صرح ديك برايور نائب رئيس مؤسسة القمح الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط، بأن مصر ستحصل الموسم المقبل على 3 ملايين طن من المؤسسة، جاء ذلك خلال طاولة مستديرة، عقدها برايور الأحد فى القاهرة، فى حضور لفيف من الخبراء تحت عنوان "أزمة الغذاء العالمى"، وأضاف أن أسعار الغذاء وخصوصاً الخاصة بالسلع الغذائية الأساسية ارتفعت بشكل حاد، خلال موسم 2007/2008 لعدة أسباب، وزادت أسعار الحبوب والزيوت النباتية بواقع 60 % عن مستوياتها فى العام السابق فقط.
وفى مقدمة الأسباب التى أدت إلى زيادة أسعار الحبوب، الظروف المناخية التى سادت خلال الموسم المذكور، حيث عانت بعض البلدان من ظروف الجفاف، فى حين أن أمطار غزيرة هطلت على بلدان أخرى، ما أثر سلباً على جودة المحصول. وقال إن التزايد المستمر فى الطلب على سلعة القمح يشكل سبباً رئيسياً آخر، يرجعه محللون إلى تنامى الطبقة المتوسطة فى كل من الصين والهند على وجه الخصوص، بما تمثله من قدرة شرائية كبيرة كنتيجة للنمو الاقتصادى الضخم فى كلتا الدولتين.
رصد برايور أسبابا أخرى، تشمل النمو فى إنتاج الوقود الحيوى وإنتاج بعض المحاصيل المهندسة وراثياً، ما أدى إلى خيارات أحسن أمام المزارعين، فضلاً عن الاستثمارات الهائلة من قبل شركات الأموال فى تجارة السلع الغذائية، إضافة إلى التزايد الكبير فى رسوم النقل البحرى، والتى تضاعفت أربع مرات خلال الخمس سنوات الماضية كنتيجة مباشرة لزيادة الطلب على النقل البحرى من كل من الصين والهند، لمواجهة متطلبات تحديث البنية التحتية لدى كل منهما.
أضاف برايور قائلاً: رغم أن الولايات المتحدة كانت مصدراً كبيراً لصادرات القمح لمعظم الدول أثناء الموسم التسويقى 2007/2008 (من يونيه إلى مايو) فإن توقعات المسئولين، تشير إلى أن الأرصدة لديها حالياً، تمثل أقل أرصدة وصلت إليها فى 60 عاماً، كما أن الأرصدة العالمية الحالية للموسم نفسه، وصلت لأقل مستوى لها منذ ثلاثين عاماً، فى حين أن النسبة المئوية بين الأرصدة والاستهلاك تدنت لحد لم تصل إليه منذ عام 1960 على مستوى العالم.
لفت برايور إلى أن إنتاج الوقود الحيوى (الإيثانول والديزل الحيوى) زاد بواقع ثلاثة أمثال، خلال الفترة من العام 2000 إلى العام 2007، وقفز الإنتاج من 4.8 إلى 16 بليون جالوناً, والمنتظر أن يستمر هذا التزايد فى الإنتاج نظراً للسياسات الحكومية، التى تنتهجها الدول المنتجة والهادفة إلى ضرورة وجود نسبة من هذا الوقود الحيوى، بدلاً من الاعتماد مائة فى المائة على البترول، وتعتبر البرازيل والولايات المتحدة حالياً تليهما أوروبا من أكبر الدول المنتجة للوقود الحيوى فى العالم. يذكر أن مصر استوردت العام الماضى نحو 9 ملايين طن قمح، منها 4 ملايين فقط من الولايات المتحدة.
