إبراهيم داوود يكتب: "درويش" والعرى.. وأحزان أخرى

الأحد، 10 أغسطس 2008 07:20 م
إبراهيم داوود يكتب: "درويش" والعرى.. وأحزان أخرى الشاعر إبراهيم داوود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أن مشهد العرى الفلسطينى، كان آخر ما وقعت عليه عينا الشاعر الكبير محمود درويش قبل أن يذهب إلى غيبوبته الأبدية. رجال شبه عرايا يقفون على الحدود الفلسطينية الإسرائيلية، أيديهم خلف ظهورهم معقودة بحبال من البلاستيك، تذكرنا بالمشاهد التى تسربت من سجن "أبو غريب" العراقى، لم يكونوا أسرى لدى قوات الاحتلال كما قال د. عبد المنعم سعيد فى "المصرى اليوم"، ولكنهم كانوا أحراراً قرروا الذهاب بإرادتهم الحرة إلى إسرائيل هرباً من نير جماعة حماس وسجونها وتعذيبها، حتى بدا أن إسرائيل التى قبضت عليهم فور عبور الحدود سوف تكون أكثر رحمة بهم من الشقيق الفلسطينى.

العرايا من عائلة واحدة هى عائلة "حلس" التى قتل 12 شخصاً منها وأصيب 90، وتم اعتقال 80 واضطر 180 فرداً للجوء إلى إسرائيل عقب الانفجار الذى وقع قرب شاطئ غزة واستهدف عناصر من الجناح المسلح لحماس، واتهمت العائلة بالوقوف وراءه وإيواء مرتكبيه، المشهد كان ثقيلاً على الشاعر الذى كان يظن أن لبلاده المحتلة عدواً واحداً، مشهد قادر على اجتثاث ينابيع الشعب والحياة، كان درويش عنواناً لقضية وقصيدة، اكتشف العرب من خلالها قدرتهم على القنص والرقص والمباغتة.

مات محمود درويش لأن الله أراد ذلك ولأن قصيدته التى "صبرت" شجر الزيتون، وأكدت أن هناك "حقاً يأبى النسيان" ساهمت أوسلو ومدريد وواى بلانتيشن وكامب ديفيد وشرم الشيخ فى حصارها. مات محمود درويش آخر شعراء القبيلة فى اليوم التالى لافتتاح أولمبياد بكين 2008، لم يشاهد الافتتاح الذى صفق فيه الجمهور كثيراً للوفد الأمريكى ولوفدى الجزر الصينية وهونج كونج، وهما الكيانان اللذان يحاولان الاستقلال عن الصين، لم يشاهد الوفد البحرينى وهو يحمل صورة ملك البلاد فوق علم البلاد، لم يشاهد العلم الإيرانى وامرأة تحمله ولا الوفد اليابانى محتشماً بالسواد ولا الوفد السورى بين الوفدين الكبيرين (أمريكا وروسيا)، سوريا التى كتب محمد السيد سعيد عنها فى البديل مقالين رائعين، تناول خلالهما عبقرية السياسة وبلادة التطور الداخلى، هو يرى أن النظام السياسى مغلق من أعلى وأسفل ومن الجوانب كافة، ومثل غرفة تحميض الأفلام التى يتسرب إليها الضوء أحياناً فيفسد الصورة، ومع هذا أثبت بشار الأسد خطأ الذين نظروا إليه كفتى غرير، أو حدث لا يفهم فى السياسة وقد يسقط منه البلد مثل ثمرة تالفة، واعتبر قراره استئناف المفاوضات مع إسرائيل أهم تحركاته، رغم صعوبة التوصل لتسوية سلمية للصراع، ويرى السعيد أن عبقرية السياسة تظهر فى سياسة المشى على "المتوزاى" كما يسمى فى الجمباز، فهو من ناحية حليف قوى لإيران والتى تمثل عوضاً عن الاتحاد السوفيتى، ومن ناحية أخرى لم يتخل عن محاولاته المستميتة للتقرب من الغرب عموماً، ويرى أيضاً أن وعود المصريين والسعوديين للأسد غامضة، وحصل على أفضل منها بتحالفه مع إيران وحزب الله وحماس، وعاب على الرئيس السورى، القهر الذى يمارسه ضد المعارضة واعتقال وحبس وخطف عدد من أبرز المثقفين السوريين، وعودة القمع والبطش السياسى كاملاً، مما يجعل سوريا أكثر الدول العربية تعبيراً نموذجياً عن عصر كامل من الاستبداد وملاحقة المثقفين وانتهاك حرية التعبير، ولا أدرى بعد المقالين اللذين أشاد فيهما رئيس تحرير البديل بالأسد "خارجياً" وانتقده داخلياً.. هل له مستقبل؟

فى مصر اعتبر المستشار مقبل شاكر رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى، أن التعليق على الأحكام غير النهائية فى القضايا التى تشغل الرأى العام "جريمة"، وذلك بعد الحكم السريالى بتبرئة ممدوح إسماعيل فى قضية العبارة، وانتقد ظهور القضاة فى الفضائيات. جاء ذلك أثناء لقائه بالقضاة العاملين بمحاكم المنيا وسوهاج وأسيوط، بعد أن استقبل بالمزمار وكورال الأطفال أمام نادى قضاة أسيوط النهرى.

نائب رئيس محكمة النقض هشام بسطاويسى، قال إن الغرض الحقيقى من تصريحات شاكر هى حماية قرارات معينة وتصرفات معينة، وأحكام صدرت لا يرضى عنها الشعب. وتنتقص من هيبة القضاء واحترام الشعب للقضاة وللأحكام التى يصدرونها، وقال إن الأولى معالجة العيب الأساسى الذى أدى لهذا وهو عدم اكتمال استقلال القضاء وتدخل السلطة فى شئونه، حمدى رزق تساءل عن دور المستشار ماهر عبد الواحد النائب العام السابق (رئيس المحكمة الدستورية الحالى) فى التكييف القانونى لقرار الاتهام، الذى انتهى إلى تبرئة ممدوح إسماعيل وشركائه فى جريمة غرق العبارة التى اعتبرها جريمة، لأن الاتهامات لا تمس فى خطورتها عبد الواحد بشخصه، ولكن تمس صميم أعمال النيابة العامة "سابقاً وحالياً وفى المستقبل" وتطعن فى نزاهتها وحياديتها وأمانتها فى الصحف القومية ما زالت "أنهار الخير تتدفق على أرض مصر" ففى الجمهورية قال وزير البترول إن احتياطى مصر من الزيت الخام والمتكثفات والغاز الطبيعى، وصل إلى 4.2 مليار وإن الغاز الطبيعى 76 تريليون قدم مكعب، وفى الأهرام تراجع عجز الموازنة إلى 54.7 مليار جنيه وفى الأخبار ارتفع معدل النمو إلى 7.5%، وزادت حصيلة الضرائب إلى 114.3 مليار جنيه، فى الوقت الذى وصل فيه الاتفاق على الأجور 52.1 مليار جنيه (أرقام صادرة عن وزارة المالية).

أرقام الحكومة دائماً "أمريكانى" ووعودها كاذبة، ولن يعد أحد البراميل خلف سامح فهمى، ولن يمسك أحد "كولكليتر" ويوسف بطرس يتحدث، كل ما نعرفه أن الحياة "صعبة" ويصعب تصديق كل هؤلاء. فى مصر عاد الدورى وأخطأ الأهلى فى حق الأهلاوية بعدم إذاعة مبارياته، وأصبح "مادياً" ويحاول حسن حمدى أن يكون صالح كامل.. بعد أن "بلعه" الناس لأنه من اختيار صالح سليم، والحديث عن انقلاب موريتانيا وإجهاض الديمقراطية فيها لم يشغل الرأى العام، خوفاً من الديمقراطية ولا المعارك التى اشتعلت بين روسيا وجورجيا، وانتهكت روح الأوليمبياد.. ولكن خبرين فى صفحة واحدة من جريدة البديل، يؤكدان أنك فى مصر، الأول صورة لمواطن يعلق "بوستر" لجمال مبارك على كشف أحذية فى شارع طلعت حرب، والثانى طارق الزمر يخرج من محبسه 8 ساعات للاحتفال بعقيقة نجله "عبود".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة