زادت فى الآونة الأخيرة، استخدام النساء العراقيات كمنفذات لهجمات انتحارية، فبعد مقتل قادة الصحوة فى بعقوبة الشهر الماضى، وقع الخميس هجوم أودى بحياة ثمانية أشخاص فى مدينة بعقوبة، كان بينهم قائد الصحوة فى المدينة.
فى الوقت نفسه، أثارت صور عارية لنساء عراقيات، تم التقاطها عبر أجهزة ماسحة ضوئية (سكانر) فى نقاط العبور إلى المنطقة الخضراء ببغداد، قلق العراقيين عبر احتجاج سيدة عراقية، رفضت الخضوع للمسح ونشرت عريضة احتجاج للتوقيع عليه، لكن الصور لم تحرك الحكومة العراقية. قوات الاحتلال أكدت الرواية، لكنها تقول إن صور الماسح الضوئى لا تظهر النساء عاريات، وإنما "يتم وضع أشرطة سوداء على مناطقهن الحساسة" بالصور أوتوماتيكياً.
من جهتها، قالت الدكتور رحاب مصطفى الدورى أستاذة علم الاجتماع بجامعة بغداد لليوم السابع عبر الهاتف، إن هذا العمل يشير إلى مدى حالة الامتهان الذى تعيشه المرأة العراقية، خاصة فى ظل وجود نحو 100 عراقية فى السجون الأمريكية، يتعرض كثيراً منهن لحالات اغتصاب، بينما لا تزال الكثيرات من العراقيات، يتحدثن عن حالات اغتصاب، تعرضن له على أيدى قوات الأمن العراقية.
وأضافت أن تلك الحوادث تدفع بالنساء العراقيات إلى اللجوء للانتقام، خصوصاً إذا ما علمنا أن أغلبهن تربين على مفاهيم وتقاليد عشائرية عراقية، تضع المرأة فى زاوية صعب الخروج منها.
وأعرب اللواء عيد الكريم الرواى، قائد الفرقة 15 فى الجيش العراقى السابق ومقرها فى محافظة ديالى لليوم السابع، عن استيائه لما يقع من انتهاك لحرمة العراقيات من قبل جنود الاحتلال، وقال إن النساء العراقيات تعرضن منذ الاحتلال وحتى اليوم إلى الكثير، فعلى سبيل المثال هناك نحو 1.5 مليون امرأة عراقية أرملة وهناك نحو 350 ألف طفلة عراقية يتيمة، بسبب الاحتلال الأمريكى.
ويعتقد خبراء عسكريون أمريكان وعراقيون، أن انتشار ظاهرة الانتحاريات فى الأشهر الأخيرة فى العراق، إنما هو ناتج عن عدة أسباب منها حالة الرغبة من الانتقام من قوات الصحوة، التى تتخذها قوات الاحتلال الأمريكى، كدروع بشرية ورؤوس حربة لمحاربة المتطرفين والرافضين لوجودها على أرض العراق، بعد أن قتل الأب والأخ والزوج على أيدى قوات الصحوة أو القوات الأمريكية والعراقية، بينما تشكل حالة البطالة والفقر التى تعانيه النسوة العراقيات دافعاً آخر للهجمات، بينما لا تزال النسوة العراقيات يعانين من اضطهاد كبير من قبل المجتمع وحرمانهن من حقوق اختيار الزوج والحياة بشكل كريم.
الهجوم الأخير، يشكل مثالاً جديداً على ضلوع النساء فى العمليات الانتحارية التى تنسب إلى تنظيم القاعدة فى العراق، والتى أوقعت مئات القتلى فى جميع أنحاء البلاد. وتاريخ هجمات النساء طويل جداً ففى السابع من يوليه، فجرت امرأة قنبلة كانت تحملها بسوق فى بعقوبة، ما أسفر عن سقوط قتيلين و14 جريحاً.
وقال قائد القاعدة الأمريكية فى بعقوبة الكابتن كيفين رايان، إنه غالباً ما تكون هذه النساء فقدن أقرباء أو أشقاء أو أطفالاً فى المعارك، بينما اعتبر العقيد على الكرخى مساعدة مدير شرطة بعقوبة، أن الرغبة فى الانتقام تشكل عاملاً حاسماً، يجيد المسلحون استغلاله لدى النساء. موضحاً أن بعض النساء تسعى للانتقام لمقتل عائلاتهن، ويسهل عندها إقناعهن باستهداف أولئك الذين يعتبرهن مسئولين.
وأضاف الكرخى أن امرأة قامت العام الماضى بتفجير نفسها، بعد مقتل أبنائها الخمسة على أيدى الشرطة العراقية فى منطقة المقدادية، قرب مجموعة من المتطوعين، الذين كانوا ينتظرون للانضمام إلى الشرطة، فقتلت ثلاثين شخصاً بينهم 15 شرطياً.
وقال أحد قادة قوات الصحوات غرب بعقوبة، إن شابة ترتدى عباءة جاءت لمقابلته قبل بضعة أشهر. موضحاً أنها كانت فى 17 أو 18 من العمر، وكانت تطلب المساعدة، وطلبت مقابلة أبو زهراء، مضيفاً "وكانت تكلمنى بدون أن تعرف من أنا". إلا أنه كان مضطراً للمغادرة لحضور زفاف فكلف أحد حراسه بالاهتمام بالفتاة. والواقع أن هذا القرار أنقذ حياته إذ قال "فتحت رداءها وفجرت نفسها، فسقط لنا ثلاثة قتلى وجريحان وقتل أحد حراسى حرقاً. معتبراً أن استخدام انتحاريات، "يشير إلى جبن القاعدة فى بعقوبة وضعفها. فهم يرسلون انتحاريات لأن زمنهم هنا ولى".
ويتجنب الجنود الأمريكيون خلال دورياتهم فى الشوارع، العبور بمحاذاة نساء يرتدين عباءات خوفاً على أمنهم، وقال أحد الجنود "كلما نرى امرأة ترتدى عباءة نتساءل فى أى لحظة ستنفجر"، هل يكون الانتحاريات سلاحاً يخشاه الاحتلال، أم هل أصبحت جعبة القاعدة خاوية لهذا الحد، أم أنها مجرد حوادث فردية؟
الانتحاريات العراقيات سلاح جديد يواجه الأمريكان
الجمعة، 25 يوليو 2008 10:04 م
الانتحاريات سلاح جديد يخشاه الجميع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة