لقد أصاب تقليص الميزانيات المخصصة للبحث العلمى بالوزارات خاصة بوزارة الزراعة، مجال الأبحاث العلمية الزراعية وتطوير الإنتاج بانتكاسة، فقد تسبب ذلك فى توقيف أكاديمية البحث العلمى عن تمويل الحملات القومية للنهوض بالمحاصيل الزراعية، مما تسبب فى توقف هذه الحملات نهائياً.. وعن ذلك يحدثنا الدكتور فوزى نعيم رئيس الحملة القومية للنهوض بمحصول الأرز عن الأسباب الحقيقية لتوقف التمويل فى الحوار التالى":
فى البداية نريد معرفة المخاطر التى تواجه محصول الأرز؟
تكمن المخاطر فى توقف التمويل السنوى من أكاديمية البحث العلمى والتى تسهم بـ50% من ميزانية الحملة القومية للنهوض بمحصول الأرز، وكان لذلك أثر سلبى بالغ على تنفيذ كافة برامج الحملة، ومن ثم توقفت نهائياً فى عام 2007، ونحن نرجو من الأكاديمية عودة التمويل مرة أخرى لتستكمل الحملة دورها.
ماذا فعلتم بعد توقف هذه الحملة؟
مازلنا مستمرين فى تنفيذ بعض برامج الحملة عن طريق مشروع نقل التكنولوجيا، حيث استقطعنا جزءاً من مصادر تمويلنا الأخرى لتنفيذ هذا المشروع .
كيف ترون أثر توقف التمويل على محصول الأرز؟
لقد أصبحت زراعة الأرز بمصر مهددة بكارثة، فقد أصيبت أبحاث تطويره بشبه شلل، كما أن الحملة كانت تستثمر عددا كبيرا من الباحثين والمرشدين، وبعد توقفها خسرنا كل هذه الكوادر.
وهل طالبتم بعودة التمويل مرة أخرى؟
بالطبع تكررت مطالبنا بعودة التمويل، ولكن لم يستجب لنا.
كم كانت ميزانية الحملة؟
تقدر ميزانية الحملة بـ250 ألف جنيه من أكاديمية البحث العلمى، بالإضافة إلى 150 ألف جنيه من مصادر أخرى.
متى بدأت حملة الأرز العمل فى مصر؟
فى منتصف الثمانينيات وتحديداً عام 1984.
وما أثر هذه الحملة على إنتاجية محصول الأرز؟
فى بداية الحملة عام 1984 كانت إنتاجية الفدان 2.4 طن، ووصلت إنتاجيته فى عام "توقف الحملة" إلى 4.2 طن .
لماذا توقف تمويل الحملة؟
الأكاديمية تسأل عن الأسباب ليس نحن.
وما مبررات الأكاديمية فى توقف دعمها للحملة؟
أعادت الأكاديمية تجميد مساعداتها إلى أن قائمة أولوياتها، فى ظل انخفاض ميزانية البحث العلمى بشدة، تغيرت كثيراً وخرج منها حملة تطوير إنتاج الأرز، كما أكدوا أن وزارة الزراعة ميزانيتها تتحمل سد العجز فى تمويل الحملة وتستطيع أن تكتفى ذاتياً.
وما هى الأولويات التى يقصدونها؟
ربما يرون أن البحث العلمى فى مجال استخدام الذرة فى السلم أفضل من زراعة الأرز والقمح والذرة، أو أنهم يرون أن الزراعة تطورت بما فيه الكفاية، ويبحثون عن مجال جديد لتطويره.
هل "الأولويات" هذه تعنى عدم اقتناع الأكاديمية بفائدة الحملة؟
على العكس فلم يأت رئيس للأكاديمية، منذ بدء هذه الحملات إلى الآن إلا وأشاد بالمجهود المبذول فى الحملة، من خلال نتائجها قائلين "يا ليت الصناعة تحذو حذو الزراعة"، ورئيس الأكاديمية يدرك جيداً أهمية هذه الحملة لأنه فى نفس الوقت أحد أعضاء اللجنة الإشرافية للحملة.
إذاً فى رأيك ما السبب الحقيقى وراء توقف التمويل؟
لا أعلم السبب الحقيقى، وأنا حائر هل توقف التمويل جاء نتيجة تأثير الوزير الجديد الدكتور هانى هلال أم أن رئيس الأكاديمية وراء الموضوع.
قيل إن أكاديمية البحث العلمى أوقفت التمويل لبحثها عن شكل جديد لهذه الحملات؟
بالفعل سمعنا عن هذا، ولكن حتى الآن لم يصلنا أى معلومات حول هذا الشكل الذى يتحدثون عنه.
هذا يعنى أن أسلوبكم فى إدارة الحملات لا يلقى قبولاً لديهم؟
إن العمل فى مجال الزراعة ونقل التكنولوجيا لا يأتى إلا بالأسلوب الذى تتبعه حملاتنا القومية، التى تعد شكلا من أشكال الإرشاد المتميز، ومع تقديرى لأى شكل آخر، فهو لن يكون أفضل من الموجود حالياً، ونحن مع التغيير للأفضل وليس التغيير فقط.
قيل إن الوزير اجتمع برؤساء الحملات جميعهم وطالبهم بتقارير عن الحملة للنظر فى أمرها؟
لا يوجد جهة تمول أى مشروع إلا وتعلم كل شئ عنه، ولا داعى للتقارير التى طلبها الوزير لأنه يعلم جيداً كل المعلومات عن الحملات، ويصله تقرير كامل سنوياً عن كل حملة.
هل هذا يعد نوعا من أنواع المماطلة من الوزير؟
لا أعلم وأرفض التعليق.
وما رأيك فيما قيل فى هذا الاجتماع؟
لم أحضره لأننى كنت خارج مصر حينها، وعموماً الاجتماع لم يقدم جديدا فالتقارير موجودة بالفعل لديه قبل هذا الاجتماع.
حتى الآن لم يظهر السبب الحقيقى وراء توقف التمويل؟
من الممكن أن يكون السبب عجزا فى الميزانية كما يقولون، ولذلك بدأوا فى إيقاف كل ما لا يخصهم بشكل مباشر، وفى كل الأحوال ميزانية البحث العلمى فى مصر متدنية جداً ولا تمكن من التقدم المطلوب.
هل أنت مقتنع بهذا السبب؟
لا، ولكنى لا أعلم أين الحقيقة، فمنذ عدة أيام أعلنوا فى الصحف على لسان وزير التجارة والصناعة، عن دعم الزراعة بـ25 مليون جنيه وأن الأولوية ستكون للزراعة، ولذلك أتساءل أين تذهب هذه الأموال، والزراعة تعود على مصر بعائد كبير، فالدراسات أكدت أن الاستثمار فى البحث العلمى الزراعى تعطى أرباحا بنسبة 100% جنيه، ومصر فى النهاية بلد زراعى، وأمريكا نفسها عندما حاولت أن تنهض وتتحول لبلد صناعى، تقدمت فى الزراعة لأنها تمثل المادة الخام للصناعة.
د. فوزى نعيم ـ رئيس الحملة القومية للنهوض بمحصول الأرز (تصوير سامى وهيب)
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة