"بيتنا" حلم جديد للم شمل أطفال الشوارع

الثلاثاء، 08 يوليو 2008 04:32 م
"بيتنا" حلم جديد للم شمل أطفال الشوارع اليوم السابع يشارك أطفال طفولتى فرحتهم وإبداعهم (تصوير عمرو دياب)
كتبت منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سادت روح الحب والمرح أركان قاعة فندق سوفتيل بالمعادى، على إثر النشوة البريئة التى نثرتها أرواح أطفال مؤسسة طفولتى- لبدائل تطوير وتنمية الأسرة والمجتمع. الفرحة عمت أرجاء المكان، أثناء انعقاد مؤتمر "نحو رؤية مستقبلية لأوضاع أطفال الشوارع"، وسط حضور عدد كبير من قيادات محافظة حلوان، ولفيف من أكبر الصحفيين فى مصر، ورموز العمل المدنى فى كافة مؤسسات الطفولة فى مصر.

ارتسمت ابتسامة الأمل وبريق النجاح على وجه سهام إبراهيم رئيس الجمعية، منذ التاسعة صباح الاثنين وحتى الخامسة مساء، وهى تستقبل من جاءوا ليشاركوها فرحة تحقيق حلم حياتها، بعد مرور أربعة أعوام من تنفيذ مشروع "خارج الشوارع"، الذى تبنت المؤسسة من خلاله أطفال الشوارع بمنطقة حلوان لتوفر لهم، حالة من الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى، والرعاية الصحية، والترفيه والتوعية من كافة جهاتها.

الهيب هوب .. أول حركة للأطفال المقيمين بالشوارع

عجز كلامى للتعبير عن غضبى، ونجحت حركاتى وإيماءاتى فى استعادة ذاتى ... كلمات عكسها فريق الهيب هوب بحركات ورقصات، افتتحت بها جلسات المؤتمر، وهو تتويجا لإنجازات مشروع خارج الشوارع الممول من برنامج مبادلة الديون بين مصر وإيطاليا، قامت مؤسسة طفولتى بعمل برنامج التدريب على فنون الهيب هوب لأول مرة فى مصر، بدعم من مؤسسة أشوكا فى مصر وشركة نايكى العالمية خلال شهر يونيه 2008 بالتعاون مع المدربة البريطانية كمبرلى جاى ومساعدها باتريس تورلت.

وقالت سهام إبراهيم رئيس الجمعية لليوم السابع إن هذا الفريق أول حركة للأطفال المقيمين بالشوارع فى مصر، للتعبير بشكل إيجابى عن حقهم فى الوجود، ورقصة الـ "هيب هوب"، وهى نوع من التأهيل النفسى والبدنى للأطفال تعبيرا عن أعماق الغضب والحزن والظلم والقهر، لتعطيهم مساحة أرحب من الحرية المسئولة للتعبير، لتتحول المشاجرات والعنف إلى رقص ينفث عن طاقاتهم ويستطيع الطفل إضافة الحركات والإيماءات للتعبير عن ذاته.

دعاء خليفة سفيرة لـ "طفولتى"

اختتمت الجلسة الافتتاحية بتكريم مجموعة ممن ساهموا فى نجاح المشروع، والوقوف مع مؤسسة طفولتى لتحقيق الحلم، وعلى رأسهم الدكتور محمد حازم القويضى، وتسلم جائزة التكريم نيابة عنه اللواء توفيق عبدالمجيد توفيق سكرتير عام محافظة حلوان، وكذلك تم تكريم اللواء مصطفى كامل رئيس حى حلوان، وبينى فونتو من السفارة الإيطالية - مكتب التعاون الإيطالى، وبابا سامى كما لقبته سهام إبراهيم، إنه الدكتور سامى عصر ممثل اليونسكو فى القاهرة، وسفيرة "طفولتى" دعاء خليفة من صحيفة "الأهرام إبدو"، التى اختنق حلقها حين تحدثت عن تجربتها كصحفية فى أول موضوع تلتقى من خلاله أطفال الشوارع، وقالت إنها أصيبت باكتئاب لثلاثة أيام، حين أدركت أن الكتابة وحدها لن تساعد أطفال الشوارع، ولذا اندفعت بحماسها لتكون جزءا من حياتهم داخل مؤسسة طفولتى.

وشمل التكريم: شريف سليمان الصحفى فى "الأهرام إبدو" أيضا، إضافة إلى زميله المصور سيد حسن، ممدوح كمال أقدم طفل بمؤسسة طفولتى يتم تكريمه بعد11 عاما، تزوج خلالها من المؤسسة وينتظر مولوده الأول هذا الشهر، وافتتح مشروعه الخاص ليتحمل عبء أسرة ويتعهد بأن يكون مصير ابنه أوفر حظا منه، ويقسم بألا يجعله يمر بما مر به فى حضن الشارع.

حياة وردية لأطفال الشوارع فى السجون

تخللت الجلسة الأولى من المؤتمر كلمات الوزارات المشاركة، التى بدأت بكلمة الدكتور أمين أبوبكر وكيل وزارة التربية والتعليم ورئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسى، أشاد خلالها بتجربة المدرسة الصديقة للأطفال التى أسستها مؤسسة طفولتى، ومجلتهم التى تحمل بين طياتها روحا شاخت قبل آوانها، وتشبثت بالأمل لتكمل طريقها فى التعليم.

جاءت كلمة الدكتورة نجوى العشرى مدير عام الإدارة العامة لرعاية أطفال المدارس، لتفجر داخل قاعة المؤتمر حالة من التساؤلات والاستنفار لما يقره قانون التأمين الصحى لأطفال المدارس، ورسم التأمين وهو 4 جنيهات، أما لأطفال الشوارع فرسم التأمين لهم 41 جنيها متضمنة دمغة سجائر 25 جنيها.

استمرت حالة الاشتباك فى الحوارات ورصد وقائع إساءة معاملة الأطفال، داخل دور رعاية الأحداث وغرف الحجز بأقسام الشرطة، عقب كلمة العميد طارق الجزار رئيس مباحث قطاع غرب القاهرة، التى تناولت طرق معاملة الأطفال، وتصوير حياتهم داخل دور الأحداث وأقسام الشرطة، أشبه بالجنة، يتمنى دخولها أطفال العالم وليس مصر فقط.

ازدادت حالة الشد والجذب والتفاعل داخل القاعة، حين أعلن هانى هلال مدير مركز حقوق الطفل، خلال كلمته التى تناول فيها الواقع المرير الذى يعيشه الطفل بشكل عام، رغم تعديلات قانون الطفل الجديد، وهو ما يهدر كثير من الأطفال حقهم فى الحياة بشكل يمنحهم مساحة أكبر من الإبداع والتعليم واللعب.

شقاوة الأراجوز

كسرت حدة المناقشات أصوات فريق الأراجوز، بسنهم الصغيرة وصوت ضحكاتهم العالى، ومفرداتهم الشقية لأغنية الأراجوز، التى هدأت روح النقاش بين مجادل ومطور وناقد بعين الحب والرغبة فى تصليح الأمور ليرددوا معهم، ويشاركوا ياسمين وحسين وماجدة ومحمد وشيماء وعبد الرحمن وآية وخالد، فى الغناء.

اختتمت أعمال المؤتمر بعرض فيلم إندونيسى، أخرجه دانى (22 سنة) كان يوما من أطفال الشوارع فى إندونيسيا، وتبنته إحدى المؤسسات حتى استكمل تعليمه، وعاش يمارس أحلامه ويحققها لتحوز إعجاب المشاركين فى المؤتمر.

وفتح الفيلم بابا جديدا من المناقشات للخروج بتوصيات المؤتمر، الذى وجه دعوة مباشرة لسوزان مبارك سيدة مصر الأولى، لتتبنى إنشاء لجنة أو مجلس أعلى، تمثل فيه كافة الوزارات والجمعيات الأهلية والجهات المانحة وتكون تحت رئاستها، ودعوة المحافظين فى محافظات مصر بتطبيق اللامركزية والتعاون فى القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع بها.

انتهى المؤتمر ولم تنته أحلام سهام إبراهيم رئيس الجمعية، لتعلن لليوم السابع أنها بصدد إعداد مشروع جديد اسمه "بيتنا" ليكون بمثابة بيت عيلة لكل أطفال الشوارع.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة