تفشى وباء "الإيدز" فى أى دولة يضعف اقتصادها، كونه يؤدى إلى نقص حاد فى العمالة، برفع معدلات الوفاة بين القوى العاملة، كما يتسبب فى تدنى معدلات الإنتاجية بسبب تراجع مؤشر الصحة بين العمال.
يأتى هذا الحديث عطفا على نتائج تقارير أصدرها باحثون من الأمم المتحدة، متخصصون فى مجال السكان، تتوقع أن يقضى الوباء على نحو 100 مليون شخص فى الدول الأفريقية، التى تقع جنوب الصحراء بحلول عام 2025، لذا بدأ اتحاد الصناعات المصرية باتخاذ تدابير لصد هذا الوباء، بعيدا عن حدود مصر.
وإذا كانت الإحصاءات الرسمية، تؤكد تدنى نسبة الوباء فى مصر للحد غير المخيف (0.02 %)، لا ينبغى الوقوف مكتوفى الأيدى أمام نتائج دراسات باحثى الأمم المتحدة، حتى لا تكون مصر ممثلة بأى رقم ضمن الـ 100 مليون مريض، الذين يدخلون نادى الإيدز بحلول عام 2025.
عمليا، تحركت لجنة شئون العمل التابعة لاتحاد الصناعات المصرية، برئاسة سمير علام، لعقد اجتماع فى 20 يوليو الجارى مع ممثلى منظمة "كير" الدولية للصحة، المهتمة بنشر التوعية بفيروس نقص المناعة المكتسبة "إيدز"، خاصة بين أصحاب الأعمال، لتوعيتهم بكيفية التعامل مع الوباء فى مواقع العمل، كون هذا الأمر يشكل قضية مهمة للقطاع الصناعى والإنتاجى الوطنى، بسبب ما يخلفه المرض من آثار سلبية على المجتمع بشكل عام.
وتعتبر"كير" إحدى منظمات المجتمع المدنى الدولية الموجودة فى 65 دولة مثل أفريقيا، ودول الشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية. وتعليقا على هذا الموضوع، أشارت الدكتورة زينب حيدر- مدير منظمة "كير" مصر- إلى أن الدول التى يتفشى فيها هذا المرض تصاب بنقص حاد فى العمالة، كنتيجة طبيعية لارتفاع معدل غياب العاملين عن أعمالهم، وإهدار الخبرات والمهارات، بما يضعف أى اقتصاد فى العالم بسبب زيادة التكاليف التى يتحملها صاحب العمل، وتبديد المدخرات، وانخفاض معدلات الإنتاجية والربحية، فى الوقت الذى يناضل فيه الاقتصاد المحلى لينافس الدول الصناعية الكبرى.
وأشارت زينب حيدر إلى أن معدلات الإصابة بفيروس الإيدز فى مصر متدنية جدا، حيث تبلغ 0.02 % فقط، لكن يخشى من انتشار المرض وتسلله فى غفلة. أوصت الدكتورة زينب بأهمية وجود قفازات بالمصانع، ليرتديها العمال فى حالة إنقاذ أى من العاملين المصابين بالمرض، إذا تعرض لحادث.
من جهته، أكد سمير علام - رئيس لجنة شئون العمل باتحاد الصناعات- على ضرورة عقد لقاء موسع بين منظمة "كير" وأعضاء الغرف الصناعية، للتأكيد على ضرورة نشر الوعى بين العاملين بالقطاع الصناعى الوطنى حول طرق انتشار المرض وكيفية الوقاية منه.
يذكر أن إحصاءات المكتب الإقليمى للشرق الأوسط، التابع لمنظمة الصحة العالمية الصادرة خلال العام الماضى، أكدت أن 22 مليون شخص فى أفريقيا راحوا ضحية هذا المرض، منذ الثمانينيات حتى الآن، كما أصيب أكثر من 50 مليون شخص بالعدوى، لذلك لابد من تشجيع المزيد من رجال الأعمال على تبنى مواقف أكثر إيجابية لمحاربة الفيروس.
