ليندا والنيس: إسرائيل وراءعرقلة مصر لدخولنا

السبت، 26 يوليو 2008 12:22 م
ليندا والنيس: إسرائيل وراءعرقلة مصر لدخولنا ليندا والنيس ممنوعين من دخول رفح لمساعدة الفلسطينيين
رفح حاورهما عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتواصل محاولات الناشطين والحقوقيين من مختلف الجنسيات لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة للسنة الثالثة على التوالى، مع وفاة أكثر من 214 مريضا، جراء إغلاق المعابر ونفاد الأدوية من القطاع، ومنع إسرائيل دخول أيه شاحنة.

باءت محاولة دخول خليل النيس المواطن الأسكتلندى الفلسطينى الأصل، وبرفقته ليندا ويليس ممرضة أسكتلندية، بالفشل بعد منع دخول شاحنة الأدوية، رغم التنسيق المصرى الفلسطينى بهذا الشأن، ووقفت الشاحنة محملة بطن ونصف الطن من الأدوية والمستلزمات الطبية على الحدود المصرية، تم جمعها كتبرعات من دول أوروبية للفلسطينيين، أملاً فى الحصول على تصريح بدخول الأراضى المصرية، ومنها إلى قطاع غزة لإيصال تلك المساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين.

قرر محمد النيس ورفيقتة الأسكتلندية، الاعتصام أمام معبر رفح البرى لحين إدخال الشاحنة، اقترب اليوم السابع منهما وحاورهما لمعرفة التفاصيل..

كيف بدأت الرحلة؟
نحن عضوان فى البرلمان الأسكتلندى، قررنا كسر الحصار المفروض على أهالى قطاع غزة، بالانطلاق بالشاحنة التى تحمل العلمين الفلسطينى والأسكتلندى من أمام مقر البرلمان الأسكتلندى، فى أدنبرة فى العاشر من يوليو الجارى وعبرنا 12 دولة أوروبية. وعارضت بعض الدول الأوروبية مرور الشاحنة عبر أجزاء من أراضيها، خاصة كرواتيا التى منعتنا تماماً من الدخول، مما اضطرنا إلى السير لمسافة إضافية تقدر بنحو ألف ميل للالتفاف حولها.

ما غرض الرحلة وكيف حصلتما على الأدوية؟
فكرنا فى طريقة لكسر الحصار عن غزة، واتفقنا أنا وليندا على التحرك بشاحنة الأدوية، جمعت من دول أوروبية بواسطة ناشطين حقوقيين وأصدقاء، وبالفعل حصلنا على موافقة من البرلمان والحزب الوطنى الأسكتلندى للقيام بالرحلة، ورغم اعتراض كرواتيا لنا، وعدم إعطائنا تصريحا بدخول أراضيها، مخالفة تعليمات الاتحاد الأوروبى، مشينا حتى أقلتنا سفينة لميناء نويبع البحرى، ثم قطعنا المسافة للعريش ومنها لرفح، وبعد أن كانت الأمور تسير بصورة جيدة رفضت إسرائيل إدخالنا للقطاع، ومازلنا نحاول بمساعدة المصريين الذين طلبوا استكمال عدد من الإجراءات للسماح بالدخول، ولن نتراجع عن الدخول حتى لو أضربنا عن الطعام، فهناك استحالة فى العودة بعد قطع آلاف الأميال و12 دولة.

أين الشاحنة الآن؟
تركناها أمام معبر رفح وأبلغنا رجال الأمن، أنها لا تسير إلى الخلف أبداً بعد أن طلبوا منا العودة بها، لأنه لا يسمح بمرور هذه النوعية من الشاحنات إلا بتنسيق مسبق، ومسئول التنسيق بمعبر رفح الحدودى، أخذ أوراق الشاحنة وكافة المستندات التى تدل على أنها شاحنة مساعدات لإجراء التنسيق اللازم لها.

أعود للسؤال: ما علاقتكما بالقضية؟
أنا فلسطينى من القدس وليندا تحمل الجنسية الفلسطينية بجانب الأسكتلندية، وهاجرت إلى أسكتلندا ولندن منذ 19 عاما، هدفنا من رحلة الشاحنة ليس توصيل الأدوية فقط، وإنما لفت نظر العالم إلى الوضع المأساوى الذى يعيشه نحو مليون ونصف المليون فلسطينى داخل قطاع غزة.

هل واجهتكما صعوبات فى الطريق؟
الطريق بين الحدود التركية والسورية كان ممطراً للغاية بالطين الأسود، لدرجة انعدام الرؤيا وكدت أصطدم بشاحنة أخرى بعد انزلاقها على الطريق لولا ستر الله، الإجراءات على الحدود السورية كانت سهلة وسريعة حتى وصلنا إلى الحدود الأردنية، والتى أصر رجال أمن الحدود هناك على تفتيش الشاحنة وإفراغها من جميع محتوياتها فى سبع ساعات، أما الرحلة من ميناء العقبة الأردنى وحتى ميناء نويبع المصرى كانت صعبة للغاية، تعرضنا خلالها لسوء المعاملة وأوضاع غير إنسانية داخل العبارات.

ماذا عن الرحلة داخل الأراضى المصرية؟
وصلنا إلى ميناء نويبع المصرى منذ يوم الجمعة الماضى، وبقينا 30 ساعة داخل الميناء، حتى سمحت لنا السلطات المصرية بعبوره من نويبع إلى رفح بمرافقة شرطى مصرى، ونفد الوقود منا ونحن فى الطريق ولم نجد أية محطات على طول الطريق للتموين، مما اضطرنا إلى الحصول على وقود من أحد معسكرات القوات الدولية، المتمركزة بسيناء ثم من أحد مواقع البناء داخل الصحراء.

السيدة ليندا لم تشاركينا الحديث، هل لديك ما تقولينه؟
رحلتنا انطلقت ظهر الخميس فى العاشر من هذا الشهر، من أمام مقر البرلمان الأسكتلندى باتجاه لندن، ثم بلجيكا مروراً بألمانيا وروسيا وسلوفينيا حتى وصلنا لكرواتيا، وهى الدولة الوحيدة التى رفضت مرورنا من أراضيها، فاضطررنا إلى العودة إلى سلوفينيا واتخاذ طريقنا عبر المجر ورمانيا وبلغاريا وتركيا التى واجهتنا فى بداية وصولنا إليها صعوبة بالغة، فى السماح لنا بدخول أراضيها إلى أن تسهلت الرحلة باتصال من مستشار رئيس الوزراء التركى عبد الله جول لينقلب جفاء الأتراك إلى ود وحميمية رافقنا حتى وصلنا إلى سوريا، التى كانت من أحسن البلدان التى سهلت رحلتنا بمجرد أن عرفوا أننا نقود قافلة إنسانية لكسر الحصار عن غزة، ومن ثم واصلنا رحلتنا إلى الأردن ومنها إلى مصر عبر ميناءى العقبة ونويبع حتى معبر رفح، الذى اضطررنا إلى أن نترك الشاحنة المحملة بالأدوية أمام بوابته، لحين انتهاء إجراءات التنسيق التى قالت السلطات المصرية، إنها جادة فى إنهائها وها نحن ننتظر لليوم السادس على التوالى.

وهل لديك فكرة عن المحاولة الجديدة لكسر الحصار عن غزة؟
نعم، أعلم أن حركة "غزة الحرة"، أعلنت عن تسيير سفينة من قبرص لغزة قريباً فى محاولة لكسر الحصار، ستنطلق فى الخامس من شهر أغسطس المقبل، بمشاركة 45 شخصاً من الشخصيات الدولية، التى تتبنى المطالبة برفع الحصار الجائر عن غزة. وتحمل السفينة فريقاً من الناشطين والحقوقيين من جنسيات مختلفة، للقيام برحلة بحرية إلى غزة، بواسطة قارب تمكنوا من شرائه من خلال التبرعات، فى محاولة منهم لكسر الحصار، وستضم السفينة قرابة 45 شخصاً، من بينهم ريتشارد فولك (مبعوث الأمم المتحدة القادم إلى فلسطين) وأعضاء برلمان أوروبيون وفنانون، إضافة إلى تخصيص خمسة مقاعد لإعلاميين وصحفيين.

هل هناك تعاطف أوروبى معكم ومع كسر الحصار؟
"الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" قد رحبت بالخطوة "الجريئة" التى قمنا بها، لكسر الحصار براً والخطوة التى ستقوم بها حركة "غزة الحرة" بكسر الحصار عن طريق البحر. معتبرة، أن ذلك هو بمثابة "انتصار لكرامة الإنسان، لا سيما وأن مليون ونصف المليون إنسان محاصرين دون أن يتوفر لهم الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية والمعيشية".

ورأت الحملة الأوروبية أن مثل هذه المبادرات، وإن كانت فردية، "تعبر عن إرادة أصحاب الضمائر فى هذا العالم لإنهاء جريمة الحصار، التى قتلت حتى الآن ما يزيد على 212 مريضاً فلسطينياً، جراء حرمانهم من العلاج ومنعهم من السفر".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة