وصف الدكتور عبد الله شلبى الجماعات الإسلامية بالغلاة، الذين تخطوا كل حد فى الدين لدرجة التطرف، قائلا "إن الأمن فى مصر حقق النصر فى القضاء على الجماعات الإسلامية". جاء ذلك خلال ندوة رواق مركز ابن خلدون الأسبوعية تحت عنوان "المراجعات الفكرية للجماعات الإسلامية"، شهادة من الداخل ورؤية نقدية، حيث اعتبر شلبى المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، المراجعات وسيلة لإعداد العدة فى زمن عدم القدرة، والجماعة خططت للمراجعات جيدا لالتقاط أنفاسها بعد ما لحقها من إجهاد وتعب، لتعيد ترتيب أوراقها وتنظيم صفوفها وتعاود القيام بأنشطتها مرة أخرى، مدللا على ذلك بما ذكره منتصر الزيات محامى الجماعات السابق (إن المبادرة فى جملتها لم تكن أبدا ردة عن ثوابت الجماعة الفكرية، ولكنها وقف للعنف وقليل من الهدوء).
وذكر شلبى أن قيم المراجعة هى من قيم الديمقراطية وأن التيارات الإسلامية، مثل "الأوركسترا" تعزف نغمة واحدة لكن بدرجات مختلفة. حضر الندوة ماهر فرغلى مسئول الجماعة السابق فى ملوى، وأثاره ما تم توجيهه من انتقادات للجماعة فطلب الكلمة للتعليق، وذكر أنه تعرض للاعتقال أربع مرات حتى أنه قضى 13 عاما فى آخر مرة تم اعتقاله فيها، وخرج من السجن وابنته الرضيعة وصلت لسن الـ18، فوجد الدنيا اختلفت، والعادات والتقاليد والمجتمع والثقافات والعولمة والإنترنت سيطرت على المجتمع حتى أنه شعر بالغربة فى بيته وفى المجتمع.
وأكد فرغلى أن الدراسات عن الجماعات الإسلامية تفتقد النقد من الداخل، أى أنها لا تمتلك آليات الاقتراب فالجماعات الإسلامية شديدة الغموض والحساسية والسرية، وعلى الرغم من ذلك فهى شديدة السطحية، وعن كون الجماعات تكتيكية أم حقيقية قال فرغلى "إن المراجعات حقيقية لكنها ليست كاملة، وهى نقد للماضى فقط لا تتعايش مع الحاضر ولا تتأقلم مع المستقبل".
ذكر فرغلى أن هناك العديد من العقبات منعت ظهور المراجعات منذ فتره طويلة، متمثلة فى الأفكار الخاطئة فى التفسير لصحيح الدين والاجتهاد علاوة على الأفكار الثابتة فى المجتمع، والتى كان من الصعب تغييرها مثل مفاهيم النقد والتعامل مع الآخر والحاكمية والتميز ومشكلة التراث، مؤكدا أن الجماعات أقل بكثير مما تصوره الجهات الأمنية أو ما تضخمه الأجهزة الإعلامية، فالجماعة هى أمير ومجلس شورى مكون من 3 أو 4 إفراد، والسمع والطاعة هو الواجب.
ودلل على ذلك بما فعله أعضاء الجماعة فى ندوة بالسجن لشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى، فقد طلب الأمير من الأعضاء أن يعطوا ظهورهم للشيخ ولا يهتموا به ففعلوا، فقال شيخ الأزهر "قلة أدب". أرجع فرغلى السبب الأساسى وراء اقتناع الأعضاء بهذا الفكر هو غياب الحرية، فلو كانت موجودة ما نشأت كل تلك الأفكار تحت الرمال وفى الخفاء.
ومن جانبه أكد مصطفى النبراوى مدير اللقاء، ضرورة الفصل بين العمل الدعوى والسياسى، مطالبا بإدماج الأعضاء السابقين بالجماعات الإسلامية فى المجتمع وإفراز قنوات سياسية تستوعب الطاقات المنفرطة من الجماعات الإسلامية، موضحا أن ما كانت تسعى إليه الجماعات سابقا باستخدام العنف، نصل إليه الآن فى ظل الحرية المتاحة.
خبراء: مراجعات الجماعة الإسلامية هدنة قبل الحرب
الأربعاء، 30 يوليو 2008 09:37 م