مينا ملاك عازر

لا زعيم إلا الزعيم

الجمعة، 04 يوليو 2008 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أخفى عنكم أيها السادة إعجابى الشديد بزعيم فنانى الكوميديا، حتى أننى أذكر حين كنت صغيراً، كنت أشاهد أفلامه ومسرحياته عدة مرات. كنت أحيى فيه انحيازه للطبقة العريضة من عامة الناس وهجومه على أى ظلم ورصده مشكلات المجتمع، لكن المثل يقول "عرفت فلانا ،نعم، عاشرته ،لا، يبقى ما تعرفهوش". ولما كشف الزعيم وجهه لى فى "البيت بيتك" منذ أكثر من شهر، حينما نام على الهواء مباشرة أثناء فقرة المشاكل التى يقدمها الأستاذ محمود سعد، حاولت أن أبرر له فعلته فقلت يبدو أن الوقت تأخر، ولكنى عدت وقلت لنفسى إنه لن يكون تأخر أكثر من ميعاد بدء مسرحياته! فقلت إذن هو ملل من الفقرة التى اعتاد أن يسمع فيها الكثير من فقراء الشعب الذى يحتضنهم واعتاد سماع شكواهم، حتى أنه مل فنام، غير أننى لما قرأت فى الجرائد حينها أنه ألقى بأحدهم فى القسم لأنه حاول أن يطلب منه مساعدة، تعجبت وهنا رضخت لرأى أحد الخبثاء بأنه نام ليهرب من أن يتورط فى مساعدة أى ممن لديهم مشاكل.

فقررت حينها أن أعيد تقييم نظرتى للزعيم، وأخذت أشاهد أعماله وتابعت له حوارا آخر فى "البيت بيتك"، وفوجئت يومها أنه زعيم بجد فهو أول من تزعم إدخال الألفاظ المسفة فى حوار المسرحيات، فكم من العبارات أدخلها وزملاؤه فى مسرحية مدرسة المشاغبين، التى أعشقها، تتحدث عن الأم بلزمة وبغير لزمة!

وفى مسرحية الزعيم لفت نظرى عبارة، اتخذتها عنوانا لمقالى وهى "لا زعيم إلا الزعيم"، وهى مسرحية ممتازة فى مضمونها الراصد للديكتاتورية والفساد المستشريين فى مجتمعاتنا العربية، غير أن بها ألفاظا وإيحاءات مثيرة، وحين شاهدت فيلم مرجان أحمد مرجان انتبهت لوابل من الشتائم انهال بها الأب على أبنائه، فشعرت أنها عادة عند الزعيم أن يظهر بشتائمه وقبلاته وأحضانه للنساء المشاركات له فى أعماله لجذب الشباب!. فهو مكرر فى أسلوب ظهوره وإن كان متجددا فى أفكاره التى يقدمها، وذلك إحقاقاً للحق ومغامراته فى صعيد مصر بفرقته المسرحية لن تنساها له مصر أثناء حربه على الإرهاب.

غير أننى صدمت حين ظهر فى "البيت بيتك" السبت 21 يونيه الماضى مهاجما قانون الضريبة العقارية، ويقول إنه "أرزقى"، وكيف سيأتى بالأموال التى يسدد بها تلك الضريبة عن فيلته وشقق أولاده، رغم أنهم من الميسورين، وفقا لما نسمعه ونقرأه عن أجورهما، فأنا لا أفهم حتى الآن كيف تعترض وأنت النجم الكبير على وجود قانون يأخذ من الغنى ويعطى للفقير، ودعنى أسألك إذن: نأخذ ممن لنعطى للفقير؟، ولما ربنا بنفسه أمر بالزكاة والعشور فى الأديان السماوية (اليهودية والمسيحية والإسلام) يبقى لما البشر يتبعونه ويحاولون تنفيذ الفكر الإلهى تنكر أنت عليهم ذلك!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة