أم نضال من ساحات المعارك إلى مستشفى دار الفؤاد

الإثنين، 28 يوليو 2008 02:45 م
أم نضال من ساحات المعارك إلى مستشفى دار الفؤاد أم نضال.. تاريخ حافل بالتضحيات لأرض الأقصى
كتب عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين الحياة النضالية الطويلة والموت القدرى الذى يلاحق بنى البشر، ترقد أم نضال النائبة مريم فرحات عضو المجلس التشريعى الفلسطينى، القيادية فى حركة حماس (57 سنة)، فى مستشفى دار الفؤاد لإجراء جراحة عاجلة تستوجب علاج انسداد 4 شرايين فى القلب، بعد أن أصابتها ذبحة صدرية فى غزة، ونقلت على إثرها لمستشفى الشفاء بإمكانياته الضعيفة، فى ظل رفض إسرائيل خروجها للعلاج بالخارج عبر معبر بيت حانون، وفشل جميع المساعى للسماح لها بالعبور، رغم إقرار الهدنة.

حالة أم نضال الخطرة، استدعت تدخل إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطينى المقال، والدكتور محمود الزهار وزير الخارجية الأسبق وقيادات حماس لدى المخابرات المصرية، للسماح بفتح معبر رفح لعلاجها فى مصر، مساعى قيادات حماس التى واكبتها حملة إعلامية مكثفة وهجوم على موقف مصر المتخاذل، بسبب إغلاق المعبر وتهديد حماس باقتحام شامل للحدود مهما بلغت التضحيات، نجحت بعد أن جرت اتصالات مع الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية، وعلى إثرها تم فتح المعبر وتم تجهيز سيارة إسعاف على أعلى مستوى، نقلت أم نضال مريم فرحات إلى القاهرة، حيث ترقد حالياً بمستشفى دار الفؤاد لإجراء جراحة غالبا، سيتم خلالها تغيير عدد من الشرايين، بناء على التقرير الطبى الفلسطينى الذى يؤكد انسداد 4 شرايين. وتتمتع أم نضال بشعبية جارفة فى قطاع غزة وبالتحديد فى حى الشجاعية الذى تقيم فيه، وهذا لا يعد أمراً عجيباً فى ظل تقديمها 3 شهداء من أبنائها فداء للوطن، أولهم محمد الذى استشهد عندما فجر نفسه فى مستوطنة "غوش قطيف" وقتل فى العملية 11 جندياً إسرائيلياً وأصيب 7 آخرون فى 7 مارس 2002، وفى 2003 استشهد أكبر أبنائها نضال فى عملية مماثلة، وفى 2005 استشهد ابنها زياد، فى حين ضبط ابنها وسام فى بئر سبع، قبل تنفيذه عملية استشهادية وما يزال معتقلاً منذ 1992.

هى الآن ترقد ربما تسترجع مشاركتها فى ساحات المعارك خلال انتفاضة الأقصى الأولى والثانية، تتذكر عاطفة الأمومة التى ماتت أمام عشق التراب الفلسطينى، بل تتذكر سقوطها على الأرض بين الحياة والموت وإجراء عملية قسطرة بمستشفى الشفاء بقطاع غزة، التى بينت أن هناك انسداد 4 شرايين، ضخت دماء الوطن السليب وحبه فى جسدها.

ولعل أم نضال، خنساء فلسطين، التى قدمت 3 شهداء ومعتقلاً، وتشبه خنساء العرب تماضر بنت تميم، التى قدمت أولادها الأربعة فى معركة القادسية بفارس مع القائد سعد بن أبى وقاص فداء للإسلام، لعلها تتذكر دخولها معترك السياسة، بعد أن رشحتها حماس للمجلس التشريعى، نظراً لشعبيتها الجارفة ونجحت باكتساح.
وبينما هى تتذكر، لا ينسى الشعب الفلسطينى تحويل بيتها لمكان لإخفاء المجاهدين، خاصة عماد عقل، والذى استشهد بعد ذلك فى بيتها، بعد مواجهة مع 200 جندى إسرائيلى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة