تعانى البورصة المصرية حالة شديدة من الهبوط غير المبرر فى الفترة الأخيرة، فقد تراجع مؤشرها الرئيسى (كاس 30) الذى يقيس أداء أنشط 30 شركة الاثنين ليغلق عند 8489.04 نقطة، بعدما بدأ تعاملاته عند86.9.39 بتراجع قدره 120.3 نقطة بنسبة 1.4%، بعد تداول64.89 مليون ورقة مالية، من خلال 39217 عملية، وبلغت قيمة تداولات اليوم 0.939 مليار جنيه مصرى.
وجاء قطاع الخدمات المالية (باستثناء البنوك) على رأس القطاعات، من حيث حجم التداول بقيمة 190.9 مليون جنيه بنسبة 21.1%، تلاه قطاع العقارات بقيمة 141.8 مليون جنيه وبنسبة 15.6%، ثم قطاع التشييد ومواد البناء بقيمة 94.4 بنسبة 10.4%.
وبلغت العمليات الرئيسية فى البورصة الاثنين37.03 عملية، موزعة على 165 شركة بقيمة 904.3 مليون جنيه، فى حين كانت العمليات خارج المقصورة الرئيسية 20 عملية موزعة على 15 شركة بقيمة 15.12 مليون جنيه، بإجمالى عمليات 37.3 عملية داخل وخارج المقصورة، موزعة على 180 شركة بقيمة 919.5 مليون جنيه.
وجاء سهم "السلام للوساطة فى الأوراق المالية" على رأس الأسهم، التى شهدت ارتفاعات الاثنين ليغلق عند 60.00 جنيه بنسبة ارتفاع 500%، تلاه سهم "السعودية المصرية للاستثمار والتمويل" الذى أغلق عند 95.00 جنيه بنسبة ارتفاع 11.76%، ثم شركة "المصرية للدواجن" التى أغلقت عند 60.2 جنيه بنسبة ارتفاع 5.4%.
فى حين جاء على رأس الأسهم التى شهدت انخفاضات الاثنين، سهم "مصر الجديدة للإسكان والتعمير" الذى أغلق عند 47.52 جنيه مصرى بنسبة انخفاض 10.24%، تلاه سهم "الزيوت المستخلصة ومنتجاتها" الذى أغلق على 2.22 جنيه بنسبة انخفاض 9.02%، ثم "العالمية للاستثمار والتنمية" التى أغلقت عند 95.5 جنيه بنسبة انخفاض قدرها 8.9%.
فى الوقت الذى بلغت نسبة تعاملات المصريين الاثنين 73.3% من حجم تعاملات السوق، ومالت تعاملاتهم إلى البيع، تلاهم الأجانب بنسبة 15.8% ومالت تعاملاتهم إلى البيع، ثم العرب بنسبة 10.9%. ومثلت تداولات الأفراد 65.2% من حجم تعاملات السوق مقابل 34.8% لتداولات المؤسسات.
أكد عصام خليفة العضو المنتدب لشركة "الأهلى لإدارة صناديق الاستثمار" أن السبب الرئيسى فى حالة الهبوط الحاد فى البورصة، هو عدم الوعى بمقومات وأساسيات العمل فى البورصة، فنجد أن هناك من يشترى سهما بسعر 70 جنيها، ثم يأتى فى اليوم التالى وبدون أى سبب حقيقى يقوم ببيعه بـ40 جنيها، بسبب انتشار إشاعات عن أن السوق مثلا سيستمر فى الهبوط.
وأرجع خليفة الهبوط الحاد فى الأيام الأخيرة إلى العشوائية فى التعامل مع السوق المصرى، خصوصا من المستثمرين الأفراد.
وعن تأثير الأجانب قال خليفة إن الأجانب منذ عام 2007 مازالت معدلات شرائهم أكثر من مبيعاتهم، وأن هناك أسبابا أدت إلى إحجامهم عن الشراء، أهمها تراجع أداء بعض الشركات الكبرى أو خروج إشاعات كثيرة تجاهها، مثل ما حدث مع مجموعة طلعت مصطفى، وهو ما أدى بدوره إلى اتجاه الكثير من الاستثمارات الأجنبية إلى الخروج من السوق فى الآونة الأخيرة.
وذكر خليفة أن جانبا من الاستثمارات الأجنبية يبعث على التفاؤل، لأنهم متوازنون، فهم فى الوقت الذى يبيعون فيه يشترون أيضا بعكس المصريين والعرب، الذين يسيطر على أدائهم العشوائية فى التعامل مع السوق.
وقال مهاب عجينة المحلل المالى إن هبوط السوق أو عدم هبوطه لا يعنى المحلل بصفة عامة فى شىء، ولكن كل ما يهمه هو الوقوف عند نقطة دعم معينة للسوق، حتى نتمكن من الشراء أو البيع، أما عن أسباب الهبوط فيدخل فيها عوامل أخرى كثيرة، مثل درجة ارتباط سوق المال المصرى بالسوق العالمى وطريقة تعامل المستثمرين مع السوق الداخلى، خصوصا المصريين الذين يبلغ حجم تداولهم فى السوق الآن حوالى 70% فى مقابل الأجانب 20% والعرب 10% إلا أن الأجانب أكثر قدرة على التعامل مع السوق بسبب سابق خبرتهم.
بعد خسارتها لـ120.3 نقطة
خبراء: عشوائية التعامل سبب تراجع البورصة
الإثنين، 11 أغسطس 2008 05:53 م