إسرائيل والمفاعل النووى الإيرانى.. تهديد بالمناورات

الجمعة، 04 يوليو 2008 11:49 ص
إسرائيل والمفاعل النووى الإيرانى.. تهديد بالمناورات
كتب حاتم عطية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إما أن توقف إيران برنامجها النووى أو توجه إسرائيل ضربة عسكرية لها، وهذا فى حالة فشل الطرق الدبلوماسية والحلول السلمية فى إيقاف البرنامج الإيرانى، هكذا جاءت رسالة إسرائيل التى أرادت أن توصلها إلى إيران والعالم عن طريق المناورات التى قامت بها الجمعة الماضية بمشاركة اليونان. الرسالة تحمل فى طياتها تحذيراً لإيران لتستعد لمواجهة ضربة عسكرية إسرائيلية للمفاعل الإيرانى، رغم أن تاريخ تدمير إسرائيل للمفاعلات النووية العربية لم يعرف الرسائل التحذيرية من قبل.

الاستعداد للتدمير
جاء إعلان هيئة أركان القوات الجوية اليونانية عن مشاركتها لإسرائيل فى مناورات تدريبية مشتركة قبالة جزيرة كريت سميت "جلوريوس سبارتن 08"، مصاحبا لتأكيدات صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسئولين أمريكيين أن إسرائيل أجرت المناورات بالفعل استعداداً للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، ومن هنا تستعد إسرائيل لتدمير المفاعل النووى الإيرانى. ووفقاً للمناورة التى تمت ووفقاً لتعليقات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" على المناورات الإسرائيلية التى أرجعتها للتجهيز لقصف إيران.

تاريخ إسرائيل مع المفاعل النووى الإيرانى
أولى محاولات تدمير المفاعل النووى الإيرانى جاءت عندما شن الطيران الإسرائيلى غارات على مفاعل بوشهر الإيرانى عام 1986، ولم تسفر الغارات عن تدمير كلى للمفاعل. وكان الهدف من وراء الغارة عدم تمكين إيران من امتلاك السلاح الذرى، وبعد ذلك استمرت إسرائيل فى ترقب النووى الإيرانى معتمدة على أقمار التجسس الإسرائيلية التى وفرت معلومات مقلقة تتعلق بالبرنامج النووى الإيرانى اعتبرتها تل أبيب خطراً على أمنها، خاصة بعد مرور عدة سنوات على هذه الغارة لاتزال اسرائيل تترصد إيران وتقول إنها فتحت أخيراً مختبرات ومصانع سرية تحت الأرض.

واشترت إيران أجهزة الطرد المركزى التى تستخدم لفصل اليورانيوم وجملة أخرى من المعدات، وفتحت مناجم يورانيوم فى محافظة يازد وسارعت من وتيرة ترميم المفاعلات الكبرى فى بوشهر من قبل شركات روسية لاستكمال تصنيع القنبلة النووية.

ويعتقد رؤفين فيدهستور الجنرال الإسرائيلى المتقاعد وباحث فى الشئون الاستراتيجية "أن قيام إسرائيل بتوجيه ضربة استباقية للمشروع النووى الإيرانى لن يؤدى إلى القضاء عليه ، وفى أحسن الحالات سيؤدى إلى تأجيل إنتاج القنبلة الذرية الإيرانية"، بجانب وجود الكثير من الخبراء العسكريين الذين يحذرون من تصنيف إيران على أنها خطر على إسرائيل، لاعتقادهم أنه يجب التفريق بين مساعدة إيران لحركات المقاومة الفلسطينية وبين استعدادها لتهديد إسرائيل بالسلاح النووى، لأن إيران تدرك أن إسرائيل لديها القدرة على توجيه ضربة ثانية لها من خلال إطلاق الصواريخ النووية بحراً.

بينما يقول إفرايم إينبار رئيس معهد يافا للدراسات الاستراتيجية فى جامعة تل أبيب، "بالنسبة لإسرائيل لا يمكن الانتظار حتى يصبح التهديد أو الخطر حقيقة ملموسة، ولكى ندافع عن أنفسنا يجب أن نتحرك وفقاً لاستراتيجية الضربات الوقائية".

المحللون والمسئولون فى إسرائيل يوضحون أن إقدام تل أبيب على تنفيذ هجوم عسكرى على المنشآت النووية فى إيران بمفردها فى الوقت الذى توجد فيه قوات أمريكا فى العراق، حليفة إسرائيل الأولى، وعلى الحدود مع إيران، سيجعلها ستخسر، لأنها ستفقد إمكانية الاستفادة من المعلومات الاستخباراتية الأمريكية والقوة العسكرية الأمريكية التى يمكن أن تساند إسرائيل بوجودها على الحدود الإيرانية.

كما يذكر الخبراء أنه يوجد 3 أسراب إسرائيلية من مقاتلات "إف 16" مدربة على توجيه ضربات جوية إلى المفاعلات الإيرانية حال توجيه الأوامر لها، بجانب المقاتلة "إف ـ16 آى" الذى يميزها توازنها وخزانات وقودها ذات الديناميكية الهوائية وأجهزة الاستشعار التى تسمح لها بتجنب الأرض حتى فى حالات السرعة القصوى، وتجعلها مثالية تماما للقيام بضربة لإيران.

ولكن يذكر أن الإيرانيين استفادوا من تجربة ضرب المفاعل الذرى العراقى، لهذا جعلوا عمليات تطوير السلاح الذرى تتم فى مناطق متباعدة جغرافياً، بحيث إن ضرب بعضها لا يمكن أن يؤدى إلى وقف إنتاج الآخر، كما أن ضربها مجتمعة سيكون عملية مستحيلة.
فالإيرانيون مثلاً قاموا بتخصيب اليورانيوم من خلال القضبان فى منشآت سرية فى منطقة "ناتنز"، كما أقاموا مصنعاً لإنتاج المياه الثقيلة فى "آراك"، وبنوا مختبرات سرية فى "مركز الدراسات النووية" فى ضواحى طهران تحت غطاء إقامة مصنع لإنتاج الساعات، بجانب وجود منشآت نووية كثيرة تحت الأرض محصنة جيداً ضد الهجمات الجوية، هذا مع إعلان إيران عدة مرات أنها ستضرب إسرائيل بصواريخها "البالستية" طويلة المدى إذا ما اعتدت إسرائيل على البرنامج النووى الإيرانى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة