الفوضى والإهمال حاضران.. والرقابة مرفوعة من الخدمة

انتحار وتسول وقتل فى مستشفى الخانكة

الخميس، 03 يوليو 2008 09:59 م
انتحار وتسول وقتل فى مستشفى الخانكة
القليوبية محمد جعفر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فتح حادث مقتل ممرض مستشفى الخانكة على أيدى أحد النزلاء، ملف المرضى النفسانيين من جديد، وبالتحديد ملف الخانكة، أحد أهم مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية بمصر منذ زمن طويل. يكشف هذا الحادث الكثير من الخفايا والأسرار، التى تحدث للمرضى أنفسهم داخل الخانكة، لعل أهمها استغلال بعض المرضى فى أعمال التسول لحساب آخرين، وانتحار البعض فى ظروف غامضة، وادعاء أغلب المتهمين فى قضايا الجنايات "الجنون" للإفلات من العدالة. كما كشف الحادث الأخير عن ضعف الإمكانات داخل المستشفى، ومعاناة المرضى ذاتهم، مما دعا البعض إلى الاحتجاج عقب الحادث داخل المستشفى، للتعبير عن المشاكل التى يعانون منها.

اليوم السابع فتحت هذا الملف، فى محاولة لتوضيح مأساة المرضى والممرضين الذين يحتاجون أيضاً إلى علاج.

البوابة الرئيسية
وصلنا إلى البوابة الرئيسية قابلنا رجال الأمن عند البوابة، وبسؤاله عن المدير أجاب بأنه ليس موجودا، فطلبنا مقابلة نائب المدير، الذى رفض تجولنا داخل المستشفى، بحجة عدم وجود تصريح. الباب الرئيسى دائماً مفتوح، بعض المرضى يخرجون إما لشراء لوازم الممرضين أو لشراء السجائر، نشأت علاقة صداقة بين الأهالى بالمنطقة المحيطة بالمستشفى والمرضى، كأن يعطفوا عليهم بالطعام والشراب.

إن العلاقة بين الممرضين والمرضى تحكمها المصلحة فى الدرجة الأولى، وإذا تعارضت المصلحة يحصل المريض على جزائه من أنواع التعذيب، منها المقنن كالكهرباء أو الحبس الانفرادى، ومنها غير القانونى كالحرمان من السجائر، والذى يعد أقسى عقاب للمريض، لأنه من المعروف هناك أن السجائر هى العملة الرئيسية للتعامل داخل المستشفى.. مثل السجون.

الحياة داخل الخانكة.. عالم تانى!!
رشاد مصيلحى الشرقاوى، مريض نفسى، خرج من المستشفى بعد أن قضى فيها عشر سنوات يقول: "كنت أعمل فكهانى واعتدى على أحد ضباط المرافق فقمت بحرق الفرش الخاص بى، ودخلت المستشفى عام 1996 وخرجت عام 2007، ولم أجد مأوى، وطلبت من إدارة المستشفى أن أظل داخلها لكنهم رفضوا". يستطرد الشرقاوى ويقول: "الحياة داخل المستشفى عالم آخر، وكان لى عمل هو بيع السجائر لكى أنفق على أولادى، حيث لى بنتان وولد، وكنت أدافع عن المرضى ضد ظلم الممرضين وتعذيبهم".

وعن واقعة اعتداء المريض"رجب" على المرضى، قال رشاد إن السبب هو حرمان المريض من السجائر. ووصف المستشفى بأنها "مقابر" للأحياء، حيث يتعامل المرضى أسوأ معاملة، والمريض الذى ينال رضا الممرضين يجب أن يدفع "المعلوم"، حتى يستطيع الخروج والعودة وقتما يشاء، ومن لا يدفع جزاؤه الضرب وخدمة باقى المرضى.

الممرضون مظلومون!!
يعتقد حسن أحمد "مدرس" أن الممرضين مظلومين، حيث إن وظيفتهم الأساسية هى التمريض فقط، ولكنهم مطالبون بحراسة المرضى والعنابر، كما أن هناك مرضى خطيرين جداً بالمستشفى كانوا قد ارتكبوا جرائم عديدة بالخارج، منها القتل والاغتصاب، مما يعرض حياة المرضى للخطر.

وأشار حسن إلى أننا نعيش حول المستشفى ونسمع حوادث كثيرة وقعت للممرضين، وكذلك بعض التلاميذ، حيث يأتى طلاب مدارس التمريض لممارسة الجزء العملى بدراستهم، يعتدى بعض المرضى عليهم بالضرب أثناء دخولهم العنابر للتدريب، مؤكداً أننا كأهالى للمنطقة تعودنا على وجود المرضى خارج المستشفى ونشفق عليهم ونعاملهم معاملة حسنة.

أما محمد شعبان (حلاق) فيقول نسمع العديد من القصص التى تحدث داخل المستشفى سواء من المرضى أو الممرضين، منها قيام أحد المرضى بإلقاء كوب الشاى الساخن فى وجه أحد الممرضين. ويضيف محمد أحمد (موظف) أن المستشفى يوجد بها مخبز، والمفروض أن إنتاجه مخصص لنزلاء المستشفى ومستشفى الخانكة العام ومستشفى الحميات، إلا أن المتعهد يقوم بتوزيع الخبز للمواطنين من أهالى المدينة.

إدمان المخدرات
قابلت أحد المرضى وهو خارج من باب المستشفى ويدعى أبو الحسن، قال "أنا موجود هنا منذ 8 سنوات، ودخلت المستشفى بسبب إدمان المخدرات"، وأضاف أنا شفيت من الإدمان تقريباً، لكن لا أريد الخروج، حيث إننى وحيد ولا أعلم مكان أهلى وأنا أعمل هنا فى المغسلة لكى أحصل على الأموال.

ثم التقينا هشام بشير محمود (موظف) وهو شقيق أحد النزلاء، ويدعى "حاتم" لقى مصرعه شنقاً داخل المستشفى، وجاء تقرير الحالة بأنها حالة "انتحار"، قال إن شقيقى لم ينتحر، ولكنه تشاجر مع أحد الممرضين فقام بقتله، وقد تقدمت ببلاغ للنائب العام اتهمت فيه إدارة المستشفى بالتسبب فى قتل شقيقى ولدى شهود على صدق كلامى.

الممرضون.. مسئوليات طبية وأمنية!!
تقابلنا بعد ذلك مع أحد الممرضين، رفض ذكر اسمه، وقال "المستشفى بها حوالى 1500 مريض كلهم ذكور، وعدد الممرضين لا يتعدى 150، بمعنى أن لكل 10 مرضى ممرض واحد، ونحن الفئة الأكثر تعرضاً للظلم داخل المستشفى، فالعناية بالمرضى سواء من الناحية الطبية أو الأمنية"، والخطير فى الأمر ـ حسب كلامه ـ أن 1500 مريض يوجد منهم 600 مذنبين خطيرين، ويتم توزيعهم بطريقة عشوائية.

أما عن واقعة اعتداء المريض على الممرض قال "إن ذلك حدث حوالى الثانية ظهراً، وقد استغل المريض فرصة انشغال الممرض فى إعطاء الدواء لأحد المرضى وقام بضربه على رأسه بالفأس"، والسؤال هنا: إن المريض والممرض كانا داخل القسم، إذن من أين أتت الفأس؟. وأشار الممرض أن مرتباتنا ضعيفة جداً، فأنا أعمل بالمستشفى منذ 5 سنوات ومرتبى لا يتعدى 250 جنيهاً، ونحصل على بدل مخاطر قيمته جنيهان، وطالبنا كثيراً بضرورة تعديل أوضاعنا وتقدمنا بالكثير من الشكاوى لإدارة المستشفى ولم يسأل أحد.

وأشار إلى أن الحادث دفعنا للمطالبة بحقوقنا، وبرهن على الخطورة التى نعيش فيها، فقمنا بعمل اعتصام للمطالبة بزيادة المرتبات، ونقل التأمين الخاص بنا إلى أحد المستشفيات الخاصة. مشيراً إلى أن مدير المستشفى قام بالاتصال بالشرطة، ولم نفض الاعتصام إلا بعد أن جاء الدكتور ناصر لوزة الأمين العام للصحة النفسية، ووعدنا بتحقيق جميع مطالبنا فى الأسبوع المقبل وكالعادة "لم يف بوعده".





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

م

الحريه

وفاه 13مريض بمستشفى الامراض النفسيه بالخانكه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة