، خاصة بعدما أكدت الحكومة وضع الأسعار تحت السيطرة، ولكن العكس هو الصحيح، فالأسعار كانت فوق السيطرة، ففى جولة سريعة على السلع الاستهلاكية التى يحتاجها كل بيت مصرى، اكتشفنا أن رمضان 2008 بالفعل للأغنياء فقط.
فالأرز فى مقدمة الأسعار المرتفعة هذا العام، حيث وصل إلى 3.5 جنيه للكيلو الواحد، ليرتفع نصف جنيه عن العام السابق، يليه الفول الذى وصل إلى 6 جنيهات للكيلو الواحد، ليرتفع بمقدار 3 جنيهات عن السنة الماضية، أما المكرونة فقد ارتفعت بمقدار 4 جنيهات عن كل شيكارة، بينما ارتفع العدس بمقدار 3 جنيهات عن السنة الماضية، حيث وصل إلى 14 جنيهاً. أما الزيت فكان بـ 5.25 ولكن هذا العام بـلغ 7.75، وأخيراً السمنة التى لم يحالفها الحظ هذا العام، حيث ارتفعت هى الأخرى بمقدار 6 جنيهات عن العام الماضى لتصل 19 جنيهاً عبوة 2 كم.
أما ياميش رمضان فارتفع بنسبة من 40% إلى 50 % عن العام السابق، حيث وصلت المشمشية إلى 30 جنيهاً هذا العام لترتفع بواقع 12جنيهاً، أما جوز الهند هذا العام فسعره 16 جنيهاً، وكان العام الماضى 10 جنيهات وعين الجمل واللوز وبندق هذا العام تراوحت ما بين 25 ـ65 جنيها للكيلو، أما العام الماضى فكان سعرها 23 ـ 65، أما قمر الدين فقد وصل هذا العام إلى 9 جنيهات، ليرتفع عن العام الماضى بواقع 2جنيه، أما الزبيب فارتفع ليصل هذا العام إلى 18 جنيهاً وأخيراً البلح تراوحت أسعاره هذا العام من 6 إلى 13 جنيهاً، أما العام الماضى فكانت أسعاره بين 3.5 إلى 8 جنيهات للكيلو.
"اشترى إيه هى دية أسعار تشجع الواحد على الشراء، الواحد منا لو عرف يجيب رغيف عيش حاف يبقى كتر خيره"، هذه كلمات قالها بمرارة عم سيد شعبان (على المعاش)، مضيفاً "الحكومة شكلها عايزة تسد نفسنا عن الأكل لتوفره للأجيال القادمة".
بينما قالت عبير عبد الناصر " الأسعار تزايدت للضعف و المعاش زى ما هو، حتى قمر الدين الذى كان فى قائمة أسعار الغلابة وكان المضروب منه بـ2 جنيه أصبح الآن سعر المضروب منه 8 جنيه، لكن هو أنا معايا كام 8 جنيه عشان اشترى بيهم قمر الدين"، وتضيف عبير "كنت زمان باشترى الأرز بالشيكارة، والسمنة بـ2 كيلو، و10 كيلو مكرونة سايب استعدادا لرمضان لكن السنة دية مش ممكن اشترى غير يوم بيوم".
أما نهى ناصر فقالت "هى الحكومة عايزة إيه بالضبط نشحت ولا نعمل إيه"، مشيرة إلى أن الحكومة قالت إنها ستضيف على كل مولود جديد نسبة فى التموين لكننا حتى الآن لم نر منهم لا أبيض ولا أسود، ثم قالوا إنهم لن يرفعوا الأسعار ورفعوها.
ومن جانبه قال محمد حسن، موظف ببنك ناصر، إن مرتبه 1000 جنيه كل شهر، ومع ذلك لا يكفى هذا المبلغ لشراء أبسط الأولويات فى الحياة، "ولن أستطيع فى ظل الارتفاع الرهيب شراء مكسرات أو فوانيس، لأن الحاجات دية أصبحت موضة قديمة بأمر الحكومة".
أما رامى نبيل فقال "العيشة بقت زفت، قالوا إن هناك زيادة 30 % فرحنا وقلنا الحكومة ابتدت تفهم، لكن الواضح إن إحنا اللى مش بنفهم، لأنها سرعان ما ضربتنا الضربة القاضية ورفعت الأسعار، وكان المفروض الحكومة تراعى أن رمضان على الأبواب والصوم والدعاء هيكون مقبول بإذن الله ".
وعلى الجانب الآخر، اختلفت ردود التجار، حيث يرى سمير درويش صاحب محل بقالة أن "الأسعار نار لأن الحكومة والمستوردين مولعين الأسعار علينا، ونحن كباعة ليس لنا أى ذنب وليس بيدنا شىء لنفعله". ويضيف درويش "الأسعار لسه هترتفع خلال الفترة القادمة وتحديداً من بداية 15 فى الشهر".
ومن ناحيته قال حسن جبر بائع تجزئة "اسألوا حيتان الياميش اللى فى السوق، أما نحن كباعة فليس بيدنا أى شىء وأما عن الأسعار الأخرى فاسألوا الحكومة والمستوردين، إحنا مالنا".
ويرى محسن سيد بائع، أن ارتفاع الأسعار ظاهرة طبيعية كل عام، مؤكداً أن الناس اعتادت على ذلك وستدفع مثلما تدفع كل عام، إلا أن نسبة شرائهم ستقل نسبيا من عام لآخر، بسبب قلة الدخل وارتفاع الأسعار.
ارتفاع الأسعار هذا العام تجاوز الخيال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة