بدو سيناء غاضبون عليه

القذافى يدعو فى الفيوم لإقامة الدولة الفاطمية

الجمعة، 04 يوليو 2008 10:37 م
القذافى يدعو فى الفيوم لإقامة الدولة الفاطمية العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية - AFP
سيناء (عبد الحليم سالم) – الفيوم (محمد الجالى)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جدد العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية - الجمعة - دعوته بالعودة إلى الدولة الفاطمية وإزالة الحدود بين دول الشمال الأفريقى "مصر ـ ليبيا ـ تونس ـ الجزائرـ المغرب ـ وموريتانيا"، مشيراً إلى أن ذلك هو الحل لكافة العقبات وأيضاً للنهوض بدولة "الشمال الأفريقى" على حد وصفه.

وقال القذافى خلال لقائه بالقبائل البدوية بمحافظات أسيوط والمنيا وبنى سويف والفيوم بالصالة المغطاة، فى منطقة ديمو الرياضية بالفيوم، إنه فى ظل الدولة الفاطمية سوف تعود كرامة جميع الأقليات المضطهدة، وستعود اعتباراتها، وتتساوى مع غيرها، مؤكداً على أن سقوط الدولة الفاطمية أدى إلى سحق حقوق الأقليات واضطهادها.

ووجه القذافى حديثه للحضور قائلاً، إن القبائل هى التى ستوحد هذه المنطقة، مستائلاً أين القوميون العرب وأين الأحزاب الشيوعية والدينية؟
ثم أجاب على سؤاله بنفسه قائلاً: كلها تشرذمت ولم تفعل شيئاً، وعدنا إلى القبائل لأن القبيلة هى حزب العصر وجيش الغد لاتسامها بنظام أخلاقى يحفظ سلوك أبنائها.

وكرر القذافى أكثر من مرة عبارة "مصر احتوت الليبيين"، فى إشارة إلى القبائل البدوية الموجودة فى مصر، قائلاً: "إن هذه الوجوه التى أراها الآن فى الفيوم لا أستطيع تفريقها عن الوجوه التى أراها فى الجبل الأخضر، وسرت، وفى أغلب أنحاء الجماهيرية الليبية".

وناشد القذافى القبائل الموجودة بالترابط والنظام، مشدداً على أهمية أن يكون لها رابطة تقودها نخبتها المثقفة، مشيراً إلى ضرورة أن يكون لهذه القبائل جبهة متراصة، لأن ذلك يدعم الاستقرار فى مصر. ومن المنتظر أن يلتقى القذافى القبائل البدوية بمحافظة مطروح يومى الأحد والاثنين المقبلين، فى ختام جولته التى شملت محافظات الإسكندرية والبحيرة والفيوم.

سادت القبائل البدوية فى اللإسماعيلية وسيناء حالة من الغضب نتيجة تجاهل الرئيس الليبى معمر القذافى توجيه الدعوة لجميع القبائل البدوية، لحضور المؤتمر الذى عقده مع بعض القبائل فى سيناء، دون حضور البعض الآخر. وقال نصرالله ناصر العيادى عضو المجلس المحلى بالإسماعيلية، إن الرئيس الليبى لم يوجه الدعوة لقبيلة العيايدة فى سيناء والإسماعيلية، وهى من القبائل العريقة، وذلك دون سبب، كما أن المؤتمر سادته حالة من الغموض.

الشيخ السيد مسلم شيخ قبيلة العقايلة بسيناء، قال: لم تصلنى دعوة للمشاركة ولا أعرف من الذى حدد المدعويين للمؤتمر، أو على أى أساس تمت الدعوة، وكنا ننتظر المشاركة فى اللقاء. أما الشيخ سويلم حماد شحاتة شيخ مشايخ قبيلة العيايدة فى مصر والعالم العربى، فطالب بعقد لقاء آخر مع جميع القبائل بسيناء والإسماعيلية، بهدف السعى لتنمية شبه جزيرة سيناء بالفعل، وليس بالكلام.

من جهته، قال الرئيس الليبى فى كلمته أثناء مؤتمره، إن سيناء منطقة صراع بين الأديان وبين الحضارات وبين القوميات، بسبب المعطيات الروحية والمادية فيها، "وهذه المعطيات جعلت هذه المنطقة ميداناً للصراع، ففيها البترول وفيها البحار وفيها صحارى وجبال وأودية والأماكن الاستراتيجية، وتطل على خليج العقبة وخليج السويس وقناة السويس، وتمتد من البحر الأبيض إلى البحر الأحمر، وتربط بين آسيا وأفريقيا.

وعلق القذافى قائلاً: يبدو أنه ليس هناك مكان له هذه الميزات أكثر من سيناء، "أكثر من هذا المكان"، مضيفاً أن سكان سيناء تعرضوا للكثير من هذه العوامل فى الماضى والحاضر. وأضاف القذافى أنه من ضمن السلبيات التى قدر على سيناء أن تعيشها، إنها مثلما يقولون منطقة صراع، الأمر الذى أدى إلى زعزعة السلام والاستقرار فيها لفترة طويلة، وعلى مرور الزمن دائماً يكون السلام مفقوداً فى هذه المنطقة "سيناء".

وجاء فى حديث القذافى أيضاً: أنه عندما لا يوجد سلام ولا يوجد استقرار، لا يكون هناك ازدهار للحياة، لا يكون هناك بناء وإنجازات، لأن الصراع والحروب تدمر كل الإنجازات، تدمر الطرق والجسور والمبانى والحقول، وتجعل الناس غير واثقة من العمل فى المكان الذى هو عرضة للاجتياح أو الصراع.

أوضح القذافى فى حديثه أيضاً أن السلبيات الموجودة فى سيناء هى المسئولة عن تخلفها، وبالتالى تأثر سكانها، "وأنهم سيعانون أكيد من التخلف الذى قد يكون شديداً، لكن "الله غالب"، حيث سيكون وجودهم فى سيناء سببا لتأخرهم. وقال القذافى إنه لا يجب أن يكون الحل فى ترك سيناء – يقصد هجرها – "لا أعتقد أن هذا سيكون حلاً"، لكن الحل – والحديث للعقيد القذافى - فى الصمود فى سيناء، "وتثبيت أقدامنا فيها، وأن نخلق مصادر الحياة من سيناء، لكى نعيش ونبنى فيها ونحميها، ونزيد كثافتها السكانية أيضاً".

وبخصوص الصراع الموجود فى سيناء، قال القذافى، إنه بالنظر إلى سيناء كمنطقة صراع دائم، وبأننا غير مطمئنين على البناء والمعيشة فيها، فهذا قد يؤدى إلى تهميشها وتخلفها، ويؤدى أيضا إلى أن تكون سيناء منطقة طرد، وليست منطقة جذب، لافتاً النظر إلى ضرورة جعلها مكان جذب للسكان، وذلك بالعمران وبالبناء وبتشجيع الرجال على السكنى والاستثمار فيها، وبالبحث عن مصادر الرزق ومصادر الحياة، وتنميتها وتطويرها، خاصة أن هذا العصر ينعم بإمكانيات علمية تقنية عالية جداً، وبالإمكان الاستعانة بها فى تطوير المنطقة.

ووجه العقيد القذافى حديثا أخويا لبدو سيناء قائلا: أذكركم بالمثل القائل "أهل مكة أدرى بشعابها"، وأقصد هنا أنكم أدرى بسيناء وحياتها وبأمورها، "ولكن أنا كأخ لكم، وكزائر لكم، وبدوى مثلكم، أنا أرى أن من واجبى أن أقول هذا الكلام، والذى أنتم تعرفونه حتى بدون أن أقوله".

وأشار القذافى إلى أنه يقصد بحديثه أن يكون هناك منهج وتفكير وتوعية وتعبئة على هذا الأساس، "على أساس أن سيناء الأرض المقدسة، الأرض التى يمكن أن تكون غنية بالخامات والإمكانيات، والمكان الاستراتيجى الخطير الذى يربط بين قارتين وبين بحرين، ومن مجمع البحرين إلى شاطئ البحر المتوسط، تظل سيناء مكانا غير عادياً".

وبخصوص سكان المنطقة، وجه قائد الثورة الليبية حديثه قائلاً: يجب أن يكون سكان هذه المنطقة على علم بكل هذه الأمور، "وأن تكون حياتهم مترتبة على هذا الأساس، فهم غير سكان القاهرة، غير سكان الإسكندرية، غير سكان الدلتا، غير سكان الصعيد، غير سكان الجبل الأخضر فى ليبيا، غير سكان جبل نفوسة فى ليبيا، غير سكان فزان فى ليبيا، غير سكان مكة المكرمة، غير سكان المدينة المنورة، وغير سكان الخرطوم".

واستطرد القذافى فى هذا الشأن، مواصلا: سكان سيناء شىء آخر، لأن وضع سيناء وضع مختلف تماماً، ولا ينبغى اعتبار سيناء مثلها مثل كل المناطق التى ذكرتها، فهذا المكان وما يترتب عليه بسبب تكوينه ومعطياته، له خصوصية.

ونقل القذافى كلاما يحمل صراحة شديدة عن رأى الليبيين فى سيناء وسكانها، "نتكلم بصراحة، لأن هذا مصيرنا وحياتنا ومصير أهلنا"، مؤكداً أن الناس فى ليبيا يحملون فى أذهانهم صورة لسيناء وسكانها، على أنهم بدو رحل وجاهزون لتركها فى أى وقت، "لأنهم لا يبنون فيها ولا يعملون فيها أى عمران، لخوفهم من تعرضها للاجتياح الإسرائيلى فى أى وقت". واستهجن القذافى هذه الصورة، مشيرا إلى أنه لا ينبغى أن يعيش الناس فى خيام أو فى مساكن عادية من طوب، ويستعدون للخروج منها فى أى لحظة بسبب من الأسباب المترتبة على موقع سيناء ووضعها.

وعقب القذافى على هذا الحديث قائلا: إنه لا يجب أن نركن إلى هذا الوضع، "يجب أن نمسح من ذهننا أفكار تهميش سيناء، وأنها منطقة صراع ومنطقة جرداء وجدباء وصحراء، وأن لا داعى لأن نعمل فيها أى شىء، ولا يصح أن تترك هكذا"، يقصد دون تنمية. شهد اللقاء مناقشات مع المشايخ وبعض قيادات الحزب الوطنى





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة