فى الجزء الثانى من الحوار مع المفكر القبطى والكاتب هانى لبيب، يلقى الضوء على العلاقة بين ماكس ميشيل والكنيسة المصرية، ويحاول تفسير لماذا تعتبره الكنيسة خطراً يهددها، بالرغم من عدم اعتراف "مجلس الكنائس العالمى" و"مجلس كنائس الشرق الأوسط" بكنيسته..
ماكس ميشيل والكنيسة المصرية.. ماذا تقول عنهما؟
ماكس ميشيل ظاهرة ستنتهى عاجلاً أم آجلاً، وهو شخص أخذ أكبر من حجمه الحقيقى. أولاً، ماكس كان طالباً من الطلاب الإكليركية الذين لديهم حضور فى الكنيسة. وبعد خلافه وانشقاقه عام 1981، بعدما حدد الرئيس السادات إقامة البابا شنودة فى دير وادى النطرون، قال ماكس إن الله قد أرسله لإنقاذ الكنيسة الأرثوذوكسية.
فى الولايات المتحدة، من السهل جداً إقامة كنيسة أو تجمع ما. وما حدث هو تجمع بين قساوسة "مشلوحين" من اليونان وروسيا، وماكس ميشيل الذى أنشأ معهم كياناً اسمه المجمع "الأرثوذوكسى"، وكان بينهم "ملكى صادق" الذى تزوج براقصة ليستطيع دخول أمريكا. ماكس ارتدى نفس ملابس البابا، واتبع نفس الألحان والترانيم فى القداديس والصلوات. وحينما تسأله يقول إنه ليس أرثوذوكسياً، وأنا شخصياً سألته أسئلة لم يجب عليها. ولا يحظى ماكس بسند كنسى يؤيده، فأكبر جهات الاعتراف بالكنائس هى "مجلس الكنائس العالمى" و"مجلس كنائس الشرق الأوسط"، وكلاهما لا يعترف به ولا بكنيسته. وهو يقول فى المقابل إن كنيسته رسولية وتسلسلها يرجع لرسل وتلاميذ السيد المسيح، مثل الأرثوذوكسية والفاتيكان، وكلاهما لا يعترف به أيضاً.
إذن ما هى خطورة ماكس ميشيل؟
الخطورة فى ماكس ميشيل، هى بطاقة الرقم القومى التى يحملها. لقد غير اسمه الكنسى دون موافقة رئيس طائفته بموجب القانون، والدولة لم تلتفت لذلك إلا مؤخراً. وبعد ذلك بكثير سحب مجلس الدولة بطاقته وتم إلغاؤها بحكم من القضاء الإدارى. يبقى له نقض واحد فى المحكمة، ولا يصبح بعده "معترفاً به" داخل أو خارج مصر. ماكس بدأ بالدعوى إلى إنشاء كنيسة جامعة، وأغلب مؤيديه من البروتستانتيين، ثم تحول إلى اللعب على وتر الطلاق والزواج، ورفض أن يتحدث معى على الهواء فى برنامج 90 دقيقة، وقال: "أنا لا أتحدث مع من يشتمنى".
هل شتمته؟
لا. بل قلت إنه "دجال".. هل هذه شتيمة؟
نعم..
حينما أجرى ماكس ميشيل حواراً مع روز اليوسف، قال أتباعه للصحفى، قبل بدء الحوار، إن الأنبا ماكسموس "له كرامات ومعجزات". وعندما سأله الصحفى عن ذلك، ابتسم ولم يرد. إذا فهو دجال. وذلك نشر بالحرف الواحد، وماكس نفسه لم يرسل له تكذيباً. الحقيقة أنه لا يجوز فى عصرنا هذا أن نقول "كرامات" أو مثل "هذا الكلام".
فى كل الأحوال ماكس ظاهرة من سلبيات العولمة. فى أمريكا توجد كنيسة للشيطان، وأخرى لعبدة الثعابين. وكل ذلك باسم العولمة، وتلك مؤشرات سلبية. الحرية التامة تجعل من الجماعات المماثلة لماكس ميشيل قيمة فى أمريكا. ورغم ذلك، فإن تمويل ماكس ميشيل ليس مشبوهاً، هو حصل على دعم معنوى من أتباعه، ثم استقطب آخرين بناء على ذلك، وتوالى هؤلاء فى تقديم تبرعات. أتخيل أن تمويل ماكس ميشيل ظاهرة ستنتهى لأن الدين فى مصر يسرى فى دم الناس كالكنيسة والأزهر، ومن الصعب أن يقول أحد إنه محل البابا شنودة، لن يقبل أحد ذلك.
لماذا ترى الكنيسة المصرية فى ماكس ميشيل، تهديداً لها رغم أنه لم يعلن من قبل أنه قبطى أرثوذوكسى؟
كل الطوائف الأرثوذوكسية وقعت على وثيقة تبرئها من ماكس ميشيل وكنيسته. لكن ماكس نجح فى استقطاب الناس من خلال مطابقة طقوس كنيسته للطقوس الأرثوذوكسية. الكنيسة لديها مشكلة أزلية بحكم التاريخ. ولماذا إذن لم تتعامل الكنيسة بذات المنطق مع المدعو نبيل، الذى ظهر فى مصر القديمة وأنشأ كنيسة خاصة به وقال إنه بطريرك الأرثوذوكس، ونصب نفسه باسم البطريرك عبيد الثانى كبديل للبابا شنودة؟
هل ماكس ظاهرة هدفها السلطة أم المال؟
أنا ضد ماكس ميشيل أياً كانت دوافعه، لكنه فى رأيى الشخصى، لا هذا ولا ذاك. هو رجل يبحث عن نفسه ولم يجدها، ثم وجد كيانه فى أن يكون رجل دين.
هانى لبيب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة