فى العام الرابع والعشرين
قد يعرف قلب الإنسان الحب
قد يلمس قلب الأشياء
قد يهمس أولى كلمات الأشواق
إلى قلب فى العام الرابع والعشرين
بهذه الأبيات وحتى نهاية القصيدة المنشورة للكاتب سامى خشبة بتاريخ أغسطس 1964 بمجلة الشعر، بدأ الشاعر شعبان يوسف كلمته فى حفل تأبين الكاتب الراحل الذى أقيم بورشة الزيتون، وبحضور مجموعة كبيرة من أدباء وكتاب مصر.
وقال شعبان يوسف فى افتتاحية الحفل "إننا قد ذرفنا كثيراً من الدموع، ولكن نحن الآن هنا لنتحدث فى فكر سامى خشبة، عن أربعين سنة من النشاط والحيوية والإبداع الأدبى"، وأشاد يوسف بدوره فى خدمة الثقافة المصرية ودوره فى الترجمة، وخاصة ترجمة كولن ولسون.
الإهمال فى حق أدباء مصر
من جهته، أكد الروائى الكبير يوسف القعيد، أن الإنسان لابد أن يموت حتى تبدأ قصائد المديح وتبدأ التكريمات، مشيراً إلى تجاهل الجميع لسامى خشبة فى حياته، وانتقد كذلك كاتبى المقالات الذين كتبوا عن أنفسهم ولم يكتبوا عن سامى، وأشار إلى دوره فى رعاية الأدباء الشباب فى الستينيات، وكان دائماً ما يكتب عن العمل الأول لكل كاتب، فكتب عن عبد الحكيم عامر وعن أمل دنقل، وغيرهما من الكتاب الذين يتصدرون المشهد الثقافى المصرى الآن.
وأشاد القعيد بدور خشبة فى الصحافة الأدبية سواء كتاباته فى الأهرام والآداب أو رئاسته لتحرير مجلة الثقافة الجديدة والكتاب الملحق بها، ومشاركاته فى الراية القطرية وكذلك مجلة الدوحة، ومختارات فصول التى قدمت العديد من الكتاب من كل الأجيال سواء من داخل مصر أو خارجها، وقال إن خشبة كان يعرف ما يريد وكان يقوم به بدأب وبجدية شديدة.
أما الشاعر أحمد الشهاوى فقال إنه لا يوجد مبدع فى مصر لم تلمسه يد سامى خشبة، وأنه كان سبباً فى تعرفه على كل الأسماء الكبيرة فى الأدب العالمى، وإرشاده إلى أهم الكتب، وأن سامى خشبة كان دائماً ينحاز للكتابة الجديدة لأنه ابنها أساساً، وأضاف الشهاوى أن خشبة كان يحلم أن يكتب رواية تكون سيرة لروحه وسيرة للشاعر الذى كتب الشعر فى أول عمره، وورثه عنه ابنه هيثم.
وبدأ الكاتب السعيد الكفراوى كلمته، بأنه حين علم بنبأ رحيل خشبة، غمره حزن عميق، لأن الكثير من الأصدقاء العظام والشرفاء، يرحلون مجللين بجلال الموت، تاركين فى الثقافة ضوءاً لا ينطفئ، وأضاف أن سامى خشبة أحد النقاد المهمين فى تاريخ الثقافة المصرية، ساهم فى صياغة حساسية إبداعية جديدة.
وتحدث الكفراوى عن الصفحة الأدبية، التى كان يحررها خشبة فى الأهرام، والتى ساهمت فى تثقيف العديد من الأدباء، وكانت هذه الصفحة مفتوحة على كل الاحتمالات وقضايا الفكر وتلبى حاجة المثقف الحقيقى للمعرفة، وكذلك القاموس الذى كان يقدم فيه الشخصيات الأدبية العالمية.
وقال إن سامى خشبة، الذى وصفه بـ"المؤدب خفيض الصوت"، عاش لآخر أيامه يتجنب الدخول فى متاهات القضايا الصغيرة، أو مزاحمة الأرزاق بين طلاب الحاجات، راضياً بذلك الهامش الضئيل بعد خروجه لمعاشه مؤمناً.
أبناء سامى خشبة وتلاميذه
ومن جهة أخرى، تحدث أعضاء مجلة الثقافة الجديدة محمد أبو المجد وفؤاد مرسى وسيد الوكيل، أبناء سامى خشبة وتلاميذه، عن دور الأستاذ فى الارتقاء بدور المجلة، وتحويلها إلى منبر للأدب الجاد، واهتمامه بأدباء الأقاليم الذين يعيشون خارج القاهرة اهتماماً كبيراً، مما جعل البعض يتهمه بالانحياز لهم.
وتحدثوا كذلك عن جديته فى العمل، وإشرافه الكامل على كل صفحات المجلة ومراجعته لكل المواد وكذلك الصور المتعلقة بالمادة، وقاموا خلال الندوة بتوزيع العديد الأخير من أعداد المجلة، والذى لم يره سامى خشبة، والذى كان يعده احتفالاً بذكرى القاص المبدع يوسف إدريس، ولكنه رحل قبل أن يصدر.
وفى نهاية الحفل، جاءت كلمة الشاعر هيثم خشبة "ابن سامى خشبة" مقتضبة، حيث شكر الحاضرين، ولكنه لم يستطع أن يكمل الحديث فاعتذر. وأجمع كل الحاضرين على ضرورة العناية بتراث سامى خشبة وتجميع مقالاته، وإعادة طبع كتبه وترجماته، وخاصة الكتب التى صدرت خارج مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة