حلاً لمشكلة النشر والاستغناء عن المؤسسة الحكومية وطوابيرها، شهد الوسط الثقافى فى السنوات القليلة الماضية، افتتاح مجموعة من دور النشر الجديدة المختصة بنشر إبداع الشباب، مثل دار ملامح ودار اكتب ودار فكرة. وامتداداً لهذه القائمة، أقامت دار "الناشر" بمكتبة البلد، حفل التوقيع الأول لها.
وتعتبر دار "الناشر" أحدث دور النشر المصرية، حيث أصدرت حتى الآن ثلاثة كتب وهى "نزهة فى المقابر" لمحمد أبو الذهب و"الاكتفاء بكتابة الكارثة" لأشرف ضمر، و"من يوميات أنثى" لمنال فوزى.
وأكد الروائى أحمد عامر رئيس تحرير الدار، لليوم السابع أن الدار تتجه فى المقام الأول لنشر الكتاب الأدبى للكتاب الشباب، سواء الرواية أو الشعر أو القصة القصيرة، بالإضافة إلى نشر المذكرات وكتب الأدب الساخر، طالما لا تتسم بالتفاهة، وأن الدار تصدر حتى الآن سلسلتين فقط هما: سلسلة "تحليق" وهى مخصصة للشباب، وسلسلة "أعمال رائدة" وهى مخصصة لإعادة طبع الأعمال الإبداعية المهمة للكتاب الكبار. وأشار عامر أنه لا يوجد أى محاذير للنشر سواء كانت جنسية أو أخلاقية، ولكنه قال إنه لا يستطيع أن ينشر كتاباً يعيب فى الذات الإلهية، أو ينشر كتاباً يحدث فتنة طائفية مثلاً.
وعن نشاط الدار فى الفترة المقبلة، أشار عامر أنه بصدد إعادة نشر مجموعة من الكتب لكبار الكتاب منها "أيام الشاى المر" لحجاج أدول، ورواية "العم حفنى" لصلاح والى، ومن أعمال الشباب "دموع الإبل" لمحمد إبراهيم طه، و"شاى بارد" لمحمد فتحى، وكتاب سياسى بعنوان "المشهد الأخير فى حياة الطغاة" لمحيى الدين مرعى.
كما أشار إلى أن الدار تسعى إلى إنشاء مقر لها بوسط البلد، وإنشاء مقار لها فى الأقاليم، خاصة أن الدار تهتم بمبدعى الأقاليم، حتى توفر لهم فرصة للنشر والتواجد فى القاهرة.
وعن سياسة النشر والتوزيع قال عامر، إن الدار تسعى إلى أن يكون الكاتب مشاركاً فى العملية الإبداعية وليس ممولاً له، وأنه سيتم تحديد نسبة جيدة من مبيعات الكتاب لصالح المؤلف، وأن الدار لا تتقاضى من الكاتب إلا النسبة التى تمكنها من الاستمرار، ولا تطمح إلى أى ربح مادى على حساب الكاتب. وأعلن أن الدار اتفقت مع جريدة "الجمهورية" على التوزيع فى كل أقاليم مصر، مؤكداً على أهمية العمل على الوصول بالكاتب المصرى الشاب إلى مستوى التوزيع العربى، من خلال التعاقد مع دور النشر العربية للتعاون فيما بينها.
من جانبه أكد الكاتب سعيد الكفراوى، على أن أى مثقف يكون سعيداً بافتتاح أى دار نشر جديدة وذلك لتدعيم الكتاب والثقافة، معتبراً أن دور النشر الجديدة توازى طبعات "المستر" التى كانوا يصدرونها، والتى أعلنت عنهم وقدمت تجاربهم الأولى.