وسط حضور غفير من الجماهير وكبار رجال الدولة والفنانين والإعلاميين، أقيمت جنازة المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين ظهر اليوم الاثنين، فى كاتدرائية القيامة للروم الكاثوليك بشارع الظاهر بالفجالة، وحضرها الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للمجالس النيابية والشئون القانونية، مندوبا عن رئيس الجمهورية، وماجد جورج وزير البيئة، وعبد العظيم وزير محافظ القاهرة، وأحمد ماهر وزير الخارجية السابق، وكان حضور رجال ومندوبين أحزاب المعارضة لافتا، حيث حضر رئيس حزب الوفد محمود أباظة وأمينه العام منير فخرى عبد النور، والأمين العام لحزب التجمع اليسارى حسين عبد الرازق ورئيسة تحرير جريدة الأهالى الناطقة باسم الحزب فريدة النقاش، ورئيس حزب الكرامة عضو مجلس الشعب حمدين صباحى، بالإضافة إلى مدير أمن القاهرة اللواء إسماعيل الشاعر، وسفراء لبنان وفرنسا وألمانيا بالقاهرة.
أما من الوسط الفنى فقد شارك فى الجنازة ممدوح الليثى رئيس جهاز السينما، وأشرف زكى نقيب الممثلين وزوجته روجينا، وحسين فهمى ومحمود ياسين وزوجته شهيرة، ومحمود حميدة ولبلبة ويسرا وفاروق الفيشاوى وعزت العلايلى ويسرى نصر الله ومحمود عبد العزيز وإلهام شاهين ومادلين طبر وجمال إسماعيل ونادية لطفى وهشام سليم وأحمد عبد الوارث، والمخرج اللبنانى أسد فولادكار وحسن كامى. ومن النجوم الشباب حضر محمد كريم وأشرف مصيلحى وساندى ومدير التصوير محسن أحمد وسمير سيف، وطارق التلمسانى، والراقصة المعتزلة زيزى مصطفى، ولم تحضر ابنتها منة شلبى لتواجدها فى باريس. ونجوى إبراهيم وجمال الشاعر، وحضر من تلامذة شاهين هانى سلامة وخالد النبوى وعمرو عبد الجليل ويوسف الشريف وسيف عبد الرحمن وناصر عبد الرحمن. وسادت أجواء الحزن داخل الكنيسة ولم يتمالك بعض النجوم أنفسهم وانخرطت لبلبة فى بكاء شديد، وأيضا يسرا ابنة أخته ماريان خورى.
ودخل المخرج خالد يوسف حاملا جثمان يوسف شاهين على كتفه، وساعده فى حمله مجموعة من محبى المخرج الكبير والعاملين بشركته الإنتاجية، حتى رقد النعش ملفوفا بعلم مصر أمام الأسقف جورج بكر، الذى اضطر أن يطلب أكثر من مرة مغادرة مصورى شبكات التليفزيون المقاعد، التى اعتلوها بأقدامهم. ووقف المئات من الحضور طوال الجنازة، وسدوا جميع ممرات الكنيسة الداخلية والخارجية، وسط حشد غير مسبوق لوسائل الإعلام العربية والأجنبية.
لتبدأ صلاة الجنازة على المخرج الراحل، وسط حزن الحاضرين الشديد. استمرت مراسم صلاة الجنازة ساعة كاملة، ليخرج جثمان شاهين بعد ذلك، وتتحول جنازته إلى ما يشبه مظاهرة فى حب مصر، تتغنى بـ"الوحدة الوطنية".
ومع قرب النهاية، تعالت هتافات الجماهير، التى وقفت أمام الكنيسة لتوديع فنانها الكبير، وبلغ عددها أكثر من 2000 شخص، هتفوا مرددين "تعيشى يا مصر"، "مصريين.. مصريين، بنحبك يا شاهين"، "ابن مصر عاش لمصر"، "مع السلامة يا صوت الشعب"، وسط احتياطات أمنية، كما ظهرت لافتات حملها المواطنون لوداع الفنان الراحل كتب عليها "فقدت مصر والأمة العربية الفنان العالمى يوسف شاهين"، و"وداعا شاهين".
وقد خرج نعش الفقيد بصعوبة بالغة من الكنيسة، بعد انتهاء صلاة الجنازة نظرا للزحام الشديد من الجماهير. ووضع جثمان المخرج الراحل وسط نظرات الجموع الأخيرة عليه، فى سيارة خاصة لنقله إلى مسقط رأسه بالإسكندرية، ليدفن هناك. ثم انطلقت السيارة التى تحمل النعش ويرفرف عليها علم مصر، أيضا ويرافقها المنتج جابى خورى والمنتجة مريان خورى أبناء شقيقة الراحل، وتلميذه المخرج خالد يوسف.
وفى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أعرب الفنان حسين فهمى عن حزنه الشديد لفقد واحد من أعلام السينما المصرية، وقال إن بداياته السينمائية كانت مع شاهين وتعلم منه الكثير، وهو يمثل مدرسة سينمائية متفردة. وقال إن الراحل ترك بصمات كبيرة فى تاريخ السينما المصرية، وظل يعمل حتى آخر يوم فى حياته بعقل وفكر شاب طموح، وكان صاحب رؤية خلاقة وفكر مستقبلى رصد الكثير من المشكلات السياسية والاجتماعية، كما أن له مواقف وطنية صادقة.
من ناحيتها تقول الفنانة نادية لطفى إن موت الراحل بمثابة صدمة كبيرة لها، لأنها عملت معه وعرفته عن قرب سنوات طويلة وربطت بينهما صداقة قوية، وكان بالفعل إنسانا مخلصا وفنانا مرهف الحس، استحوذ على قلوب الكثيرين من جمهوره وأصدقائه وزملائه. وأشارت إلى أن شاهين هو أحد رواد وصناع تاريخ السينما المصرية، وقدم لغة سينمائية شديدة التطور ومضمون فكرى عالٍ، وساعد الكثير من الفنانين وصنع نجوميتهم، ولم يكن ديكتاتورا، وإنما غيورا على فنه ومحبا للسينما بعشق شديد.
الفنانة الكبيرة يسرا قالت إن شاهين "نقل السينما المصرية من المحلية إلى العالمية، وشرف مصر فى كافة المحافل الدولية، وقد حظى بحب وتقدير صناع السينما فى العالم، خاصة فى فرنسا، حيث نعاه قصر الإليزيه، وأشاد به الاتحاد الأوروبى". وعبرت الفنانة إلهام شاهين عن حزنها العميق لفقد هذا الرمز النادر للفن المصرى الراقى، وتدعو له بالرحمة وتتمنى من الله أن يعوضنا خيرا عنه بتلاميذه وبمدرسته الفنية المتميزة، التى يسير على خطاها الكثير من شباب الفن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة