رفعت قناة الجزيرة من على موقعها على الإنترنت، فيلمها "الجريمة السياسية ــ اغتيال السادات"، وهو ذات الفيلم الذى عرضته اللجنة العالمية لتكريم شهداء الحركة الإسلامية فى إيران بعنوان "إعدام فرعون"، بعد أن أهدته إلى خالد الإسلامبولى قاتل الرئيس الراحل. رغم أن الموقع ما زال يحتفظ بباقى الأفلام التى تم إنتاجها فى هذه السلسلة، ومنها اغتيال الذهبى واغتيال يوسف السباعى وحادث المنشية.
الفيلم الذى أثار كل هذه الضجة تم إنتاجه منذ حوالى ثلاثة أعوام، بإشراف أسعد طه المسئول عن البرامج الوثائقية فى الجزيرة، وتم عرضه منذ عامين مرتين متتاليتين، واحدة منهما فى ذكرى اغتيال السادات الماضية، ولم يثر وقتها أية ضجة ومر بسلام. بل واشتراه التليفزيون الرسمى الإيرانى وعرضه ولم يسبب أية ضجة أيضاً ومر بسلام. ولكن عندما اشترته اللجنة العالمية وأهدته إلى خالد الإسلامبولى وترجمته إلى الفارسية وعرضته ثارت الضجة الضخمة.
قناة الجزيرة التزمت الصمت الكامل، ولم يعلق مكتبها فى القاهرة على الضجة الكبيرة ولا الأحداث التى تلتها، بما فيها قرار رقية السادات ابنة الرئيس الراحل برفع دعوى لمنع عرض الفيلم والمطالبة بتعويض كبير، ولم تقدم القناة ولا مكتبها فى القاهرة أية متابعة مهنية، أى خبر أو تقرير إخبارى من أى نوع، رغم استدعاء وزارة الخارجية المصرية للقائم بالأعمال الإيرانى بالقاهرة، بل وصل الأمر إلى إلغاء مباراة كرة قدم ودية بين منتخبى البلدين، كل ذلك وكأن شيئاً لا يحدث.
هذا الصمت المريب، أرجعه المذيع محمد عبد الرحمن الذى قدم التعليق الصوتى للفيلم ،إلى عدة أسباب محتملة، منها أن وضاح خنفر رئيس قناة الجزيرة خائف من تحمل مسئولية كل هذه الضجة التى تسبب فيها الفيلم، وليس لديه شجاعة الاعتراف بأنه هو المنتج. الاحتمال الثانى أن جهات عليا فى الدولة القطرية، طلبت من العاملين فى الجزيرة التكتم على الفيلم، حتى لا تكون هناك توابع سلبية على علاقاتهم بالإدارة المصرية.
الاحتمال الأخير حسب قول محمد عبد الرحمن، هو رغبة فى إشعال العلاقات المصرية الإيرانية، فلو كانت حكومة قطر، كما أكد، تريد العكس لأعلنت قناتها الجزيرة، أنها هى التى أنتجت الفيلم وليس اللجنة الإيرانية.
كانت سلطات الأمن المصرية قد أغلقت فى وقت سابق مكتب قناة العالم فى القاهرة، وصادرت معدات فنية وأجهزة، معللة الأسباب بعدم حصول المكتب على ترخيص عمل فى مصر، بينما قال مدير المكتب إن الأسباب تعود إلى اتهام المكتب بالمشاركة فى إنتاج فيلم إعدام الفرعون، كما أوقفت السلطات الأمنية نشاط مكتب قناة المنار التابعة لحزب الله الشيعى اللبنانى لذات الأسباب.
الجزيرة وراء فيلم إعدام الفرعون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة